لا شكّ أنّ مباراة الدربي التي انهزم خلالها فريق باب جديد عشية الأحد الفارط لخبطت عديد الأوراق على مستوى المنظومة الفنية للنادي الإفريقي وطرحت مع الصافرة النهائية للحكم يوسف السرايري عديد التساؤلات في خصوص مدى قدرة زملاء العيفة على الظهور بمستوى «العالمية» الذي طالما تحدّثت عنه هيئة الإفريقي وعائلته الموسّعة، ليكون الأمر مغايرا لما قد تحمله الأيام القادمة من تغييرات على المستوى الفنّي بدرجة أولى قبل أن يأتي الدور على اللاعبين والإدارة... الإفريقي انتصر في حجرات الملابس.. قبل المباراة رجّح أغلب المتابعين كتيبة نبيل الكوكي للفوز على الغريم الجار في المواجهة عدد 114 وهنا قد نعود إلى درجة الإعداد النفسي ومستوى الحضور الذهني قبل البدني لزملاء «جابو» ليتبيّن بعدها بأن لاعبي الأحمر والأبيض نزلوا إلى أرضية ملعب رادس منتظرين انتصارا «في المكتوب» أمام ترجّي مغلوب في الجولة السابقة لدربي الأجوار. وقد تفاجأ إفريقي الكوكي ب«دخلة» لاعبي الترجّي منذ العشر دقائق الأولى حيث كان زملاء المولهي في وضع السيطرة منذ البداية وامتلكوا مفاتيح اللقاء منذ البداية وسط ذهول الأفارقة الذين لم يستوعبوا الأمور على المستوى الذهني ولم يحرّكوا ساكنا حتى بعد قبول الهدف الأوّل لولا ضربة الجزاء التي تحصلوا عليها في عملية كانت ضدّ مجرى اللعب وخلال كرة «ميّتة» ليمنح بعدها «العيفة» فرصة العودة والدخول في المباراة من جديد لزملائه لكن أبناء باب سويقة واصلوا السيطرة وتهديد مرمى الدخيلي ولم يكن هدف التعديل مؤثّرا على زملاء بن شريفية بقدر ما كان مؤثّرا على الضيوف الذين عادوا من جديد ليمكثوا في مناطقهم باعتماد نزعة دفاعية أجبر على التقيد بها رباعي الوسط بعد الارتباك الذي ظهر عليه دفاع الإفريقي بأخطاء السويسي والعيفة التي أخرجت قائدي المارد الأحمر من «اللّعبة» منذ الربع ساعة الأوّل وقد بدا ذلك واضحا من خلال نرفزة السويسي على خطّ التماس ومن ثمّ لكمة العيفة في الجهة المقابلة لتخرج المباراة من سيطرة الأحمر والأبيض بعد أن خرجت بدورها من أيدي يوسف السرايري الذي صفّر الشوط الأوّل على الطريقة الإنقليزية مما جعل حصيلة الإنذارات ترتفع خلال الشوط الثاني... ارتباك الإفريقي جعله يبحث عن نفسه وسط زحام كتيبة الكنزاري الذي امتلك وسط الميدان ونجح في امتصاص نقاط قوّة المنافس وحوّلها إلى نقطة ضعف كادت أن تتحول إلى حصيلة أكبر من الأهداف لولا تألّق محمد علي اليعقوبي في أكثر من مناسبة.. توازن مختل.. مباراة الأحد الفارط أكّدت بأنّ الإفريقي يفتقد إلى التوازن التكتيكي الذي سبق وأن غطّاه تواجد الحداد وجابو والذوادي جنبا إلى جنب في الكتيبة الهجومية. غياب الحداد وإنّ لم يكن واضحا في مباراة الأولمبي الباجي بحكم تميز البقية في تنفيذ الكرات الثابتة، إلّا أنّ الدربي كشف اختلالا واضحا على مستوى التنشيط الهجومي حيث كان «جابو» تائها بين محاولة التقدم للهجوم والعودة لأخذ الكرة من لاعبي وسط الميدان ليفتقد نجاعته بفقدان بعض المساحات التي قرأ لها الترجّيون ألف حساب فيما اكتفى «الذوادي» بتنفيذ بعض الركنيات لا غير ذلك وبالتالي غاب عن الإفريقي وجهه الهجومي وفقد جميع الأسلحة لمواجهة الجار... وسط الميدان الدفاعي تاه بدوره ولم يستطع تجاوز مناطقه بحكم ما خلّفته أطراف الدفاع من طرق مؤدّية إلى مرمى الدخيلي، حيث كانت التعليمات للكنغولي مبينزا تتجه نحو التغطية على سويسي الدفاع فيما بقي البراطلي يحقق رقما قياسيا من التمريرات الخاطئة للمنافس وبالتالي اختل التوازن واختلّت معه فلسفة الكوكي الذي لم يقم بالتغييرات ولا بالتحويرات اللازمة بل اكتفى بمناقشة الحكم في كلّ صفارة حتّى ولو كان الأمر يخصّ رمية تماس.. الكوكي انتظر الإقالة.. في دردشة خاطفة مع المدرّب نبيل الكوكي بعد مباراة الدربي، لاحظنا من خلال تصريحاته بأنّه ينتظر الإقالة الشيء الذي جعله يقدّم أكثر ما يمكن من التبريرات والتعلّات، لعلّ أبرزها «خلقنا 7 فرص ولم ننجح في التسجيل» فيما تحدّث بعدها المدرّب السابق للإفريقي بأنّ المدرّب التونسي يكون «سلّكها» إذا واصل العمل لموسم واحد على رأس نفس الفريق في ما أبدى رضاءه عن عمله منذ بداية الموسم وأكّد بأنّه حقق سلسلة إيجابية كانت ختامها هزيمة وحيدة هذا الموسم أمام فريق اسمه الترجّي... هيئة الإفريقي وسياسة التضليل.. بعد إعلان هيئة النادي الإفريقي عن القطيعة بالتراضي مع الإطار الفنّي المتكون من نبيل الكوكي وعمر حمودة والمدير الرياضي سفيان الحيدوسي، صرّح الكاتب العام للنادي «مجدي الخليفي» بأنّ المشاورات مازالت لم تحسم بعد اسم المدرّب الجديد والمدير الرياضي وأفاد نفس المصدر بأنّ كلّ من خالد بن يحيى وفوزي البنزرتي دخلا في اهتمامات النادي لكن الاتفاق لم يتحدّد بعد. وعلمت «التونسية» أنّ المدرّب الجزائري عبد الحق بن شيخة دخل أيضا على قائمة الأسماء المرّشحة لتدريب الإفريقي وقد تمّ الاتصال به رسميا وطلب مهلة للتفكير بما أنّ هذا الأخير مرتبط بعقد مع قناة الجزيرة... وبين هذا وذاك تتعدّد الأسماء وسط تضليل قد يعيدنا إلى فترة قدوم الكوكي والحيدوسي إلى الفريق والتي رافقها غموض لم يتحدد سببه بعد وهذا ما قد نعيبه على منظومة الإعلام والاتصال بفريق باب جديد في ظلّ ركود نشاط الموقع الرسمي واقتصار المعلومة على صفحة الرئيس الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي... من جانبنا علمنا أن مراد قوبعة جلس أمس مع خالد بن يحيى ولم يعرف بعد ما الذي أفضت إليه الجلسة ..