على إثر أحداث العنف والتخريب التي شهدها عدد من جهات البلاد بعد عرض لوحات تشكيلية بقصر العبدلية بالمرسى اعتبرها البعض مسّا بالمقدسات الدينية أصدرت مجموعة من الاحزاب بيانات نددت فيها بهذه التجاوزات. فقد أصدر «حزب الامان» بيانا اكد فيه ان الصور التي تم عرضها تمس بحرمة الذات الالهية والذات النبوية الشريفة وهي - حسب البيان – استفزاز واضح للمشاعر الدينية وانتهاك للمقدسات الإسلامية. وعبّر الحزب عن استنكاره لهذا السلوك الذي اعتبره مسيّسا. وطالب «حزب الامان» المجلس الوطني التأسيسي بإصدار قانون مستعجل يجرم مثل هذه الممارسات داعيا كافة مكونات المجتمع المدني الى بلورة ميثاق اخلاقي يضبط حرية الفعل الابداعي محملا الحكومة مسؤوليتها الكاملة في المعالجة الحاسمة لكل أعمال الشغب والعنف الذي يقوم بها ما وصفهم بأدعياء نصرة الدين ومن تستر بعباءتهم من المجرمين ومن مأجوري بارونات الثورة المضادة حسب ما جاء في نص البيان. من جانبه ندد «حزب الثقافة والعمل» في بيان له حمل توقيع امينه العام بلقاسم حسن بشدة بالمس بمقدسات الشعب التونسي وبقيم الاسلام وبالذات الالهية معتبرا ان المس بالدين الاسلامي في تونس العربية والمسلمة من شأنه زعزعة النظام العام والحث على الفتنة و البلبلة داخل المجتمع. ودعا الحزب كافة القوى السياسية والمدنية الملتزمة باهداف الثورة وبانتظارات الشعب التونسي تغليب المصلحة الوطنية كما طالب الحكومة بملاحقة كل من يمارس العنف ويعتدي على المحاكم ومراكز الامن والاملاك العامة والمؤسسات القضائية. واستنكر «حزب الشباب الحر» بشدة ضعف الدور الامني لوزارة الداخلية في تطويق هذه الحالات اللاحضارية واللاّمتمدّنة وأهاب بالجيش التونسي بأن يتحرك أكثر لضبط الامن ويتحمّل مسؤوليته التاريخية مثلما عودنا في اللحظات العصيبة التي مرت بها البلاد . وأدانت «الطليعة الطلابية العربية» التابعة ل «حركة البعث» التطرف مهما كان مصدره ،سواء كان تحت يافطة حرية التعبير والنشر او الابداع التي مست من مقدسات الشعب ووجدانه لتمرير مخططات خطيرة ومرفوضة او تحت يافطة الدفاع عن المقدسات التي ترمي الى نشر افكار وهابية متطرفة غريبة عن المجتمع التونسي. وحثت الطليعة الطلابية العربية قوات الامن والجيش الوطنيين على القيام بواجبها الوطني المقدس في حماية المواطن والذود عن الوطن والحفاظ على الوحدة الوطنية ومكاسب المجتمع. و حذّر «الاتحاد الوطني الحر» في بيان له من امكانية انزلاق البلاد نحو فتنة داخلية في ظل تعطل وبطء نسق الاصلاحات الموعودة وخاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي بما يوفر المناخ الملائم لكل أشكال التوتر والعنف التي تزداد حدة بالانحرافات المستفزة للمشاعر الدينية الاصلية للشعب التونسي من طرف بعض الجهات اللامسؤولة باسم حرية التعبير والفكر و الفن حسب ما جاء في نص البيان. ودعا «الاتحاد الوطني الحر» كل الاطراف الوطنية وفي صدارتها حكومة « الترويكا «الى العمل الجدي على منع مثل هذه المنزلقات والتصدي لها بالحزم الذي تفرضه سلطة القانون بعيدا عن التردد والضعف . و نبّه «حزب اللقاء الدستوري» الى خطورة ما آل اليه الوضع الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي بالبلاد من احتقان، مناشدا مختلف مكونات المجتمع المدني للتوحد والتضامن من اجل الحفاظ على تماسك الشعب التونسي والدفاع عن القيم المدنية والمبادئ الجمهورية ومنهج الاعتدال الذي ميزه. من جانبه أصدر مكتب الشباب ب«حركة النهضة» بيانا أدان فيه هذه الممارسات الممنهجة والمتكرّرة في حق الشعب التونسي ومقدّساته والتي تهدّد السّلم الإجتماعي مؤكدا رفضه القاطع للمسّ بالمقدّسات والثوابت المتعلقة بالهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي الحرّ تحت غطاء حرية التعبير أو أي غطاء آخر. كما جدد مكتب الشباب رفضه التوظيف الحزبي للفضاءات الثقافية من طرف من اعتبرهم « بعض أطراف المعارضة وبقايا التجمع المحل والتي لم يعد أمامها من سبيل - حسب البيان - للتشويش على نجاح الأطراف الحاكمة إلا إثارة الفتن من أجل الدفع نحو حالة من الفوضى والعنف للدفع بعجلة التنمية إلى الوراء في موسم سياحي وفلاحي يبشر بكل خير. واعتبر البيان ان الفضاءات الثقافية هي فضاءات مشتركة لا بد أن تنضبط بقواعد التعاقد الإجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع في إطار احترام الثوابت الوطنية واحترام المنظومة القيمية للشعب التونسي. ودعا مكتب الشباب ب«حركة النهضة» الى فتح حوار شبابي موسّع قصد إرساء قواعد تضبط التعامل داخل الفضاء المشترك وخاصة الثقافي منه ومن أجل تحديد دقيق لممارسة الحريات العامة والخاصة تحترم فيها المقدسات ونضمن فيه التعايش في ظل الاختلاف مطالبا المجلس التأسيسي بسنّ قانون يجرّم الاعتداء على المقدسات تحت أي غطاء احتراما لمشاعر الشعب التونسي المسلم وحفاظا على السّلم الأهلي.