التقيت به بنادي القصة يجلس حذو محمد العروسي المطوي ولجمال خطه يسلمه رئيس النادي دفتر المحاضر يخط به كل ما يدور بجلسة مساء السبت من قراءات ومناقشات ومحاورات أدبية وبين الفينة والفينة كان يتحفنا ببعض الحكايات الهزلية التي قد تنتشلنا من بعض جدية وصرامة (...)
افتقدت الساحة الثقافية الأديب محمد الهادي بن صالح بعد مرض أعجزه عن الحركة العادية ألزمه منزله لمدة سنوات قليلة أديبنا محمد الهادي بن صالح أغزر روائي في البلاد، متمرد على السائد، ومتفرد عن الجميع بجرأته في قول ما لا يستسيغه سواء في مجال الفكر أو (...)
مرت سنوات منذ غادرتنا، يا صاحب الكراسي المقلوبة، وافتقدك الجميع، جماعة نادي القصة، وجماعة مقهى الكيلت، والساحة الثقافية، كنت تملأ مكانك حيثما حللت، قليل الكلام، وإذا نطقت أتيت بالمفيد، وبكلمة الفصل في أغلب الأحيان، وفي اختزال عجيب، دون ثرثرة. بقي (...)
قولة شهيرة عالمية، معبرة، تتعلق بالذين يفارقوننا فجأة وهم في أوج عطائهم " الموت يفضل انتقاء أحسن الناس ". فارقنا الصديق والأديب رضوان الكوني وهو في قمة عطائه ( يوم 27 جويلية 2010) ، أحلامه كثيرة وكبيرة، وخاصة بعد حصوله على التقاعد، روايات، وكتابات (...)
انتسب إلى طلبة جامع الزيتونة وأحرز على شهادة التحصيل سنة 1955 وعين معلما بالمدارس الابتدائية ثم التحق بوزارة الشباب والرياضة ثم بوزارة العدل وأخيرا بوزارة الثقافية كمندوب جهوي للثقافة عضو اتحاد الكتاب التونسيين والنادي الثقافي أبو القاسم الشابي من (...)
ربطتني علاقة بالأديب الراحل التابعي الأخضر منذ أكثر من ثلاثة عقود خلت تطورت من مجرد لقاءات باتحاد الكتاب ونادي القصة ومقهى الروتندة إلى لقاءات بداره بضاحية رادس، وخلال التسعينات اقترض مني آلة راقنة أوليفيتي لكتابة أثر أدبي، لكن بعد مدة أعادها لي دون (...)
تفاجأت بخبر وفاة الأديب والصديق التابعي الأخضر، الكاتب القصصي، الذي عاشر أجيالا من المثقفين، بداية من جماعة تحت السور، وجماعة نادي القصة، وتحمل المسؤولية بالهيئة المديرة لاتحاد الكتاب التونسيين تحت رئاسة محمد العروسي المطوي، قرض الشعر وكتب المقالة، (...)
سنيا يوسف كاتبة قصة قصيرة وإذاعية بالإذاعة التونسية من مواليد 1936 مولودة بالإسكندرية بجمهورية مصر العربية من أب تونسي بعد هجرة جدها من تونس إلى مصر وهي شقيقة الإذاعي الشهير بالإذاعة التونسية " عادل يوسف ". قال فيها الأديب محمد العروسي المطوي: " (...)
علي العزيزي وهو يغلق كل منافذ الخلاص على شخوصه، كأنه يبلغنا أن هذه الشرائح مصيرها حتما التخبط في العوز دون حتى بصيص من الأمل، وهي نظرة مغرقة في السوداوية، ولعلها نابعة من تكوينه الاجتماعي، وقربه من هذه الشريحة. والملاحظ أن شخصيات كامل المجموعة ما (...)
(هذا الكاتب لم تنصفه الساحة الثقافية حتى صوره لا أثر لها ، إذ وافاه الأجل قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي). التقيته أثناء فعاليات أيام قصصية أقيمت في بداية الثمانينات بدار الثقافة ابن خلدون، قرأ قصة وأنا كذلك، ولم نتبادل التعارف، كان منطويا على (...)
شدني في فاطمة سليم تقديرها الكبير الذي يعجز الوصف عنه لشيخ الأدباء محمد العروسي المطوي، فإذا أعطيت الكلمة بنادي القصة فلا بد أن تغدق على سي العروسي كل الإكبار والتقدير لما قام به من أجل الكاتبات التونسيات باحتضانهن في رحاب النادي، ورعايتهن، وطبع بعض (...)
رحلت فاطمة سليم، الأديبة والقاصة، تلك التي عاشت للفن، وضحّت من أجله، أكثر من خمسة عقود، تنتقل كالفراشة بين النوادي والملتقيات، تحاول أن تكون حاضرة باستمرار، تناقش، وتقترح، تلتقي برفاق الدرب من الجنسين، تهدي إصداراتها، وتسأل عما تمخضت عنه المطابع من (...)
لو أمعنا النظر في المناخ العام للنصوص المتسمة بالسوداوية والنظرة المنكرة لكل ما يدور والمنتقدة لها، قد نجد عذرا لكل ذلك، فالشخوص يواجهون بالتغاضي والإهمال من محيطهم الاجتماعي، ولا منقذ، فهي تتحرك داخل تلك الأطر المربكة، والمسرفة في التقوقع، والتي لا (...)
كان لا بد لي من إعادة الاطلاع على المجموعة القصصية لإبراهيم الأسود أحلام بحار متعب حتى أدخل عالمه الإبداعي الذي بقي بعد قراءة المجموعة منذ عشرين سنة تقريبا، حاملا لهم كبير، ينخر عالم الكاتب من قريب ومن بعيد، يؤرقه، ويحوّل مسار حياته، همّ فكري وجودي (...)
تجمعني والشاعر عبد الله مالك القاسمي أكثر من حلقة من حلقات الحياة، حلقة الزمالة المهنية، وحلقة الشغف بالأدب، كان شاعرا بينما اتجهت إلى الكتابة القصصية، إضافة أنه دأب على حرفية الكتابة الصحفية طيلة أكثر من عشرين سنة، بينما كانت لي الصحافة هواية لا (...)
جعل الكاتب عديد الإناث ذوات الأسماء الأجنبية تشاطر أبطاله تفاعلاتهم مثل مونيكا الغجرية الاسبانية في قصة الدمية وسوزان في تلك رفات البحر وفنكا في قصة سندرا، ولعل وجود الكاتب في مدينة بحرية التي تعد قبلة السواح ما جعل المرأة الأجنبية تفرض نفسها على (...)
جاءت قصة الحلزون بذكريات طفولة بائسة بعد فقدان الأب، وعجز الأم على الإعالة، وتنقل متكرر من مأوى إلى آخر. وفي آخر المطاف العودة إلى بيت الجدة، أي أن قصة الحلزون هي الوحيدة التي توقفت عند الطفولة الصرفة، دون أن يتدرج بها الكاتب إلى سنوات الكبر تدرجا (...)
كان المطوي إنسانيا في علاقته مع الآخر، وكذلك كان الشأن في إبداعه الروائي في روايته حليمة والتوت المر، فنستطيع أن نقول إنه جاء كروائي في فترة جفاف لهذا الجنس الأدبي. البلاد لا تزال فتية، والفنون تتشكل بصعوبة البداية، وعلى الذين لهم القدرة على الكتابة (...)
لا شك أن كل أديب استطاع أن يواصل مسيرته الثقافية إلى عقود عديدة بنفس الطموح والتوهج رغم العراقيل التي تعترضه بين الحين والآخر هو من معدن نادر، معدن لا تؤثر فيه التحولات وإن تعسفت. وكان شأن أديبنا محمد العروسي المطوي مع الكتابة، شأن الكائن مع قدره، (...)
لفت انتباهي ركن لايخلو من طرافة في صحيفة الشروق التونسية بمسمى «عين الهر» وقد زاد في طرافته مقال السيد عبد الجليل بوقره الذي ورد فيه بتاريخ 11 جوان 2023. ربما أتفق مع من أطلق هذا الاسم على ركن مميز في صحيفة باتت غنية عن التمجيد والإطراء، وأعتقد أنه (...)
التقينا بالنادي الثقافي للطلبة الدستوريين بشارع بورقيبة، كان ذلك في بداية السبعينات، جاء رفقة ابن أخيه الشاعر عبد الحميد خريف، ليقرأ علينا مسرحية سوق البلاط في إمكانية عرضها من قبل فرقة النادي التي تكونت حديثا بعد أن تم رفض نص لي، وآخر لنور الدين بن (...)
لم تكن المواجهة يوماً بين سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد وبين أي من الحكومات العربية، رغم ظاهر الأمور واصطفاف هذه الحكومات على ضفة العداء لسوريا، وكل القضايا التي رفعتها بعض الحكومات العربية بوجه سوريا كانت مستعارة من الخطاب الأمريكي، بدءاً بعنوان (...)
شاركت بمداخلة بعنوان المشهد القصصي نشرت بمجلة الحياة الثقافية، وكنت أتوق لتقديم شهادة عن سي البشير الإنسان، اعتقادا مني أن الدراسات النقدية لأدب البشير خريف تعددت من قبل نقاد وأساتذة جامعيين، هم أقدر منا على إبراز مميزات أدب البشير خريف، لكن تبقى (...)
باح لي مرة في أحد اللقاءات القليلة التي جمعتني به، أن النظام يحاول أن يحد من نشاطه الثقافي، ووجد في رموز الساحة الثقافية بالبلاد تجاوبا مع النظام، متجاهلين ما قدمه لوزارة الثقافة من مكاسب، بينما عندما يدعى إلى بعض المحافل الثقافية العربية ككاتب، (...)
أقيل من منصبه سنة 1986 في عملية مبرمجة هادفة لقص أجنحة الوزير الأول محمد مزالي في انتظار إقالته هو أيضا، ولعلي أعجبت كثيرا وهو يواجه الرئيس بورقيبة يوم إعفائه، قائلا في آخر تصريحاته: أشكركم يا سيادة الرئيس لأنكم أعطيتموني فرصة لأنفذ مشروعا ثقافيا (...)