قدّمت وكالة التعمير لتونس الكبرى نتائج الدراسة حول التأقلم مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية بمنطقة تونس الكبرى كان ذلك خلال يوم دراسي نظمته الوكالة مؤخرا بتونس بالتعاون مع مركز مرسيليا للاندماج بمنطقة المتوسط والبنك العالمي الذي تولى سنة 2008 تمويل الدراسة التي شملت المدن الساحلية لمنطقة شمال إفريقيا. وقد أكد السيد فتحي حسين المدير العام لوكالة التعمير لتونس الكبرى أن الهدف من هذه الدراسة هو تحسيس بلديات وولايات تونس الكبرى وكذلك الوزارات والمؤسسات والمنشآت العمومية بالمخاطر التي قد تنجرّ عن التغيرات المناخية، كما أنها فرصة لمختلف الخبراء والاختصاصيين في المجالات ذات العلاقة لتدارس وتحليل التغيرات المناخية في الجهة والتعرف على الإجراءات العملية المقترحة في الدراسة قصد التوقّي من هذه المخاطر. وتجدر الملاحظة أن هذه الدراسة تضمنت تقييم تأثير التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية المتعلقة بالأساس بارتفاع مستوى مياه البحر والانجراف والفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة في أفق سنة 2030، علما بأنها اعتمدت تونس الكبرى نموذجا بالنسبة إلى البلاد التونسية والإسكندرية بالنسبة إلى مصر والدار البيضاء بالإضافة إلى التداعيات المحتملة لمشروع التهيئة الحضرية لوادي بورقراق بالمغرب. وقد أعادت هذه الدراسة إلى الأذهان ما شهدته منطقة الشمال الغربي خلال الأشهر الأخيرة من كوارث طبيعية غير مسبوقة في حجمها وفي امتدادها الزمني على غرار موجه الثلوج والفيضانات وما خلفته من أضرار لحقت المساكن البدائية وشبكة الطرقات والمسالك الريفية (حوالي 240 نقطة انزلاق أرضي). وهو ما يفسر دعوة الوزير إلى إدماج استراتيجيات التأقلم ضمن مخططات التنمية في دول شمال إفريقيا بكيفية تمكن أصحاب القرار من القدرة على رفع التحديات الناجمة عن تغير المناخ والكوارث الطبيعية. ويبدو أن ما تضمنته الدراسة من مقترحات وإجراءات عملية ستشكل أسسا هامة لمواجهة الكوارث المناخية لا سيما وأنها تتعلق بالجانب المؤسساتي ومنشآت البنية الأساسية للحماية وخاصة بالاحتياطات الوقائية التي ينبغي مراعاتها في مستوى التخطيط العمراني مع العلم أن المخاطر التي تتهدّد منطقة شمال إفريقيا نتيجة التغيرات المناخية المتواترة تنبئ بوقوع عديد الكوارث الطبيعية لها تأثير مباشر على سلامة واستقرار السكان يؤكد في المرحلة الراهنة على ضرورة اعتماد حلول وإجراءات عملية لتفعيل نتائج ومقترحات هذه الدراسة حول التأقلم مع التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.