تبخرت الآمال وتعثرت الخطوات وأصبح الواقع مريرا.. تبعثرت أوراق بطل إفريقيا 2011 وسقط بالضربة القاضية أمام منتخب مصري صغير السن تنقص أغلب لاعبيه الخبرة.. علاوة على الهزيمة المرّة أمام منتخب مصر 67 - 77 فإن أداء المنتخب التونسي كان رديئا تنقصه العزيمة الفولاذية واليقظة الدفاعية وأكثر من ذلك حسب الانتصار والذود عن الوطن. لعب المنتخب التونسي أربع مقابلات (المغرب وبوركينا فاسو ورواندا ومصر وفاز في المقابلات الثلاث الأولى بعد عناء كبير ولكن المسيرة التي كان طموحة (الترشح إلى البطولة العالمية 2014) عرفت نهاية سريعة أدهشت الحاضرين وجعلتهم يتساءلون عن الأسباب الحقيقية لهذا المردود الجماعي السلبي والمخيب للآمال رغم أن هذه المجموعة وجدت من المكتب الجامعي وسلطة الإشراف كل العناية اللازمة لإمضاء نجاح جديد ولاعتلاء منصة التتويج. فمنذ المقابلة الأولى ضد المغرب أظهر زملاء المبروك تذبذبا كبيرا على مستوى الأداء الجماعي وتقبلوا ضغط المنافس وفازوا بصعوبة كبرى (56 - 54) لا يعرفها إلاّ مَنْ تابع مباشرة هذه المقابلة «الدربي المغاربي». ولاحظ الجميع أن هذه المقابلة كانت سلبية ولم يتمكن المنتخب من إبراز مؤهلاته الحقيقية والتي كانت مرتقبة. خلال هذه المقابلة الأولى كان الفريق تحت ضغط نفسي ومعنوي كبير واستغل المنافس المغربي هذا الارتباك لفرض نسقه. إلاّ أن يقظة بن رمضان وبالمبروك رجحت كفة تونس في آخر لحظات المقابلة، أما المقابلة الثانية فكانت أمام بوركينا فاسو وكانت في اتجاه واحد وانتصر المنتخب التونسي بكل سهولة.. لأن المنافس كان ضعيفا جدّا.. «العملية أو المقابلة الانتحارية» كانت أمام رواندا.. الذي استغل ارتباك زملاء رزيق وفرض لعبه البدائي.. وحاول المنتخب تذليل الفارق والعودة في النتيجة.. ولم يكن ذلك ممكنا خلال الوقت الإضافي. وترشح المنتخب بصعوبة إلى الدور الثاني ليتقابل مع الفريق المصري الذي يوجد في المرتبة الرابعة في مجموعته والمنهزم في مقابلاته الثلاث.. وكانت المفاجأة وكانت الهزيمة المرّة ولم يتمكن بطل إفريقيا من الترشح إلى الدور ربع النهائي.. مردوده كان هزيلا تكتيكيا ونفسانيا.. وبقدر ما كان الفريق المصري رغم صغر سنه متشبثا بالنتيجة كان زملاء كشريد خارج الموضوع. ماذا جرى للمنتخب؟.. الجو العام للمنتخب لا يبعث على التفاؤل طوال مدة التحضيرات والأسبوع الصعب الذي قضاه المنتخب بأبيدجان قبل الموعد الإفريقي كان له الأثر السلبي على نفسية اللاعبين.. وبالتالي على مردودهم.. تعرض المنتخب إلى العديد من المصاعب ومن المشاكل وخسر اللاعبون شعلتهم وثقتهم بأنفسهم... جل اللاعبين كانوا بعيدين كل البعد عن مستواهم الحقيقي.. والكل ضاع وتذبذب ولم يتمكن من تجاوز سلبياته الذهنية التي أثرت على مردودهم الجماعي والفردي.. انعدام الثقة وجودنا بين اللاعبين مكننا من التعرف على بعض المواقف السلبية وانعدام الثقة سيما خلال التمارين والمقابلات.. والبعض أحس أنه غير مرغوب فيه وأن التغييرات خلال المقابلات لم تكن مدروسة.. صفحة جديدة للمنتخب دون أدنى شك أن هذه الخيبة ستصاحبها قرارات جذرية إدارية وفنية وأن السلة التونسية ستعرف صفحة جديدة مكتوبة بطرق جديدة وطموحة.. الرياضة والنجاعة «تحب الجيعان» تصريح رئيس الجامعة التونسية لكرة السلة علي البنزرتي يحمل أكثر من دلالة.. وهو المقتنع أن البعض من اللاعبين سيرحلون.. قال بعد مقابلة تونس ومصر «الرياضة والنجاعة تحب الجيعان وعلينا أن نغيّر الكثير وأن نعمل بطرق جديدة وحديثة». النتائج: تونس المغرب: 56 - 54 تونس بوركينا فاسو: 100 - 45 تونس رواندا: 83 - 81 (74 - 74) تونس مصر: 67 - 77