بمناسبة ذكرى 2 مارس 1934 أصدر «حزب المبادرة» بيانا جاء فيه: «نحيي اليوم، بكل نخوة واعتزاز، الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الحزب الحرّ الدستوري التونسي الجديد، يوم 2 مارس 1934. وبهذه المناسبة المجيدة يتقدم حزب المبادرة بأحر التهاني الى كافة التونسيين معترفا بالجميل الى كل من ناضل في صفوف هذا الحزب العريق الذي قاد معركة التحرير وحرّر تونس وبنى الدولة الحديثة. إن المؤتمر الاستثنائي للحزب الحرّ الدستوري التونسي الذي احتضنته مدينة قصر هلال في ذلك التاريخ مثل منعرجا هاما وتحولا نوعيا في طريقة العمل النضالي من أجل تحرير تونس ودفعا قويا للحركة الوطنية بقيادة نخبة من الزعماء أمثال الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري والبحري قيقة والطاهر صفر وصالح بن يوسف والهادي شاكر وعلى البلهوان والحبيب ثامر والهادي نويرة والباهي الأدغم والمنجي سليم وغيرهم ممن وهبوا حياتهم لخدمة تونس وشعبها، ونقف اليوم إكبارا لكفاحهم وإجلالا لشهداء الوطن الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا تونس حرّة منيعة. إن تزامن هذه الذكرى مع الظرف الدقيق الذي تمرّ به تونس اليوم يجعلنا في «حزب المبادرة» نؤكد أكثر من أي وقت مضى أن البلاد أمانة في أعناق كافة أبنائها وبناتها مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجهاتهم، وندعو الجميع الى جعل مصلحة تونس فوق كل اعتبار. كما يهيب «حزب المبادرة» بكافة الدستوريين إلى لم الشمل والمساهمة الفعالة مع مختلف مكونات المجتمع المدني، لتجاوز الوضع الصعب الذي تمرّ به تونس قصد استرجاع الثقة بين جميع التونسيين والمحافظة على مقومات الدولة ومؤسساتها بما يضمن الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة والعادلة وبناء مجتمع متراص الصفوف قوامه التفتح والتسامح والمثابرة في العمل. ويدعو «حزب المبادرة» كافة القوى الوطنية المؤمنة بمبادئ وقيم المدرسة الإصلاحية التونسية الى تظافر الجهود من أجل الحفاظ على ثوابت هذه المدرسة القائمة على الاعتدال والحداثة والانفتاح مع احترام هويتنا الوطنية العربية الإسلامية. وإن «حزب المبادرة»، من منطلق إيمانه بمبادئ الحركة الإصلاحية التونسية وبمرجعيته الفكرية والسياسية، يؤكد مجددا حبه المقدس للوطن وإخلاصه لتونس وتقديمه المصلحة الوطنية وإكباره للمصلحين والزعماء والمقاومين والمناضلين ووفائه للشهداء عبر الأجيال مستلهما من مسيرتهم وكفاحهم. ليظل مخلصا لثوابت الثورة وأهدافها ويعمل دون هوادة من أجل عزة تونس وتقدمها وازدهارها ومناعتها وإعلاء شأنها بين الأمم. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»