أسدل الستار الأحد الفارط على مباريات الجولة الثانية من مرحلة الإيّاب لبطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم جولة عرفت سقوط المتصدّر الترجي الرياضي التونسي في فخ التعادل مع الاتحاد الرياضي المنستيري، في المقابل فإنّ أبرز مستفيد في أعلى الترتيب هو مستقبل المرسى الذي حجز لنفسه مقعدا في المركز الثاني مستفيدا من تعثر النادي البنزرتي في شرك القوافل الرياضية بقفصة التي كبدته ثالث هزائمه هذا الموسم. أمّا في أسفل الترتيب فإن الصّراع على ضمان البقاء يشتد من جولة إلى أخرى في ظل تذبذب نتائج جميع المهدّدين بمغادرة دوري الأضواء، فرباعي مؤخرة الترتيب عجز عن تحقيق نقاط المباراة كاملة، ولمزيد تسليط الضوء على الجوانب الفنية والتكتيكية في أعقاب هذه الجولة، يحضر معنا المحلّل الفني «فريد شوشان» فكان لنا التحقيق التالي: الاتحاد المنستيري الترجي التونسي: (1 1)- واقعية الترجي حسمت الأمور مقابلة كانت لمواصلة سلسلة النتائج الإيجابية للترجي الرياضي التونسي لكنه تفاجأ بالمستوى الجيّد والتنظيم المحكم لأبناء دراغان هذا المدرّب يؤكد أنه من طينة الكبار فبعد الإفريقي والنجم ها هو يوقف جماح الأحمر والأصفر ويضع حدّا لانتصاراته ويجبره للرضوخ إلى إرادته وأسقطه في فخ التعادل وبالرغم من ذلك فإن منافسيه المباشرين باستثناء المرسى عن اللقب لم يستغلوا هذا المعطى وتكبّدوا بدورهم الهزيمة لذلك فإنّ تعادل الترجي والاتحاد يخدم مصلحة أبناء «ديكاستال» أكثر من البقية وللأمانة فإنّ الاتحاد كان يستحق الانتصار أيضا على مجمل ما قدّمه من مردود وروح قتالية عالية. النادي الإفريقي النجم الخلادي: (3 0)- إفريقي ... الشّوط الثّاني بداية المباراة مثلت عديد الصعوبات للأفارقة بفضل الانتشار المحكم لأبناء «كمال الزّواغي» وأجبروهم على التعادل مع نهاية الشوط الأوّل، الأمر الذي دفع بمدرّب الإفريقي «باتريك لوفيغ» إلى تعديل أوتاره بإقحام الثنائي التشادي إيزيكال وزهير الذوادي اللذين مثلا منعرج المباراة وحوّلا النتيجة رأسا على عقب فالذوّادي كعادته بسرعته الفائقة فتح المجال أمام زميله إزيكال التموقع جيّدا في محور دفاع بني خلاد وتهديد مرماه وكان لأبناء الإفريقي ما يريدون في ثلاث مناسبات، وهنا وجب الإشادة والتنويه بالمردود الممتاز لصانع ألعاب الإفريقي «عبد الكريم النفطي» الذي موّل زملاءه بعديد الكرات الذهبية ويكفي الإشارة إلى أنه صاحب الإمدادات الذكية التي آلت إلى ثلاثية كاملة. معطى آخر يجب التطرّق إليه هو أن الأحمر والأبيض كلما كان بعيدا عن الضغط إلاّ ويقدم أسلوب لعب جميل ولا ننسى التوظيف الجيّد للمدرّب «لوفيغ» الذي يعرف جميع اللاعبين. الأولمبي الباجي أمل حمام سوسة: (1 1)-باجة ونزيف النّقاط مشكل كبير يضرب فريق الأولمبي الباجي اسمه إهدار النقاط، فالفريق لا يعرف المحافظة على انتصاراته حتى على أرضية ميدانه بسبب الضعف الفادح لدفاعه ومباراته مع الأمل أكّدت ذلك، هذا الأخير عرف كيف يمتص هيجان الباجية وتقاسم معه نقاط المباراة الذي اعتبرها جرعة أمل للأمل في المقابل فهو تعادل للأولمبي في طعم الهزيمة ومازال أمام المدرّب فتحي العبيدي عمل كبير وكبير جدّا. الترجي الجرجيسي الملعب التونسي: (3 2)- مباراة هيتشكوكية.. حسمتها العزيمة العكّارية نتيجة المباراة (3 2) تقيم الدليل على التسابق والتلاحق بين الفريقين، نجاعة هجومية عالية، 5 أهداف في مباراة وحيدة في المقابل فإن خط الدفاع لكليهما يعاني من ضعف كبير خاصة بالنسبة للملعب التونسي الذي يعاني من خلل في تركيبته الدفاعية وجب على المدرّب «خالد بن ساسي» التنبه لها قبل فوات الأوان. ترجي الجنوب عرف كيف يخرج بنقاط المباراة كاملة بسبب عزيمته وحب الانتصار الذي رافق مردود أبناء المدرّب «غازي الغرايري». قوافل قفصة النادي البنزرتي: (2 1)- فترة فراغ لقرش الشمال النادي البنزرتي دخل هذا اللقاء بغية تأكيد انتصاره الأخير ضد النادي الإفريقي إلا أنه وجد فريقا قويا على أرضية ميدانه بالإضافة إلى محدودية الرصيد البشري الذي بحوزة المدرّب «ماهر الكنزاري» لذلك أعتقد أنّ البنزرتي يمرّ بفترة فراغ «حرجة» ككل الأندية، لم يحسن التعامل معها في ظل غياب الخبرة في كيفية تجاوزها وهو أمر مبررومفهوم ولا ننسى أن النادي البنزرتي غير متعوّد للعب من أجل المراتب الأولى في المقابل فإن انتصار القوافل يعود أساسا للحبكة التكتيكية التي انتهجها المدرب «خالد بن يحيى» والتي ترافقت مع تحقيق 3 نقاط سيكون لها الوقع الإيجابي في قادم الجولات وستجعل الفريق يجهّز نفسه في أحسن الظروف لبقية المشوار. النادي الصفاقسي مستقبل قابس: (4 0)-وسط الميدان أهدى الانتصار لعاصمة الجنوب المباراة كانت في اتجاه واحد لفائدة أبناء المدرّب «نبيل الكوكي» الذين أحكموا سيطرتهم على كل ردهات المباراة وساعدهم في ذلك الهدف الأول والثاني المبكرين اللذين فتحا باب الرباعية على مصراعيه لزملاء «شادي الهمامي» هذا الأخير أكّد المردود المتميّز والحضور الذهني العالي الذي طبع أداءه في الجولات الفارطة وساهم صحبة باقي زملائه في وسط الميدان من إهداء النقاط كاملة لفريقهم. في المقابل، «الجليزة» سقطت في فخ الإرهاق الذي انتاب لاعبيها وشخصيا لم أر أيّة ردّة فعل إيجابية من أبناء المدرّب «الحيدوسي» بل على العكس لم يؤمنوا بحظوظهم واستسلموا لإرادة أبناء عاصمة الجنوب. النجم الساحلي نادي حمام الأنف: (0 0)-النجم يدفع ضريبة العقم الهجومي بقطع النظر عن المشاكل الداخلية التي أثرت على مردود النجم الساحلي هناك مشكل آخر أعمق هو العقم الهجومي فمن غير المعقول أن تتاح لك في مباراة مدتها 90 دقيقة ما لا يقل عن عشر فرص لم تستثمر أيّة واحدة منها وهذا أمر ينبئ بأن قادم النجم قد يبقى على حاله في ظل عدم الاهتداء إلى الطريقة المثلى لتجاوز مخلفات غياب التجسيم أمام الشباك، 9 مقابلات بانتصار وحيد أعتقد أنّ هذا الرقم كبير وكبير جدا على فريق في قيمة وعراقة النجم وأعتقد أنه لا خيار أمام الهيئة الجديدة لفريق جوهرة الساحل إلاّ الإسراع والقيام بانتدابات مدروسة وموجهة. في الطرف المقابل من هذه المباراة ونعني نادي الضاحية الجنوبية أعتقد أنه قدم إلى سوسة من أجل نقطة التعادل وكان له ما يريد بعد نجاح لاعبيه في إغلاق المنافذ المؤدية إلى شباكه. مستقبل المرسى شبيبة القيروان: (1 0)- المرسى.. لم تعد ظاهرة بل حقيقة فريق الضاحية الشمالية ما فتئ يؤكد النتائج المتميّزة المحققة ولم يخالف العادة وواصل في نفس السلسلة الوردية وأطاح بالشبيبة. مستقبل المرسى لم يعد «ظاهرة» وإنما حقيقة يجب أن تأخذها باقي الجمعيات بعين الاعتبار هذا الفريق المفاجأة يتميّز بالانسجام والتكامل بين لاعبيه ومن أسرار نجاحه أنه يملك لاعبين من الطراز الرفيع من أمثال ديديي ليبري وبن مسعود إضافة إلى أنه يلعب حسب إمكانياته دون فلسفة، زد على ذلك أنهم لا يفكرون في لعب البطولة حاليا بقدر تفكيرهم في حصد النقاط الواحدة تلو الأخرى.. بالنسبة للشبيبة هذا الفريق متذبذب في النتائج ومردوده يبعث على الحيرة والاستفهام فهو يضم لاعبين شبانا إمكانياتهم عريضة ويملكون فنيات هائلة في المقابل فإن النتائج خانتهم و«مراد العقبي» مطالب بإيجاد حل لسيل النتائج السلبية.