منذ مباراة الدربي بين زعيمي الكرة التونسية وما رافقها من إقالة كامل الإطار الفني للإفريقي وعلى رأسه نبيل الكوكي وكذلك المدير الرياضي سفيان الحيدوسي تواصلت مساعي هيئة «الرياحي» للظفر بمدرّب يكون في حجم وقيمة القلعة «الحمراء والبيضاء» ويُرضي طموحات عشاق الإفريقي خصوصا في ظل حجم المجموعة المتوفرة لدى الفريق وكذلك الأموال التي ضخها سليم الرياحي للقيام بقفزة نوعية صُلب الإفريقي. فتعددت الأسماء بين تونسيين وأجانب ومازال موعد الحسم إلى حدّ كتابة هذه الأسطر لكن يبقى المهم أن الإفريقي لم يشهد فراغا أو شغورا على المستوى الفني خصوصا أن موعد الجولة الأخيرة على الأبواب ومواجهة أولمبيك الكاف ستكون حاسمة ومصيرية فوجدت هيئة فريق باب الجديد ضالتها في المدرّب الشاب فتحي العبيدي الذي أمسك بمقاليد الفريق يومين فقط على إقالة الإطار الفني السابق في وقت انتظرت فيه جماهير الإفريقي أن يضطلع أحد أبناء النادي بهذه المسؤولية لكن يبدو أن هيئة «الرياحي» رأت في العبيدي الرجل المناسب في الوقت المناسب خصوصا بالنظر إلى تكوينه في أوروبا وتحديدا في بلجيكا وبعض تجاربه المحترمة في بطولتنا الوطنية وأهمّها تجربته مع نادي حمام الأنف وبدرجة أقل مع أمل حمام سوسة إضافة إلى تجاربه في التحليل التلفزي للمباريات. للحديث عن تجربته الجديدة صُلب الإفريقي وعن طبيعة ارتباطه بأعرق الأندية التونسية وخصوصا مستقبل فريق باب الجديد اتصلت «التونسية» بالمدرّب فتحي العبيدي فكان الحوار التالي: فتحي لو حدثتنا في البداية كيف تقبّلت ثقة النادي الإفريقي بشخصك للإشراف على الفريق؟ حقيقة فرحت كثيرا لأن النادي الإفريقي فريق عريق وكبير وأي مدرّب طموح ليس بإمكانه تفويت هذه الفرصة خصوصا أنّ هذه الفرص لا تتاح دائما ولا أخفي عنكم أنا سعيد جدّا بخوض هذه التجربة التي أتمناها أن تكون الأنجح في مسيرتي التدريبية. ما هي طبيعة ارتباطك بالإفريقي؟ وجب التأكيد في بداية الحديث أن أكثر الأشياء التي جعلتني سعيدا لارتباطي مع الإفريقي الاتفاق مع هيئة «سي سليم» على أن العمل سيكون وفق برنامج طويل المدى وسيكون عملا جماعيا ومتضامنا بين جميع أفراد الجهاز الفني بغضّ النظر عمّن سيكون على رأس الإطار الفنّي. إذن كيف ستكون تركيبة الجهاز الفنّي وفق هذا البرنامج؟ أوّلا لابدّ من الإشارة إلى أنّ هناك خلطا إعلاميا حول مهمّتي الجديدة صُلب الإفريقي حيث اعتقد الجميع أنّي مدرّب مساعد لكن هذا غير صحيح فقد تمّ انتدابي من قبل هيئة الإفريقي على أساس مدرّب وليس مساعدا. إذن من سيكون مساعدا للمدرّب الذي ستنتدبه هيئة الإفريقي في الساعات القادمة؟ كيف سنرى العبيدي بعد معرفة المدرّب الجديد؟ أؤكد مرّة أخرى أنّي لست مساعدا وكما ذكرت لك في البداية العمل سيكون جماعيا وفق برنامج علمي مميّز وفريد، أمّا في ما يتعلق بالمساعدين سيكون هناك من يتحمّل هذه المسؤولية وليس فتحي العبيدي هو من سيقوم بهذه المهمّة. كلامك هذا يحيلنا أننا سنرى نموذجا مشابها لما نراه صُلب الإطار الفني للمنتخب؟ نعم، ستكون الأمور كذلك فالعمل الجماعي هو أساس النجاح لأن كرة القدم العصرية تقوم أساسا على ضرورة تقسيم العمل على كامل مكونات الجهاز الفني وأعتقد أن هذه الطريقة ستنجح مع المنتخب وكذلك مع الإفريقي إن شاء الله. فتحي، في وقت انتظرت فيه جماهير الإفريقي أن يكون أحد أبناء النادي على رأس الفريق لسد الشغور وجدناك أنت من يتحمّل المسؤولية. فمن أتى بك للإفريقي؟ قبل كل شيء أجزم لك أني ومنذ اللحظة الأولى التي تم تعييني فيها أصبحت من أبناء النادي وهذا هو الشعور الذي يكتنفني يوما بعد يوم. أما في ما يتعلق بمن آمن بقدراتي وساهم في دخولي لحديقة «منير القبائلي» أبرزهم مراد قوبعة الذي يعرف جيدا إمكانياتي وكذلك «سي صالح الثابتي» وأيضا «سي سليم الرياحي» الذي تحادثت معه وأكّد لي أنه مقتنع بقدراتي وبهذه الفرصة أتوجه بالشكر والامتنان لكافة أعضاء الهيئة المديرة للإفريقي وعلى رأسها «سي سليم» وكل من منحني هذه الثقة. ما هي طبيعة العقد الذي يربطك بالإفريقي؟ هو عقد معنوي أكثر من أن يكون عقدا ماديا وارتباطي مع الإفريقي غير محدّد بمدة زمنية لأن الاتفاق الحاصل يُبيّن أن هذا العقد مرتبط ببرنامج عمل لذلك يصعب تحديده بمدة زمنية معيّنة. كثر الحديث وتعدّدت الأسماء المرشحة لتدريب الإفريقي هل تمت مشورتك في هذا الجانب؟ أبدي بعض الملاحظات حول الخصائص التي يتطلبها النادي في هذه المرحلة لكن صدقني أنا أركّز على عملي في التدريب ولا أهتمّ كثيرا بهذا الموضوع الذي يخص بالأساس الهيئة المديرة التي تعرف أكثر مني من يصلح للفريق. أنت مع مدرّب أجنبي أم تونسي؟ الأهم من جنسية المدرّب أن يكون فعلا له تجربة وخبرة وقادر على وضع النادي الإفريقي في الطريق الصحيح وأؤكد لكم أني لا أحبّذ مدرّبا على آخر لأنّي مستعدّ للعمل مع أيّ كان شريطة الالتزام ببرنامج العمل المنتظر من قبل الهيئة المديرة والوصول بالإفريقي إلى أعلى المراتب. فنيا الآن، منذ توليك مقاليد الإفريقي كيف وجدت المجموعة المتوفرة لديه؟ لا أخفي عنكم سرّا، في اليوم الأوّل وجدت الأجواء صعبة نوعا ما نظرا للحالة النفسية الصعبة للاعبين الذين كانوا متأثرين بنتيجة مباراة الدربي.. لكن شيئا فشيئا عادت الأمور إلى نصابها ومع علمي المسبق بقيمة المجموعة المتوفرة لدى الإفريقي فقد اكتشفت أكثر أن الإفريقي يزخر بمجموعة من اللاعبين لم تتوفر في أيّ ناد تونسي آخر حيث تجد لاعبين يتمتعون بالخبرة ومجموعة أخرى صغيرة السن لكن لديها مواهب وقدرات فنية عجيبة. كيف تجري تحضيرات الإفريقي الآن خصوصا قبل مباراة أولمبيك الكاف؟ كل شيء على ما يرام وجميع اللاعبين جاهزون وأحسست أنهم ينتظرون أوّل موعد للبروز بأفضل ما لديهم. أمّا عن مباراة الجولة الأخيرة ضد أولمبيك الكاف فإنها ستكون عكس ما يروّج إليه أنها مباراة سهلة، فأنا عقلاني وأعتقد أن هذه المباراة مصيرية وستحدّد مرورنا من عدمه الى مرحلة «البلاي أوف» لذا وجب التركيز والفوز لنضمن ورقة عبورنا بأنفسنا ولا نربط مصيرنا بأية نتائج أخرى قد تأتي أو لا تأتي. في حديث سابق مع المدير الرياضي المقال سفيان الحيدوسي أكد لنا أن البداية الحقيقية للإفريقي ستكون بعد هزيمة الدربي فما رأيك؟ سفيان، قال هذا الكلام لأنه كان قريب من النادي ومن المجموعة المتوفرة لديه ولأنه يعرف أيضا قوّة عزيمة اللاعبين وقدرتهم على تجاوز الفترات الصعبة وأنا من موقعي أشاطره الرأي وأحترمه لأنه بيّن أنه مدرّب وفني محترف خصوصا عندما تقبّل برحابة صدر إقالته. هزيمة الدربي رافقها حديث عن إمكانية إنزال لاعبيْ الخط الدفاعي بلال العيفة وخالد السويسي إلى صنف الآمال، وكذلك نزع شارة القيادة من السويسي فما مدى صحّة هذا الحديث؟ إلى حدّ هذه اللحظة هذا الكلام غير صحيح لأن خالد السويسي وبلال العيفة يتدرّبان في صنف الأكابر وما أحسسته من خلال إشرافي على الفريق أن اللاعبين منضبطان في التمارين خصوصا وأنهما ملتزمان بتقديم أكثر ما لديهما للنادي الإفريقي، ثانيا أعتقد أن الجميع يتحمل مسؤولية الهزيمة ضد الترجي وليس السويسي والعيفة فقط ومن موقعي أعتقد أن هيئة الإفريقي تعرف أكثر مني مدى قيمة هذين اللاعبين كما أتصوّر أن الأمور تتجه إلى الصفح عن السويسي والعيفة ولكن في الأوّل والأخير يبقى الأمر بيد الهيئة التي ستفعل ما تراه صالحا خصوصا أن اللاعبين مرتبطان بقانون داخلي للجمعية. كثر الحديث أيضا عن إمكانية مغادرة «لموشية» للإفريقي خصوصا أنه لم ينل فرصته مع الإطار الفني السابق ما هو رأيك؟ وما مدى صحّة هذا الخبر؟ لا أستطيع أن أحكم على اللاعب الجزائري لموشية لأني لم أره أبدا بما أنه خارج حسابات المجموعة التي أعمل معها. صحيح أن هذا اللاعب لم يأخذ فرصته في الفريق ولكن حقيقة لا أعرف خفايا موضوع لموشية وملف هذا اللاعب هو من اختصاص الهيئة المديرة ولا أعرف أيضا إن كان سيبقى أم سيغادر الإفريقي. مباراتكم الودية ضد أمل سكرة وتسجيل 8 أهداف كاملة تؤكد تعافي الفريق وتركيزه الكبير على العمل؟ رغم أن مستقبل سكرة فريق فتيّ فإن هذه المباراة تعدّ مؤشرا طيبا لا لأن النتيجة كانت عريضة وإنما لكون اللاعبين يعملون بجدية ويطبّقون النصائح التكتيكية على أحسن وجه وهذا غير جديد على لاعبي الإفريقي. جمهور الإفريقي يبقى الحلقة الأهم في النادي حيث مازال ينتظر ولادة فريق صلب وقوي يراهن على كل الألقاب ماذا تقول له؟ هذا ليس جديدا أو غريبا فجمهور الإفريقي يُعدّ قيمة ثابتة في تاريخ النادي ومن حقّه أن يرى الإفريقي يراهن على الألقاب المحلية والقارية خصوصا أن كل الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة الآن لكن ما أطلبه من جماهير الأحمر والأبيض أن تصبر قليلا لأن المستقبل سيكون زاهرا فبرنامج العمل الذي نتبعه سيجعل الإفريقي متين وقوي ويرضي كل أحبائه. كيف ترى حظوظ الإفريقي في الظفر بلقب البطولة هذا الموسم؟ الإفريقي هو المراهن الأوفر حظّا للتتويج بلقب البطولة والأيّام القادمة ستبيّن أن الإفريقي «كبير» ولا يتأثر بالصدمات العابرة لأن العبرة بالختام ولقب البطولة هو هدفنا الأكبر لأنها ستفتح لنا أبواب المشاركة في البطولة الإفريقية التي ستكون أهم أهداف النادي في السنوات القليلة القادمة ولا نخال الإفريقي غير قادر على تزعّم تونس إفريقيا. كلمة الختام؟ الإفريقي بخير وعلينا بمزيد العمل بجدية وتضامن بين كافة الأطراف المكونة لعائلة الإفريقي كما سأكرّر مرة أخرى لجمهور الإفريقي بأن «جمعيتهم» في أياد أمينة لأن ما التمسته في هذا الأسبوع الأوّل لي مع الفريق أن الكل حريص على سمعة واسم الإفريقي وفي مقدمتهم رئيس النادي سليم الرياحي.