نظم عشية امس حزب «جبهة الاصلاح» محاضرة بعنوان «المصارف الاسلامية بين الشريعة السمحاء والليبرالية الشمطاء» القاها «عز الدين مصباح» رئيس الجمعية التونسية للنهوض بالاقتصاد الاسلامي وحضرها رئيس الحزب «محمد خوجة» الذي انتقد الاقتصاد الليبرالي واقترح الاقتصاد الاسلامي كبديل لانقاذ الطبقات الفقيرة وتحقيق اهداف الثورة. وعلى هامش المحاضرة أكد خوجة ل«التونسية» ان حزبه ذو مرجعية اسلامية بحتة ويستمد برامجه من الشريعة الاسلامية, وشدد على ضرورة الانتقال من الاقتصاد الليبرالي الى الاقتصاد الاسلامي حتى تنصلح احوال الامة ويتحقق الرفاه للمواطن التونسي في جميع مجالات الحياة, منتقدا الليبرالية القائمة على اقتصاد السوق باعتبارها لا تخدم مصالح من هم اشد ضعفا. وأوضح خوجة ان حزبه يستغل الندوات الصحفية والبرامج الحوارية لتقديم بعض المقترحات في هذا الصدد, الا انها توصد الابواب في وجه توصيات حزبه ولا تأخذ بها, قائلا: «الحكومة لم تقبل بمقترحاتنا... الحكومة لم تمد لنا يد العون... نريد ان ننصح...». واشتكى رئيس «جبهة الاصلاح» من التقصير الاعلامي تجاه حزبه الذي لا تقع دعوته للبرامج الحوارية والملتقيات الصحفية الا في صورة وجود اعمال عنف وصدامات بين مجموعات محسوبة على التيار السلفي والسلطة ممثلة في وزارة الداخلية, وجدد خوجة رفضه لكل اشكال العنف مهما كان مأتاه سلفيا، يساريا أو يمينيا... قائلا: «نطالب السلط بتطبيق القانون لكن دون انتهاج سياسة المكيالين, ولكن للاسف تطبق هذه السياسة, وهذا ما رأيناه خاصة في الممارسات اللاإنسانية التي ترتكب ضد شبابنا في السجون ومراكز الايقاف...». وزارة الداخلية بعيدة عن الاستقلالية وفي سياق آخر أبرز خوجة ان وزارة الداخلية بعيدة كل البعد عن الاستقلالية حتى بعد تعيين وزير محايد على راسها, وقال مستغربا: «قالوا ان الوزير الجديد محايد... لم نرى شيئا من الاستقلالية في وزارة الداخلية...». كما استنكر رئيس جبهة الاصلاح ما جد مؤخرا في منطقة هرقلة التي عاشت على وقع اعمال عنف راح ضحيتها شاب من المحسوبين على التيار السلفي وذلك عندما اطلقت قوات الامن الرصاص الحي. من جانبه وجه أحد قيادات «جبهة الاصلاح» رسالة الى السلط الرسمية يدعوها فيها الى الرفق بأبناء التيار السلفي باعتبارهم تونسيين, قائلا: «هناك من يعمل على وضع السلطة في مأزق مع الاسلاميين من خلال الركوب على الحدث لضرب الاسلاميين...» مضيفا: «سندافع عن كل موضوع يهم الاسلاميين على غرار «الطالبات المنتقبات» اللاتي منعن من الدراسة في الجامعة... سنعمل على مقاومة قرار وزير التعليم العالي...». من يكتنز المال له عذاب أليم وبخصوص المحاضرة فقد دافع عز الدين مصباح عن الاقتصاد الاسلامي معتبرا إياه الحل لتجاوز حالة الركود ولاصلاح اوضاع الأمة, موجها انتقادات لاذعة الى الاقتصاد الليبرالي القائم على الربا الذي حرمه الله, قائلا: «الملكية الخاصة للمال مشروطة ومحدد, ومن يكتنز المال له عذاب أليم ويكتوي به يوم القيامة... من يكتنز المال يفقده شرعا لانه مطالب بالزكاة... يجب انفاق المال في الصالحات» واستشهد بالآيتين 34 و35 من سورة التوبة, مضيفا: «الشريعة شددت وحذرت من الربا... رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا لأنه اعظم من الزنا والخمر...».