نظم عشية أمس عدد من موظفي البنك التونسي للتضامن وقفة احتجاجية استمرت ساعة داخل مقر البنك الكائن بشارع محمد الخامس بالعاصمة للمطالبة بإعادة هيكلة الإدارة العامة للبنك وتنقية المؤسسة من الملحقين. و شارك ما يقارب 50 موظفا في الوقفة الاحتجاجية داخل البنك التي تميزت برفع الاصوات والتراشق بالتهم بين موالين للرئيس المدير العام للبنك ومعارضين له. وسادت حالة من الفوضى والاحتقان بين المحتجين الذين رفضوا سياسة التقزيم التي تمارسها وزارة المالية في حقهم حسب تعبيرهم. "من يسيّر البنك"؟ و تساءل المحتجون عن المسؤول الاول في سير العمل داخل البنك باعتبار ان الرئيس المدير العام اكد للبعض منهم انه مدير لتصريف الاعمال فقط , بينما افادنا البعض الآخر انه يمارس وظيفته دون الاستعانة بمساعد وهو ما لم يألفه الموظفون بالبنك. وأكد احد الموظفين الذي رفض الافصاح عن اسمه خشية تعرضه للتصفية فيما بعد انهم لا يعلمون مصيرهم بسبب اعتزام وزارة المالية اغلاق البنك نظرا لعدم نجاعته ولقلة كفاءة موظفيه قائلا: «نأتي كل يوم ولا نجد ما نفعله الا التثبت من بعض الوثائق القليلة ثم نبقى مكتوفي الايدي, ونحن على هذه الحال لمدة 7 اشهر". "نريد لجنة لتقصي الحقائق" من جهته طالب احد الموظفين بالبنك بتكوين لجنة لتقصي الحقائق تابعة لوزارة الاصلاح الاداري للنظر في العديد من التجاوزات المرتكبة قبل الثورة وبعدها , كما نادى بالتعجيل بإعادة الادارة العامة للبنك التونسي للتضامن. وطالبت احدى الموظفات بضرورة إبعاد الموظفين الملحقين بالبنك قائلة: «لا يدخل علينا الا من كان «بنكاجيا», وشددت على انهاء سياسة التمييز ومنطق المعاملات اللذين ينتهجهما الرئيس المدير العام الذي بث الفتنة بين الموظفين وزرع بينهم الكراهية حسب تعبيرها. "لا للتشكيك في قدراتنا" و أعرب احد المحتجين عن امتعاضه الشديد من تصريحات المسؤولين بوزارة المالية الذين شككوا في قدرات ومؤهلات الموظفين بالبنك المذكور قائلا: «لا احد يشك في قدراتنا, ونحن اكفاء واصحاب خبرة في المجال البنكي". و اضاف ان المدير العام يستغل علاقاته الشخصية بمسؤولي وزارة المالية لبسط نفوذه وهيمنته على البنك وابرز انه يعمل على تهميش العاملين بالبنك . مفاجأت سارة في الطريق
طمأن السيد «كريم زروق» كاتب عام النقابة الاساسية للبنك التونسي للتضامن المحتجين قائلا: «هناك مفاجآت سارة في الطريق ولا داعي للتخوف على مستقبل عملهم داخل البنك». وطلب زروق من المحتجين ملازمة الهدوء والعودة الى مكاتبهم وانتظار ما ستسفر عنه الجلسة العامة التي من المنتظر عقدها غدا الجمعة من قرارات. كما دعا زروق الحاضرين الى عدم تصديق الاقوال والاشاعات التي ترددها فئة قليلة غايتها بث الفوضى داخل البنك حسب قوله, واعتبر ان البنك التونسي للتضامن سيصبح الذراع اليمنى للحكومة. و قد تفهم المحتجون ما قاله السيد كريم زروق وعادوا الى مكاتبهم مؤكدين انهم ملتزمون بسياسة الحوار وينبذون العنف بكل اشكاله.