التونسية (تونس ) نظمت امس ،«جبهة الاصلاح» ندوة صحفية بمقرها الكائن بمونبليزير لتسليط الاضواء على المستجدات الاخيرة التي تشهدها الساحة السياسية والاجتماعية بتونس وذلك بحضور ثلة من انصارها وبعض وسائل الاعلام المحلية والعالمية . و اكد «صلاح الدين بوعزيز» رئيس المكتب السياسي لجبهة الاصلاح ان الغموض يشوب الاحداث الاخيرة التي شهدها جبل الشعانبي سيما بعد التصريحات الاخيرة للناطقين باسم وزارتي الداخلية والدفاع خلال ندوة صحفية أعلنا فيها القبض على 37 من المشتبه بهم وملاحقة 20 آخرين. وطالب «بوعزيز» وزارتي السيادة بضرورة توضيح بعض المسائل للرأي العام ومده بمزيد من المعلومات حول هذه العناصر من خلال ذكر الاسماء والانتماءات والنشاطات والأعمار أن لزم الامر لطمأنته. من جهة اخرى اشار «بوعزيز» الى إن رواية نقص التجهيزات لكشف الالغام المزروعة بالمكان تبدو غامضة ومثيرة لنقاط الاستفهام وغير مقنعة قائلا « نريد وضوحا ودقة في اعطاء المعلومة» واستبعد «بوعزيز» ان يكون تنظيم «القاعدة بالمغرب الاسلامي» وراء احداث جبل الشعانبي نظرا لعدم اصداره اي بيان او تسجيل يعلن فيه تبنيه للعملية ، مؤكدا ان المعروف عن هذا التنظيم انه يعلن تبنيه لجميع العمليات التي يقوم بها أو يخطط اليها في كل زمان ومكان مهما كانت خطورتها . وقال «بوعزيز»ان تهويل احداث الشعانبي سيؤثر على المنطقة بأكملها ويزيد من عزلتها على مستوى التنمية نتيجة نفور رجال الاعمال والمستثمرين منها . وأكد «بوعزيز» ان الارهاب لا ينحصر في الجماعات التي تتحصن بالجبال بل يشمل كذلك الارهاب الاقتصادي الذي ينتهجه المحتكرون والمهّربون في المناطق الحدودية وكذلك ارهاب الاعتصامات وقطع الطرق وغلاء الاسعار وغيرها . واستهجن «بوعزيز» تصريحات «المنصف المرزوقي» رئيس الجمهورية خلال زيارته الميدانية لقوات الجيش والأمن بجبل الشعانبي التي ربط فيها الاحداث بزيارة بعض الدعاة والمشايخ الاسلاميين الى تونس وتحديدا الداعية«محمد حسان» ،مستنكرا في الآن ذاته توعده بالتصدي لأية زيارة من هذا النوع . ونفى «بوعزيز» ان يكون الداعية «محمد حسان» قد تبنى خلال زيارته الى تونس خطابا متشددا او دعوة الى العنف ،مبرزا حرص «جبهة الإصلاح» على توحيد صفوف التونسيين وإعلاء المصلحة الوطنية وتجاوز الخلافات الفكرية والعقائدية . واعتبر «بوعزيز» ان زيارات المشايخ والدعاة الاسلاميين الى تونس تأتي في اطار الانفتاح على العالم العربي الاسلامي شأنه شأن الانفتاح على الدول الاوروبية في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا ، مضيفا ان توافد الدعاة على تونس امر طبيعي باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الامة الاسلامية. وقال «بوعزيز» ان هذا النوع من الزيارات له دور كبير في تقويم السلوك الديني للشباب التونسي وإثراء مناهجه الاسلامية ، داعيا الى الاكثار منها ودعمها وتطويرها . وأشار«بوعزيز» إلى ان شبح التجربة الجزائرية يخيم على البلاد وان الحل الامني في التعامل مع الشباب المتشدد قد يزيد الامر حدة مطالبا السلطة الحاكمة بضرورة تحكيم لغة الحوار والنقاش والاستماع اليهم. وطالب «بوعزيز» القوى السياسية الفاعلة في البلاد بضرورة التخلص من الفكر الاقصائي ،مستغربا عدم دعوتهم للمشاركة في الحوار الوطني على غرار بعض الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني. كما وجه «بوعزيز» رسالة الى القائمين على الشأن الوطني بضرورة تخفيف الاحتقان وحسم بعض المواضيع التي وصفها بالجانبية كقضية المنتقبات بكلية العلوم والتي لم يقع البت فيها والحال ان بعض المنتقبات يباشرن دراستهن بالكليات الاخرى ،قائلا«اقصاء المنتقبات في مؤسسات دون غيرها له اهداف وغايات سياسية مشبوهة». واستغرب «بوعزيز» تجاهل الاعلام والسلط المعنية اضراب الجوع الذي يخوضه حوالي 100 شاب ينتمون الى التيار السلفي في سجن «المرناقية» وظروف احتجازهم والحال ان العدالة برأت اغلبهم . لا لترهيب الشعب من جهته قال «محمد خوجة» رئيس جبهة الاصلاح انه لابد من رفع شعار الحوار في التعامل مع كل الاطراف والحساسيات السياسية وان يكون الصراع بالبرامج والانجازات لا بالعنف والاتهامات ،مشيرا الى انه لا اصلاح ولا مصالحة إلا بالمحاسبة . وشدد «خوجة» على ان «جبهة الاصلاح» تعارض كل أشكال العنف والتكفير مخاطبا القوى الخارجية ، قائلا «خلّيونا نعيشوا اسلامنا في بلادنا»،راجيا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد مع احترام العلاقات الخارجية والمصالح المشتركة. وحذر «خوجة» من محاولات ترهيب الشعب من التيار السلفي ،مشيرا الى وجود اطراف اخرى متداخلة في هذه القضية ومطالبا السلط المعنية بكشف الحقائق واتخاذ القرارات الصارمة تجاه كل من تخول له نفسه تجاوز القانون مهما كان انتمائه .وأوضح «خوجة» ان الارهاب سياسة وإستراتيجية لتمرير نوايا معينة واجندا دولية وإرباك صانعي الربيع العربي وفتح المجال امام التدخل الاجنبي .