مازالت تداعيات تسليم الوزير الأول الليبي السابق البغدادي المحمودي مستمرة في الساحة السياسية التونسية خاصة أن العملية تمت يوم عيد الجيش الوطني (24 جوان)، ويتردد أن وزير الدفاع كما رئيس أركان الجيوش الفريق أول رشيد عمار كانا خارج العاصمة (في الجنوب التونسي) وهو ما يطرح السؤال هل كانا على علم بتسليم المحمودي خاصة أن تحليق اي طائرة في ظل حالة الطوارئ يتطلب الإعلام المسبق لقيادة الجيش الوطني؟ وإن تمت العملية دون علمهما ألا يصح الحديث عن عملية «تهريب» للبغدادي المحمودي؟ «التونسية» اتصلت بالسيد احمد بن صالح الذي كان أبرز أعضاء المجلس القومي التأسيسي غداة الاستقلال وتولى كل الوزارات الاقتصادية خلال الستينات كما شغل خطة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (19541956). عزله بورقيبة عن كل الوزارات وآخرها وزارة التربية في 7 نوفمبر 1969 وتمت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى في ماي 1970 قبل ان يتمكن من الهرب في فيفري 1973. واحمد بن صالح هو الرئيس الشرفي لحركة «الوحدة الشعبية» أحد أقدم أحزاب «المعارضة» التونسية. ماهو موقف حركة «الوحدة الشعبية» من تسليم البغدادي والمحمودي؟ أنفي ما نسبته احدى القنوات التلفزية لحركة «الوحدة الشعبية» وأؤكد ان موقف الحركة بعد اجتماع مكتبها السياسي هو أننا لا نقبل عملية التسليم قبل تنظيم انتخابات ديمقراطية نزيهة واستتباب الأمن في ليبيا الجديدة. سيد أحمد ليس من تقليد تونس تسليم اللاجئين السياسيين؟ والذي جرى معي بمحاكمتي بتهمة الخيانة العظمى؟ أليس سابقة في تاريخ تونس؟ لا ألوم بورقيبة لأني أعرف أنه لم يكن في أفضل حالاته. محاكمتك شأن داخلي، أسألك عن تسليم أجنبي؟ مهما كانت جرائم المحمودي، نحن ضد تسليمه الى ليبيا في الظروف الحالية. ما تعليقك على تسليم المحمودي دون علم رئيس الجمهورية؟ هو سوء تنسيق في أعلى هرم السلطة هل هذا عادي؟ هذه سلطة مؤقتة «ماحقهاش تكبر الحكاية، هي مهرودة مهرودة كمّلونا الدستور وامشيوا على أرواحكم» وهذا كله بسبب التراجع على مبادرتنا أنا وأحمد المستيري بتشكيل برلمان شعبي ولكن هذا ما أراده فؤاد المبزع والباجي قائد السبسي والهادي البكوش ومصطفى الفيلالي.