خصص الأسبوع المنصرم لإجراء المباريات المتأخرة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وأبرز المستفيدين في أعقاب هذه اللقاءات الترجي الرياضي التونسي الذي عزز موقعه في الصدارة وبفارق سبع نقاط بالتمام والكمال مستغلا انقياد ملاحقه المباشر النادي البنزرتي إلى الهزيمة الثانية على التوالي وهذه المرة كانت ضد النادي الصفاقسي هذا الأخير الذي دعم مركزه في كوكبة الطليعة وتحديدا بالمركز الرابع برصيد 27 نقطة مؤكدا رغبته في العودة من جديد إلى الأضواء وتحقيق مرتبة مشرفة مع نهاية الموسم الكروي تضمن له مشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية خاصة وأن انتصاره على «وصيف» الترتيب العام إلى حد الآن النادي البنزرتي هو الخامس وهي المباراة التاسعة على التوالي لأبناء نبيل الكروكي دون هزيمة (4 تعادلات و5 انتصارات). من جهته سقط فريق جوهرة الساحل النجم الساحلي في فخ التعادل بهدفين لهدفين حين أجبره فريق عاصمة الأغالبة على اقتسام نقاط المباراة وهي المباراة الثالثة على التوالي لأبناء المدرب فوزي البنزرتي التي يفشلون فيها في العودة بالنقاط كاملة. في وسط الترتيب تمكنت القوافل الرياضية بقفصة من استعادة نغمة الانتصارات بعد أن ضاعت عنها في آخر خمس جولات انتصار القوافل على الأولمبي الباجي مكنها من احتلال المركز السابع برصيد 19 نقطة خلف النادي الإفريقي صاحب المرتبة السادسة ب20 نقطة والذي انقاد بدوره إلى الهزيمة الأربعاء الفارط ضد مستقبل قابس في مباراة مؤجلة لحساب الجولة السادسة بهدفين لهدف وحيد ارتقت به «الجليزة» إلى المركز الثاني عشر برصيد 13 نقطة أنعشت آماله وأخرجته نسبيا من عنق الزجاجة ومن شبح المركز الأخير. ولمزيد تسليط الضوء على الأمور الفنية لهذه المباراة، اتصلنا بسمير الجويلي الذي كان لنا معه التحقيق التالي: مستقبل قابس / النادي الإفريقي (1/2) انتصار العزيمة والإصرار ل«الجليزة» مستبقل قابس كان أكثر إصرارا على الخروج بنقاط المباراة وكانت هذه المباراة تعنيه أكثر من النادي الإفريقي الذي كان حاضرا غائبا بامتياز ولاحظنا أشباح الاعبين وليس ذلك النادي الذي تهابه الفرق وهو ما استغله المستقبل على أحسن وجه خاصة في الشوط الثاني والهدفان يغنيان عن كل تعليق. وتصريح مدرب النادي الإفريقي عبد الحق بن شيخة يؤكد ما ذهبنا إليها حين اعتبر أن هناك من اللاعبين بحثوا عن الهزيمة بشتى الطرق للإطاحة به وهو الأمر المؤلم في هذه المباراة وهذا لا ينقص من استحقاق مستقبل قابس بالانتصار في هذه المباراة. النادي الصفاقسي / النادي البنزرتي (0/1)قرش الشمال دفع ضريبة التفكير في البطولة هذه المباراة علق عليها المدربان آمالهما من أجل استعادة نغمة الانتصارات فأبناء نبيل الكوكبي اكتفوا بنقطة يتيمة ضد الأمل الرياضي بحمام سوسة في طعم «العلقم»، في حين النادي البنزرتي تكبد أول هزيمة في الجولة الفارطة ضد المستقبل وشد الرحال باتجاه صفاقس وهو يخمن في كيفية استعادة الصدارة وافتكاكها من الترجي وهو ما كبل أرجل لاعبيه وأسقطهم في فخ التسرع لأن الأجسام كانت في صفاقس والأذهان مشتتة بين التفكير في البطولة وانتظار تعثر الترجي على الأقل، الأمر الذي ما يحصل وشاهدت أسوأ مباراة تقريبا منذ بداية الموسم لأبناء ماهر الكنزاري. بالنسبة للنادي الصفاقسي كان يعلم جيدا أن أية عثرة متجددة قد تبعده عن دائرة المراهنة على المشاركة في إحدى المسابقات الإفريقية الموسم المقبل وعمل جاهدا على استغلال أنصاف الفرص والخروج بنقاط المباراة كاملة حتى يتسنى له العمل في كنف الارتياح والثقة بالنفس بعد موجة الغضب على مردود الفريق وتدني نتائجه وحالة الاحتقان التي يعيشها الفريق داخليا، فدخل المباراة وهدفه الانتصار ولاحظنا إصرارا كبيرا على محو سالف الخيبات وجسم اللاعبون ذلك على أرضية الميدان. أود أن أشير إلى أنه على لاعبي النادي البنزرتي لعب الكرة كما كانوا منذ جولات سابقة دون التفكير في التتويج والحال أن مرحلة الإياب مازالت بعد في مخاضها الأول والنتائج ستأتي عاجلا أم آجلا. قوافل قفصة / الأولمبي الباجي (1/2) الهزيمة لا تبرر الوسيلة القوافل الرياضية بقفصة تطورت نحو الأفضل منذ استلام خالد بن يحيى تدريب الفريق رغم التذبذب في النتائج، نتيجة هذه المباراة كانت تعني الفريقين القوافل من جهة والأولمبي الباجي لوضع حد لسلسلة النتائج الهزيلة من جهة أخرى. أبناء المدرب خالد بن يحيى دخلوا في صلب الموضوع منذ البداية وهددوا الدفاعات الباجية وكان لهم ما يريدون عبر ضربة جزاء وحققوا المطلوب في ظل شبه غياب لاعبي الأولمبي الباجي الذين عادوا في مناسبة أولى وهزوا شباك القوافل لكنهم فشلوا في مجاراة نسق المباراة وسقطوا في فخ التكتيك الجيد لبن يحيى. الأولمبي الباجي يمر بفترة حرجة لكن ذلك لا يعني أنه مهدد بالسقوط هذا الموسم وأعتقد أنه «سيتنفس الصعداء» في قادم الجولات، وهذه الهزيمة يجب البناء عليها لتجاوز الصعوبات، وما آلمني أكثر من الهزيمة أن الفريق في الوقت الذي يحتاج فيه جميع لاعبيه فقد ركيزتين من الركائز الأساسية لهما حجمهما ومكانتهما في الفريق. شبيبة القيروان / النجم الساحلي (2/2)الشبيبة دفعت ضريبة «التخميرة» الجميع يعلم الأسبوع الصعب الذي مر به فريق عاصمة الأغالبة وما حمله من تهديد بالانسحاب سواء من المدرب مراد العقبي أو من الهيئة، نفس الأمر تقريبا حيث يعيش النجم مشاكل داخلية مازال الفريق غير قادر على تجاوزها في الوقت الحاضر. الشبيبة دخلت المباراة بقوة كبيرة جسمتها بهدف السبق ثم وبطريقة غريبة قبلت هدفين هما نتيجة ترك المساحات قبل أن تعود من جديد وتتحصل على ضربة جزاء عدلت بها النتيجة. ويمكن القول إن التعادل عادل مع أن الانتصار كان أقرب للشبيبة منه إلى النجم. ولا أود أن أفوت الفرصة دون أن أدعو جماهير الشبيبة إلى ضبط النفس وفسح المجال أمام المدرب والهيئة للعمل لأن العقبي قدم الإضافة بشكل واضح للفريق ويكفي القول إن الشبيبة تخوض البطولة ب80٪ من أبنائها تقريبا. مستقبل قابس / الترجي التونسي (2/0)الترجي.. لا يرحم مع كلمة شكر ل«الجليزة» بداية هذه المباراة كانت لصالح أبناء سفيان الحيدوسي حيث وقفوا سدا منيعا وأغلقوا جميع المنافذ المؤدية لمناطقهم الخلفية ونتيجة الشوط الأول (0-0) تقيم الدليل. الترجي في الشوط الثاني أدرك جيدا أن صمود «الجليزة» لن يتواصل في ظل الإرهاق الذي انتاب لاعبي المستقبل بعد المباراة البطولية وسط الأسبوع الفارط ضد الإفريقي فضغط في مناطق منافسه وصعد في النسق وجسمه بهدفين وتلك هي واقعية الترجي التي عهدناها فيه، فهذا الفريق لو يرى بصيصا من المساحات فإنه يجهز على خصومه دون رأفة وهذا لا ينقص من المردود الطيب لمستقبل قابس.