البطل الرئيسي للرواية اسمه انور رجل مهوس بحب الصحافة منذ ان كان تلميذا ويغامر ببعث جريدته الخاصة وهو يتنقل من المدينة التي يقطنها داخل الجمهورية الى العاصمة بشكل دائم للإشراف على طباعة جريدته التي حولها الى مجلة سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة عند القراء ولكننا نراه في كل مرة يتساءل // ألا يوجد لهذه الرحلة نهاية ؟/ ثم في مكان آخر نجده يقول// متعبة جدا هذه المهنة او هذه المحنة .الصحافة كما القطط تأكل أبناءها عندما تجوع. وفي تونس كما في العالم العربي العشرات من الصحافيين اعطوا اعمارهم للصحافة وخرجوا منها بعاهات او يحملون امراضا مزمنة. في تونس نجده بتردد على المجالس الأدبية هذه التي اجتهد الكاتب في ابرازها في الرواية ولم تعد اليوم موجودة بسبب غياب أصحابها مثل مجالس ابوزيان السعدي ومجالس توفيق بكار ومجالس الميداني بن صالح.ورغم ما يشعر به الكاتب من تبرم فإن ما يخفف عنه هو ما يلقاه من تشجيع من قبل الحكومة.ففي اللحظة التي يقرر فيها ان ينهي صلته بالصحافة ياتي التكريم الرئاسي باقتراح من وزير الثقافة لبعيد له الثقة في نفسه// خرج مزهوا من قصر قرطاج ولا يزال صدى تصفيق الحاضرين من الوزراء والمثقفين المدعوين لحضور عيد الثقافة في قصر قرطاج يرن في اذنه..إنه اليوم الذي انتظره.. تذكر أولئك الأوباش الذين حاولوا عرقلته . تمنى ان يصفعهم واحدا واحدا لقول لهم هاان الدولة في أعلى رموزها تعترف له بالفضل وتمنحه اعلى الاوسمة تكريما لجهده. تمنى ان يهدى التكريم الرئاسي لوالده.ولاساتذته الذين كانوا يقولون له انت مشروع صحفي كبير في تونس..في الرواية مجالات اخرى مثل قضايا الاتجار بالبشر في علاقة نورهان المطلقة برجل الأمن المتقاعد الذي يحاول توظيفها في جمع معلومات ولكنها تفلت منه لتقع في شراك محام نهم للجنس يستغلها جنسيا مقابل الاشتغال في مكتبه لانها في حاجة الى المال كما تنفتح الرواية على عاهات وآفات أخرى يعاني منها المجتمع التونسي خلال العشر الأخيرة مثل الاتجار في الممنوعات وترويج المخدرات والسرقات والبركاجات من خلال نماذج لمنحرفين اختارها الكاتب بدقة كشخصية المسمار وكرموسه.ومنشار وهي تسميات لنماذج من الشباب المنحرف الذي يستسهل الحصول على المال عن طريق الانحراف .في الرواية ما يلفت النظر أكثر هو تعمد الكاتب ان تكون الشخصيات النسائية التي يرد ذكرها كلها شخصيات تعاني من اتعاب واحيانا ليست سوية وهو ما يجعلنا نطرح اسئلة لماذا اختار الكاتب ان يركز على هذه الشخصيات مثل شخصية نورهان وشخصية حنان التي تعاني من البرود الجنسي لزوجها وشخصية الهام النادلة في مقهى والقادمة من احدى مدن الجنوب بعد طلاقها من زوجها الذي يعاني من مرض مزمن لا يقبل العلاج فتخير الانفصال عنه بعد ان استفحل مرضه لتجد نفسها محط أنظار وملاحقة عشاق اللذة الحرام لاعتقادهم بانها لقمة سائغة سهلة الاصطياد سوسن مختارا لاكثر قراءة جريدة الكترونية اخبارية مستقلة جامعة اسسها ويديرها الكاتب والصحفي محمود حرشاني. شعارها الاستقلالية والحياد. الخبر مقدس والتعليق حر مشاهدة كل التدوينات بواسطة الزمن التونسي