تطور إيرادات السياحة وتحويلات الجالية    كرة اليد.. منتخب الاواسط يفشل في تحقيق اللقب الافريقي    خالد هويسة ل«الشروق» «السلطة الرابعة» مونودراما تاريخية لحفظ الذاكرة الوطنية ... !    كاتب وكتاب...في الصالون الثقافي الشجرة بأكودة.. الإحتفاء بالكاتب منذر العيني وإصداريه «كويدسميتيك» و«الهوامش»    فيتش تُرفِّع التصنيف الائتماني لتونس إلى +ccc    توزر .. عودة مدرسية في ظروف عادية    بطولة افريقيا للاعبين المحلين 2025: اقامة النهائيات في فيفري المقبل في كينيا وتنزانيا وأوغندا    الحرس الوطني.. دعم متواصل لعائلات وابناء شهداء الواجب    المهدية .. العودة المدرسيّة .. أجواء عاديّة، وتواصل أشغال تهيئة مؤسسات التربويّة    مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترنم به    نور على نور ... عبد الكريم قطاطة    انتخابات الجامعة التونسية لكرة السلة - قبول ترشح قائمة علي البنزرتي    عاجل/ تفاصيل جديدة بخصوص جريمة قتل تلميذ في مقرين..    إيطاليا تعلن مشاركة تونس في اجتماع وزراء داخلية مجموعة السبع    القصرين.. تفكيك وفاق مختص في قرصنة حسابات الفايسبوك وابتزاز اصحابها    تحذير من شتاء قاس على الفلسطينيين في غزة    الشركة الجهوية للنقل بصفاقس تواكب انطلاق السنة الدّراسيّة    رابطة ابطال اوروبا: بارين مونيخ يستهل مشواره في غياب بوي المصاب    عاجل/ جريمة قتل تلميذ: الاحتفاظ بشابين وكشف معطيات جديدة    بطولة الرابطة المحترفة الثانية تنطلق يومي 12 و13 أكتوبر القادم    وزير الخارجية يتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير النمسا الجديد لدى تونس    توننداكس يفقد 0،2 بالمائة من قيمته في إقفال الإثنين    ظهور بعض السحب على أغلب الجهات ليل الاثنين    عاجل/ ظهور متحوّر جديد لكورونا سريع الانتشار    أخصائي في امراض الجلدة يدعو الى ضرورة تكفل "الكنام" بالمستحضرات الواقية من الشمس بالنسبة لبعض المهنيين    تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر ليل الأربعاء    الأربعاء المقبل: تونس تشهد خسوفا جزئيا للقمر    نادين نسيب نجيم تفوز بجائزة أفضل ممثلة عربية    هند صبري: الممثلون الرجال يتقاضون أجرا أكثر من النساء    صفاقس: الكشف عن عصابة لترويج المخدرات والقبض على عنصرين وحجز عدد 05 صفائح من مخدر القنب الهندي.    حجز 61 قطعة بأحجام مختلفة من مخدر القنب الهندي والإطاحة بالمروج..    عاجل - تونس : بشرى لمحبي الشاي الاخضر و الارز    المترشّح العياشي زمال يتعهّد بصياغة دستور جديد    تصنيف محترفات التنس: أنس جابر تحافظ على المركز 22    عاجل : أنس جابر تنسحب من كلّ المسابقات حتّى نهاية السنة    رياض جعيدان النائب بمجلس نواب الشعب رئيسا للجنة القانونية للمرصد العربي لحقوق الانسان    من تونس إلى باريس: "دريم سيتي" يحل ضيفا على مهرجان الخريف    رئاسية 2024: هيئة الانتخابات تنبه الى ان الانشطة المتعلقة بالحملة الانتخابية غير المصرح بها "تعد غير قانونية"    أبطال إفريقيا: النتائج الكاملة لمواجهات ذهاب الدور التمهيدي الثاني    وزير التربية يطلع ببنزرت على ظروف إنطلاق السنة الدراسية الجديدة 2025-2024    العدد الرابع من المجلة العلمية "عدسات جندرية" يسلط الضوء على "حيوات الفلسطينيات"    لماذا فشلت إسرائيل في تعقّب مكان السنوار ؟    تفاصيل وفاة '' تيتو''.... شقيق مايكل جاكسون    مدنين: الميناء التجاري بجرجيس يختتم موسمه الصيفي بتامينه اخر رحلة قدوم ومغادرة للمسافرين    مدفوعا بتطور مبادلاته...القطاع الصناعي يتجّه نحو ترسيخ تماسكه    كيف نستطيع التّأقلم مع تغيرات فصل الخريف؟    المغرب.. تطورات جديدة في حادثة محاولة اقتحام مهاجرين لمدينة سبتة والحرس الإسباني يتصدى بشراسة    إرتفاع في أسعار عدة أصناف من الخضر و الغلال و الأسماك..التفاصيل    هيونداي تونس تُتوج لأدائها الاستثنائي مع علامة «أفضل تقدم في المبيعات» على المستوى الإقليمي    الحماية المدنية 310 تدخل خلال 24 ساعة    عاجل : مواعيد العطل المدرسية لسنة 2024-2025    أثر على الملايين: عطل مفاجئ يصيب تطبيق غوغل في أجهزة أندرويد    السلطات الأمريكية: حادث ترامب محاولة فاشلة لاغتياله وتم اعتقال مشتبه به    هل التقاعد أزمة ؟    إجراءات صارمة لمكافحة ''جدري القردة''    القيروان مدينة لا تنام ومئات الآلاف من زوارها يتدفقون احياء لذكرى المولد النبوي الشريف    ظافر العابدين يستعدّ ل ''رمضان''    نتائج إيجابية للقاح ضدّ السرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ "حسين العبيدي" ل "التونسية ": ثقافة "أنصار الشريعة" فاسدة... وأوّل آية نزلت هي "اقرأ".. لا "أقتل"..و اغتيال بلعيد لعبة مخابراتية خارجية.. والهدف الجزائر
نشر في التونسية يوم 23 - 05 - 2013

لا فصل بين الشريعة والدولة في الإسلام.. والقرآن لم ينزل لقراءته على الأموات والجيف !
استهداف البوليس استهداف للأمّة.. وحبّ الوطن إيمان في ديننا
اغتيال بلعيد لعبة مخابراتية خارجية.. والهدف الجزائر
«الناتو» حال فمّو باش يبلعنا.. وأحنا لاهين نُطمزوا في عينين بعضنا !
تهمة الاستيلاء على الزيتونة مرفوضة لأنّ الجامع ليس رزقا لحسين العبيدي
الزواج العرفي حرام..
وكذلك "جهاد المناكحة"
بداية من جويلية سنُدرّس مجانا الطبّ والرياضيات بعيدا عن «بول البعير» ومشتقاته
الإسلام دين رفق ولين وتطبيق الحدّ بيد الحاكم لا بيد الأفراد
الزيتونة لن تركع للحكومة
حاورته: سنيا البرينصي
«سأدافع عن جامع الزيتونة الى آخر رمق والجامع لن يدخل بيت الطاعة مهما حدث ولن يصبح بوقا سياسيا للحكومة أو غيرها... ما يحدث في تونس وفي العالم العربي والاسلامي مؤامرة صهيونية صرفة لتدميرنا ومن يسمون انفسهم بالسلفيين أو الأوصياء على الدين جهلة ومغرّر بهم لانهم ينفّذون هذه المخططات الجهنمية للقوى المعادية.. من عجز عن ادارة البلاد عليه ترك الكرسي لغيره... اغتيال الشهيد بلعيد وأحداث الشعانبي هما لغاية استهداف الجزائر..و«النهضة» تعرف من قتله... تطبيق الشريعة لا يخشاه الا المجرم والجهاد في سوريا محرم شرعا ويخدم غايات سياسية لا دينية ومصلحة البلاد يعرفها رجل البوليس لا الحكام ولا نواب التأسيسي....»
هذا نزر قليل مما قاله الشيخ حسين العبيدي إمام جامع الزيتونة الاعظم في حوار مع «التونسية» تعرض فيه الى الخلاف القائم بين الجامع والحكومة إضافة الى مشاغل الفكر الزيتوني والمشهد السياسي العام في البلاد والعديد من القضايا الراهنة التي تشغل الرأي العام في تونس اليوم.
بداية اين وصلت قضية «الخلدونية» في اطار صراعكم مع وزارة الشؤون الدينية وبلدية تونس ؟ لو وضحتم لنا حيثيات هذا الصراع المثير للجدل بين مشيخة جامع الزيتونة وهذين الطرفين؟
الخلدونية هي فرع من فروع التعليم الزيتوني تأسس منذ سنة 1929 ولما اوقف بورقيبة التعليم الزيتوني اهملت الخلدونية واصبحت تستخدم كفضاء جمعياتي او حزبي وبعودة التعليم الزيتوني عام 1988 عادت الخلدونية الى العمل لمدة سنتين ومع قدوم نظام بن علي وقع اقتحام الخلدونية وادراة التعليم الزيتوني لجامع الزيتونة وتبديل اقفالهما واستمر الوضع على حاله الى سنة 1997 باستيلاء بلدية تونس على فرع الخلدونية وكالعادة وقع تحويل وجهته الى النشاط السياسي والحزبي. وبعد الثورة وقع استصدار حكم لعودة جامع الزيتونة وعدنا الى الخلدونية. واستأنفنا نشاطنا التعليمي هناك باستغلال قاعتين للدرس لكن فوجئنا بأحد الاشخاص يدعى فتحي القاسمي وهو استاذ بمعهد ابن شرف وناشط باحدى الجمعيات يستجلب معه ما يزيد عن 7 آلاف مرجع من بينها مخطوطات ومجلدات مختوم عليها بطابع يحمل العبارة التالية: «المملكة التونسية مكتبة الحي الزيتوني» ولما طلبنا منه توضيحا لم يرد وادعى ان الكتب تعود له فأرسلنا له عدل تنفيذ اجرى معاينة هذه الكتب خوفا من الوقوع في جريمة سرقة وقمنا برفع قضية جزائية لدى النيابة العمومية ضد جالب هذه المخطوطات والمجلدات حتى لا تتهم مشيخة الجامع بالمشاركة في جريمة السرقة وايواء مسروق والتستر على سارق والقضية مازالت جارية الآن وتحت انظار الشرطة العدلية بالقرجاني. وبالتوازي مع ذلك خرجنا جميعا من الخلدونية وحرمنا من مواصلة النشاط التعليمي هناك حتى يقع البت نهائيا في هذه القضية.
وما دور بلدية تونس في الموضوع؟ وهل تملك الصفة والأهلية لإخراج المشيخة من الخلدونية؟
الشخص الذي جلب الكتب استنجد بالبلدية حتى تحميه من جريمة السرقة وقد استجابت له ورفعت قضية استعجالية على مشيخة الجامع في الخروج لعدم الصفة في حين ان بلدية تونس لا تملك لا الأهلية ولا الصفة ولا المصلحة في ذلك وهي ليست المالكةلان الفصل 19 من مجلة المرافعات التجارية ينص على المدعي ثلاثة شروط معينة وهي الصفة والاهلية والمصلحة وهذه الشروط مفقودة مع العلم ان فرع الخلدونية يرجع بالنظر الى وزارة املاك الدولة ولو فرضنا جدلا انها تدعي الوكالة على وزارة املاك الدولة فان ذلك شرط استظهار الموكل بحجة عن طريق عدلي اشهاد تنص على توكيل الخصام غير متوفر للبلدية ومع ذلك صدر الحكم باخراج مشيخة جامع الزيتونة من الخلدونية لعدم الصفة.
هل تعود اسباب ذلك الى رغبة الحكومة أو أطراف سياسية معينة في ضرب جامع الزيتونة الاعظم في محاولة لتركيعه وادخاله الى بيت طاعة السلطان وجعله بوقا من أبواق السلطة؟
أجل... الحكومة تريد تركيع جامع الزيتونة، تريد اخضاعه والسيطرة عليه واقحام مشيخته في متاهات السياسة حتى يصبح بوقا لترويج سياسات الحكومة او الحزب الحاكم وهذا ما يرفضه الجامع ومشيخته بصفة قطعية ومطلقة ولا مجال لأي حزب مهما كان لفرض الوصاية على الزيتونة او احتكارها لغايات سياسية او حزبية لان الزيتونة هي مؤسسة علمية اسلامية تربوية لا سياسية ... حقيقة الصر اع بين وزارة الشؤون الدينية وجامع الزيتونة سببها ان هناك املاءات تملى على الوزارة لتطبيق قانون المساجد اللادستوري الذي اصدره الرئيس الأسبق في جوان 1988 وهذا القانون لا ينطبق على جامع الزيتونة وفروعه اذ ان الحكومة أمضت على عقد ملزم بينها وبين مشيخة الجامع الاعظم وهي الآن تريد فسخ هذا العقد والتنصل من التزاماتها و«من سعى الى فسخ العقد من جانبه فسعيه مردود عليه ولن يستطيعوا نقض التزاماتهم».
ترون ان الحكم الصادر ضدكم هو حكم سياسي بامتياز لا حكم قانوني؟
بالطبع هو حكم سياسي بامتياز وخرق للقانون والحكومة تتعامل بنفس منهج الحكومات السابقة. كما انه لا يجوز البتة البت في قضية مدنية في حين وجود قضية جزائية ضد المدعي فآليا يكون الحكم بالرفض حتى يقول القضاء الجزائي كلمته النهائية في موضوع السرقة...وزارة الشؤون الدينية تشتكي بجامع الزيتونة هذه فضيحة كبرى وعار على تونس في كل العالم...ويقولون «شكينا بحسين العبيدي او ليس حسين العبيدي امام الزيتونة وهو من يمثلها؟
ولكن في المقابل هناك من يتهمكم بالاستيلاء على جامع الزيتونة بالقوة بعد تنصيب انفسكم على رأس مشيخته وتغيير الاقفال وغيرها؟ ما تعليقكم؟
أنا لم أنصّب نفسي بل مشيخة الجامع هم من نصّبوني بعد اجتماع كل الأعضاء وعددهم 120 شيخا وانتخبوني بالاجماع كشيخ للجامع الاعظم ونشر ذلك بالرائد الرسمي في الثامن من ماي 2012 كما انتخب الشيخ الطاهر بولعراس نائبا أول لي وعمر اليحياوي نائبا ثانيا لذلك فتهمة الاستيلاء على الجامع مردودة على اصحابها وهم اناس مأجورون لضرب الزيتونة ككل ومع ذلك اقول لك ان شعاري الوحيد الذي ارفعه كامام لجامع الزيتونة المعمور هو توحيد كل التونسيين حول مصلحة وطنهم ومصلحة دينهم. اذن الجامع ليس رزقا لحسين العبيدي بل هو ملك مشاع لكل ابناء تونس.
ازيدك علما لقد عرضت عليّ المليارات من جهات معروفة لأتخلى عن الزيتونة ورفضت ولن يستطيع احد شرائي لا بالمال ولا بالسياسة لان المنارة الزيتونية منارة علم وفكر ودين وليست للبيع ولا الشراء وانا لن ابيع الجامع مهما حدث.
احتفلتم في منتصف الشهر الجاري بالذكرى السنوية الاولى لافتتاح استئناف التعليم الزيتوني الاصلي واستدعيتم العالم محمد الاوسط العياري لالقاء محاضرة فلماذا هذا الاختيار بالذات؟ ثم ما تمت ملاحظته هو مستوى الاحتفال فقد كان باهتا نوعا ما ولم يحظ بمتابعة اعلامية واسعة. ما سبب ذلك في نظركم؟ وهل هناك نية لتغييب جامع الزيتونة من المشهد الديني العام في البلاد ربما تأسيسا لبديل ديني آخر؟
هناك نية او محاولة لتغييب جامع الزيتونة هذا واضح للعيان. ونحن في احتفالنا بالذكرى الثانية لاستئناف التعليم الزيتوني استدعينا جميع وسائل الاعلام تقريبا ولم يحضر إلاّ النزر القليل. نحن جئنا بعالم تونسي اعترفت بقيمته العلمية الخارقة امريكا ووكالة نازتها وكل العالم وقد قدم محاضرة علمية راقية ومفيدة كما تعهد بتأسيس جامعة زيتونية ذات اختصاصات علمية دينية ودنيوية متنوعة مواكبة لتطور العصر وتطور العلم. وفي الحقيقة نحن استنجدنا به حتى نعيد الاعتبار لقيمة العلم والعلماء في زمن غص بالمتطفلين على العلم وعلى الدين ولكن الحدث للأسف لم يقع الاهتمام به اعلاميا كما يجب في حين تتهافت كل وسائل الاعلام وأعلنت حالة من الاستنفار القصوى لتغطية قدوم شيخ وهابي من الخارج ليس بقيمة او بنصف قيمة اقل عالم من علماء الزيتونة بل المقارنة لا تجوز اصلا فشتان ما بين الثرى والثريا.
ومع ذلك قد يكون التقصير مزدوجا فانتم بدوركم لا تقومون بدوركم في التعريف بمناهج الفكر الزيتوني وتعميم هذه المعرفة على الجميع فانتم قطعا تعلمون ان بعض التونسيين ان لم نقل اكثرهم لا يعرفون المناهج الزيتونية وحتى العلوم التي تدرس هناك. لماذا لا تقومون مثلا بدورات تكوينية واصدار نشريات او حتى تعيين اعلام ناطق باسم الجامع وفتح فروع زيتونية بالجهات او غير ذلك من ادوات التواصل مع الناس ؟
دور جامع الزيتونة هو نشر العلم والمعرفة عملا بقوله تعالى» ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن» نحن نقوم بدورنا هذا منذ آلاف السنين والآن نحن نقوم بدورات تكوينية للتعريف بالفكر الزيتوني المالكي الاشعري الجنيدي القائم على النقل والعقل والحجة. وأيضا فتحنا ثمانية عشر فرعا داخل الجمهورية من جملة خمسة وعشرين فرعا كانت موجودة في فترة الاستعمار ثم اغلقها نظام الاستقلال. ايضا نحن نستعد لفتح فرعين زيتونيين في الجزائر وتحديدا في قسنطينة وهما فرعا ابن باديس والكتاني بالتعاون مع اخوتنا بالجزائر.
وهل تتجه النية لتحديث العلوم الزيتونية وإدخال البرامج او المناهج العصرية؟
الرسول صلى الله عليه وسلم قال «اطلب العلم ولو كان في الصين» ونحن دعاة علم وفكر لذلك سنشرع في تدريس الطب والرياضيات ابتداء من شهر جويلية مجانا ولدينا العديد من الاساتذة الاكفاء الذين سيقومون بهذه المهمة. الفكر الزيتوني اشعري مالكي يقوم على العقل والعلم ولن يفهم الدين الاسلامي بعيدا عن العلم. كل العلوم كالطب والفيزياء موجودة من عهد الرسول سندرس هذه العلوم ولن ندرس «بول البعير» ومشتقاتها.
ما موقف الفكر الزيتوني من التيارات الدينية التي تدعي الوصاية على الاسلام واحتكاره خصوصا وانها تنتهج منهجا تكفيريا لكل من يخالفها وكل من لا يتبنى اطروحاتها؟ وهل ان تونس تحتاج الى فاتحين جدد يتوافدون عليها من الخارج ليدخلونها في دين توارثته وورثته طيلة أجيال؟
جامع الزيتونة ينظر الى هؤلاء بمنظار الشفقة لانهم تواجدوا في ظل سياسة تجفيف المنابع الزيتونية فالتجؤوا الى الفضائيات والانترنات واصبحوا يجلبون علمهم المزعوم من هذه الوسائل. ونوصي هؤلاء بالعودة الى الجادة والرجوع الى الفكر الزيتوني النير والعودة الى تراثنا العلمي الزاخر والجلوس الى علمائنا والنهل من علومهم التي تفوقت على كل المدارس والاكاديميات الدينية والعلمية حتى يغسلوا ما عشش في ادمغتهم من صدأ وجهل هذه الايديولوجيات المستوردة. وعلى من اراد العلم ومن اراد التبحر في الدين الاسلامي ان يعود الى جامعة الزيتونة انها الملاذ وفيها تدرك كل الغايات والاهداف السامية.
كيف تنظرون الى ظاهرة غزو الفكر الوهابي لبلادنا خصوصا وانكم منعتم مؤخرا المدعو محمد حسان من دخول جامع الزيتونة؟ وهل صحيح ان الوهابية صنيعة مخابراتية انقليزية صهيونية صرفة لتدمير الاسلام من الداخل وجعل المسلمين مللا ونحلا متناحرة لغاية في نفس يعقوب؟
لجامع الزيتونة تاريخه ومنهجه وقوانينه وادارته التي يجب احترامها وانت تدركين ان المنهج الزيتوني مالكي الفقه اشعري العقيدة جنيدي الطريقة وهذا ما دأب عليه الطاهر بن عاشور وغيره من علمائنا وهم باستجلاب هؤلاء الدعاة لا يحترمون هذا المنهج وهذه القوانين ويريدون ان ينشط دعاة الوهابية في الجامع المعمور وهذا لن نسمح به ابدا ولن نقبل بتوريد مثل هذه المذاهب.
تونس لا تحتاج الى فاتحين... تونس مسلمة ولا تحتاج لدعاتهم حتى تعلم اهلها الاسلام تونس تحتاج فقط للتذكير بطريقة لينة عملا بقوله تعالى: « ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن» نحن مسلمون باتم معنى الاسلام لكن التذكير مطلوب ومرغوب شريطة ان يكون على علم لا عن جهل لأن فاقد الشيء لا يعطيه من يدعو الى الدين عن جهل يضر بهذا الدين في الصميم ويضر بالامة ويجهّلها ويؤخرها.
دعاة الوهابية الذين يقع جلبهم لمحاربة علماء الدين الحقيقيين هم جهلة وقع طردهم من المدارس والمعاهد وهم ينفذون اجندات خارجية واجندات الاعداء ثم من هو محمد بن عبد الوهاب هذا الذي لم تمض على وفاته الا بضع عشرات من السنين؟ كما ان منهجه مستراب واين هو من تاريخ جامعة الزيتونة وعلمائها؟ الوهابية ظهرت منذ عشرات السنين المحدودة والمعدودة اما الزيتونة فعلمها ضارب في التاريخ منذ قرون ويؤمها كل علماء ومسلمي العالم وانجبت فطاحلة العلوم الدينية والاسلامية امثال الطاهر بن عاشور وغيره. ايضا الوهابية هي صناعة المخابرات الانقليزية وعودوا الى مذكرات «مستر هامفر» وستدركون حقيقة هذه الحركة في حين لا علاقة للزيتونة بالسياسة منذ بداية تاريخها. ايضا هل ان هؤلاء الدعاة تمكنوا من القضاء على كل مشاكل بلدانهم حتى يتطوعوا ويتفرغوا لفض مشاكل تونس ونشر الاسلام بها؟ وهل اتى محمد حسان مثلا على جميع أزمات مصر الراهنة حتى يتبرع لنا نحن بحلول لازماتنا ومشاكلنا؟ لذلك فاستقلالية جامع الزيتونة عن كل الاحزاب السياسية هو قضية مفصلية ومبدئية لا تراجع عنها لان المسجد يجب ان يكون متبوعا لا تابعا حتى نتمكن من التصدي للفكر الوهابي ومحاربة هذا التيار تكون بالعلم وبالفكر الاسلامي الحقيقي لا المغلوط والمسيس. لا بد من التمسك بالمناهج الزيتونية حتى ندرك حقيقة ما يجري. بن علي حارب الفكر الوهابي بالعصا لا بالعلماء وبالعلم لذلك نحن لا بد ان نستخدم العلم الزيتوني الذي يقوم على المحاججة والاقناع والمنطق والجدل واعمال العقل لمحاربة الوهابية. لا بد ان نثور على الجهل حتى نتقدم ونتطور وحتى الاضرابات العشوائية خطأ وتساهم في انتشار الجهل فيوم اضراب في التعليم هو يوم اضافي في الجهل ويوم اضراب في الصحة اضافة في المرض ويوم اضراب في العمل أيضا اضافة جديدة للفقر وللتدهور الاقتصادي.
وماذا عن دعوات التكفير التي تطلقها بعض التيارات على كل من يخالفها الطرح والرأي سواء من مكونات المجتمع او مؤسسات الدولة مثل الدعوات التي تستهدف مؤسسات الدولة كالمؤسسة الامنية ووصفها بالطاغوت وكذلك عمليات التجييش والتحريض على الفوضى بكل أنواعها.. ما محل كل هذا من الاسلام؟
لا يجوز في الدين الاسلامي تكفير أي مسلم مهما ارتكب من ذنوب ومن معاص والشعب التونسي مسلم في اغلبيته الساحقة. التونسيون أبناء جامع الزيتونة فكيف يقع تكفيرهم وكل فرد فيهم لديه ارث ديني وعلمي زيتونيان اكرر التذكير بالدين يكون بالموعظة الحسنة والرفق واللين لا بالشتم والسب. اما اذا خرج شخص وتجاهر بالكفر فالحكم عليه يرجع الى العلماء ولا يطبق عليه حد الا من طرف الدولة او الحاكم المسؤول لا من طرف الافراد.
وبالنسبة لاستهداف البوليس فهو استهداف للامة لان البوليس هو من يحمي البلاد والعباد ويؤسس ويحمي النظام حتى لا تسود الفوضى ويسود قانون الغاب حب الوطن ايمان في ديننا لذلك يجب الحفاظ على الوطن وعلى مؤسساته.
عاشت بلادنا نهاية اسبوع اسود باندلاع مواجهات حي التضامن والقيروان على خلفية منع وزارة الداخلية لمؤتمر ما يسمى ب«أنصار الشريعة» ما تقييمكم للاحداث؟ وهل إنّ «أنصار الشريعة» هم حقا أنصار الشريعة؟ وأية شريعة ينصرون برأيكم؟ وهل صحيح ان هذا التيار هو الوجه الخفي لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي كما يؤكد البعض؟
هذه ثقافة فاسدة والدولة محقة في رفض الترخيص بالنشاط لهذا التيار دون شهادة علمية او برنامج معين ودون كفاءة وهل كل شخص ينصب خيمة في الشارع يصبح عالما في الدين ويتحدث باسمه « هاتوا شهائدكم العلمية وافحموننا بمستوى كفاءتكم وبعد ذلك نظموا ملتقياتكم ومؤتمراتكم» ثم هل ان الدعوة الى دين نبي الرحمة تكون باستعمال العنف او الدعوة الى ممارسته او التكفير والشتم وغيره؟ أول الوحي اول اية قرأنية نزلت هي «اقرأ» لا «اقتل» أو «اضرب» او «عنف وكفر» وغيرها والرسول عندما فتح مكة اوصى بعدم التعرض لطفل أو لامرأة أو لمسنّ او شجرة او دابة وكل من دخل بيته ثم قال ليهود قريش.. ماذا ترونني فاعل بكم؟ فاجابوه: « ابن اخ كريم وابن عم كريم» فقال: «اذهبوا فانتم الطلقاء» هذه اخلاق النبي هذه اخلاق الاسلام والقرآن .
ما يحدث هو انه هناك اطراف خفية وهي «الناتو» الاستعماري تسعى الى زرع الفتنة بين التونسيين وتسعى الى تأجيج النار بين السلفيين والبوليس يريدون زرع فتنة وطائفية في بلد خلا طيلة تاريخه من الفتن والطائفية..
هناك مخطط كامل يقع تجسيده اساسه مؤامرة كبرى على الاسلام لغاية تجهيل المسلمين بدينهم حتى تستباح محرماتهم وقيمهم واعراضهم وهذا مخطط صهيوني ضارب في التاريخ وليس وليد اللحظة فمنذ قرون وهم يخططون ويتدارسون ويتآمرون وينفذون ونحن نبتلع ونستسيغ الطعم.
كيف ينظر الفكر الزيتوني الى ظاهرة الجهاد؟ وما علاقة الجهاد في سوريا بالجهاد الذي دعا إليه الدين الإسلامي؟
الجهاد في الاسلام لا يكون ضد المسلمين الأمنيين في بيوتهم. الجهاد هو ضد الكفار وفي بلد وقع الاعتداء عليه من الاجنبي والجهاد الحقيقي يكون في فلسطين لذلك فالجهاد في سوريا المسلمة والدولة ذات السيادة ليس من الدين في شيء وكل من ذهب الى سوريا ولقتال السوريين المسلمين الآمنين في وطنهم ولقتال بشار العلوي المسلم لقتال الشيعة والزيديين والسنة المسلمين والدرز المسلمين يقوم بجرم كبير وهو الانتحار وخسر دنياه وآخرته ومصيره جهنم وبئس المصير لأنه يقتل نفسه وقتل النفس في الاسلام حرام تحت راية من يجاهد. هؤلاء قطعا ليس تحت راية الاسلام هؤلاء هم اكبر خطر على الاسلام من سيخربون الامة الاسلامية واقول للشباب التونسي انت تجاهد لاغراض سياسية استعمارية لا دينية انتم مغرر بكم لو جاهدتم في بناء وطنكم وطاعة والديكم لكان افضل لكم عند الله في الدنيا والاخرة... العنف والارهاب حرام في الاسلام هذا لا جدال فيه.
اقول ايضا ان مدّعيي الجهاد هم ضحايا عملية دمغجة وغسيل ادمغة وهذه الظاهرة ستستفحل اكثر وستذهب بشبابنا الى الهلاك اذا لم يعد الشباب التونسي الى جامعة الزيتونة حتى يعرفوا دينهم جيدا وعلى اسس حقيقية وصلبة وحتى لا يقع التغرير بهم تحت اية مسميات كانت.
هل انتم مع التنصيص على تطبيق الشريعة في الدستور الجديد؟ وما علاقة الشريعة بالدين خصوصا وأنّ البعض يقول بوجود شرائع متعددة لا شريعة واحدة كما ان الكثير من التونسيين يخشون من تطبيق الشريعة لا خوفا من الشريعة في حد ذاتها بل خوفا من الايادي التي تطبقها الامر الذي قد يؤسس لدكتاتورية دينية؟
بداية مسألة فصل الدين عن الدولة او ما يسمى ب«العلمانية» هي مسألة مسيحية انطلقت من فصل الكنيسة عن الدين نظرا لان الكنيسة المسيحية كانت تحرم العلم وتجرم العلماء وأنت تعلمين كيف حورب العلم في عصور الظلام الكنسي. اما الاسلام فهو يوحد بين الدين والدولة ولا يفصل بينها ويوحد الدين والعلم واول آية نزلت في القرآن هي «اقرأ» واول دعوة في الاسلام هي دعوة الى العلم والعلم بذلك فريضة على كل مسلم ومسلمة ولذلك فلا يوجد فصل بين الشريعة والدولة في الاسلام. هل يمكن ان نفصل القرآن عن المسلم؟ طبعا هذا لا يجوز. القرآن وجد ليعمل به وليتدبره المسلمون ولم ينزل لقراءته على الاموات وعلى الجيفة مع «قصعة من الكسكسي». كل هذه الاشياء ترّهات وكل ما نراه اليوم من انحطاط وجهل وتدهور شامل للامة هو بسبب ابتعاد المسلمين عن دينهم وتخليهم عن قرآنهم الذي هو دستورهم وشريعتهم. لو فهمنا الاسلام جيدا ولو طبقناه جيدا لسدنا العالم منذ قرون ولما كانت هذه حالنا.
لو طبقت الشريعة الاسلامية لتخلصنا من نير الاستعمار الذي مازال يكبلنا الى الان اقتصاديا وماديا وثقافيا وفكريا لو طبقت الشريعة لما حدث هذا الذي نراه اليوم ولما وجدت هذه الفقاقيع التي ترتدي رداء الاسلام المغلوط وتريد فرضه على الناس بالتكفير والشتم والتحريض وغيره.
في كلمة لا يخاف من تطبيق الشريعة الا المجرمون.
هل ترون ان العالم العربي والاسلامي يتعرض الى مؤامرة كبرى باسم الثورات المزعومة كما يؤكد البعض لغاية تدمير الاسلام من الداخل وجعل المسلمين مللا ونحلا متناحرة وتفتيت المفتت اصلا ؟
أجل هذا ما يحدث انها «سايكس بيكو جديدة» وارى انك مثقفة ومتمكنة من دينك وتاريخك وتعلمين ان ما يحدث مؤامرة لتفتيت المنطقة العربية والمغرب العربي. فالعدو مشترك وهو نفس العدو الذي حاربنا منذ قرون انه الاستعمار القديم المتجدد فالناتو «حال فمّو باش يبلعنا واحنا لاهين نطمزوا في عينين بعضنا» كل ما يحدث وما حدث هو تنفيذ لاجندات استعمارية معادية. حتى فتيل النار المشتعل بين من يدعون بالسلفيين والأمن سببه الاستعمار واحلام التدخل الاستعماري للسيطرة من جديد على هذه الامة المسيطر عليها اصلا رغم استقلالها الحبري.. هؤلاء جهلة ينفذون مخطط الربيع العربي لتدمير بلدانهم ونشر الفتن والتخلف بها.
اضيف واقول ان اغتيال الشهيد شكري بلعيد هو نفس سيناريو اغتيال رفيق الحريري الاول لاستهداف الجزائر والثاني لاستهداف سوريا نفس السيناريو فقط الخطة تختلف. ولو تتبعنا وتتدبرنا القرآن جيدا سنعرف من قتل شكري بلعيد « لن ترضى عنك النصارى ولا اليهود حتى تتبع ملتهم» ايضا احداث جبل الشعانبي تدخل ضمن هذا المخطط الذي يريد أن يجعل من تونس محطة ارهابية تستدعي وجود قوة استعمارية وايضا محطة للعبور الى الجزائر من الشعانبي ومن بنزرت وغيرها فلماذا هذا الجبل بالذات ان لم يكن الهدف هو قصم ظهر الجزائر الشقيقة؟
حسب وجهة نظركم اغتيال الشهيد بلعيد يدخل ضمن مخطط خارجي لا داخلي؟
أجل اللعبة هي لعبة مخابراتية وحركة «النهضة» لم تقتل شكري بلعيد ولكنها تعرف من قتله.
على ذكر «النهضة» كثر الحديث عن علاقة وطيدة تجمعكم بالحركة وخاصة بالصحبي عتيق؟ وهذا ظهر جليا من خلال دعائكم ذات مرة لراشد الغنوشي بعبارة «رضي الله عنه» وهو دعاء لا يجوز الا للصحابة مما اثار امتعاض وسخط السواد الاعظم من التونسيين انذاك؟
لا تربطني أية علاقة بحركة «النهضة» ولا بغيرها من الاحزاب ولا اعرف الصحبي عتيق شخصيا. أما راشد الغنوشي فقد استقبلته في الجامع كرجل تعلم في الزيتونة. أما بعد سفره الى بريطانيا وعودته الى تونس فقد اصبح رجل سياسة وزعيم لحركة لا رجل دين وعلم وهو الآن لا ينتمي الى أيّة مؤسسة علمية لان رجل العلم لا يخرج عن دوره وبالنسبة لعبارة «رضي الله عنه» اقول ان هذه اللفظة لغويا هي بمثابة الخبر في مقام الانشاء اي انشاء دعاء لا صفة وما قصدته هو قول «اللهم ارض عنه» كما نقول «اللهم اعف عن فلان» وغيرها.
كيف تقيمون الوضع بالمساجد التي يرى البعض أن أغلبها سُيّس وأصبح خارج سيطرة الدولة؟
وضع المساجد مزر والدولة تتحمل مسؤوليتها الجسيمة في ذلك. أغلب المساجد وقع تسييسها لخدمة اجندات حزبية وسياسية وهم الان يريدون تسييس جامع الزيتونة وجعله بوقا لهم ولكن الزيتونة عصية عليهم ولن تصبح ابدا بوقا لاحد.
ما حكم ظاهرة الزواج العرفي في الاسلام؟
زواج فاسد ومحرم. هذا النوع من الزواج كان موجودا في عصر القبائل والعروشيات وفي غياب الكتابة والتدوين والمؤسسات والقوانين التي تحدده اما وبظهور هذه المؤسسات والادارات والقوانين يصبح الزواج حسب العرف محرما شرعا لان الكتابة والادارة هما من شروط ضمان حقوق الزوجة والزوج واثبات النسب والميراث بالنسبة للأبناء لذلك هذا الزواج باطل.
وما حكم زواج القاصرات؟
اذا كان تزويج البنت القاصر هو لهدف حمايتها وتحصينها اذا وقع اغتصابها والاعتداء عليها فهذا جائز شرعا وموقف الشرع والقانون يصبان في نفس الاتجاه.
وفي غير هذه الحالة تزويج البنت في الاسلام لا يتم الا عند اكتمال نمو عقلها وجسدها واصبحت تستجيب لشروط التكليف المعروفة.
وماذا عن حكم «جهاد المناكحة» الذي انخرطت فيه بعض التونسيات بدعوى نصرة مجاهدي سوريا؟
هذا ليس جهادا هذا محرم شرعا فالجهاد هو لنصرة دين الله لا نصرة المتعة هذا لا يجوز بتاتا في الاسلام.
هل انتم مع الدعوات القائلة بعودة الخلافة كما ينظّر البعض؟
انا لا ادعي معرفة الغيب قد تعود الخلافة وقد لا تعود. هذه المسألة في علم الغيب ولكن الثابت والاكيد هو ان الامة لن تزدهر ولن تتطور ولن تتسيد العالم الا بالعلم العلم هو الوحيد القادر على التصدي للجهل المقدس والجهل المكدس باسم الدين وبناء الاوطان لان العلم يبني والجهل يدمر وكما يقول الجهل يمثل الف هادم ووراءه بناء واحد الاول يهدم ويمر والثاني يبني ويستمر وهكذا يندثر الجهل والجهلة نهائيا.
تقييمكم للمشهد السياسي الحالي في تونس؟
الوضع السياسي مازال غامضا «الله يولي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء» وندعو الله ان يولي على هذه البلاد من يخاف الله ويؤمن عليها من يكون خيرا لها.
وما رأيكم في اداء الحكومة والمجلس التأسيسي؟
الحكومة تقول انها عجزت وانا اتساءل لماذا لا تترك الكرسي في هذه الحالة «اللي عجز يسيب الكرسي ويخليه لغيره» والمجلس التأسيسي يطالب بالزيادات والمنح وهو يدرك ان لديه آلافا من المعطلين عن العمل ينتظرون التشغيل والوزراء يتمتعون بامتيازات خيالية وشادين في الكرسي... أين مصلحة الشعب؟
هؤلاء لا يعرفون ولا يراعون مصلحة الشعب لان مصلحة الشعب يعرفها عون الامن الذي يعرض حياته للخطر من اجل الحفاظ على امن البلاد والعباد.
أمّا ما يسمى ب«السلفيين» فهم ضحايا لدعاة العنف ومخططات معادية جعلت التطاحن والكراهية والعنف والتقاتل سيد الموقف «خلاّت الشعب يضرب في بعضه» وهذا يذكر بقولة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «توشك ان تتهاوى عليكم الامم كما يتداعى الاكلة على قصعة» واكرر لابد من التمسك بعروة الله ورسوله الوثقى وبالعلم حتى ننجو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.