وافتنا وزارة الثقافة بالتوضيح التالي: "تفاعلا مع ما ينشر في عديد وسائل الاعلام حول عدول وزارة الثقافة عن اقامة جناح في القرية الدولية للسينما في مهرجان «كان» السينمائي الخامس والستين المزمع عقده من 16 الى 27 ماي 2012 ترى وزارة الثقافة لزاما عليها انارة الرأي العام واطلاعه على المعطيات والدوافع التي جعلت الوزارة تعدل عن اقامة الجناح المذكور. القرية الدولية للسينما مخصصة للهيئات الحكومية (المراكز الوطنية للسينما، الهيئات الحكومية المكلفة بإدارة الشأن السينمائي في بلدانها) وقد لجأت وزارة الثقافة في السنوات الماضية الى تكليف الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام بإقامة الجناح لتجاوز البطء الاداري الذي يحول دون مجاراة النسق الذي تفرضه المشاركة. حرصت وزارة الثقافة على الاعداد المسبق للمشاركة في القرية الدولية للسينما بمهرجان «كان» السينمائي الدولي وعقدت سلسلة اجتماعات مع مكونات المشهد السينمائي من جمعيات وهيئات مهنية. كان موقف الوزارة المعلن منذ البداية أن المشاركة في القرية لابد أن تكون مدعومة بحضور فيلم أو أفلام تونسية في قسم من أقسام المهرجان وتوفر مادة اعلامية وترويجية لتأثيث الجناح (كاتالوغات بلغات متعددة، دليل أفلام، دليل المنتجين، الخ...) عندما أعلن برنامج المهرجان وخلا من أي فيلم تونسي في أي قسم من الأقسام بما في ذلك الأقسام الموازية لم تر الوزارة ضرورة لاقامة جناح في القرية الدولية للسينما. في السنة الماضية على سبيل المثال شاركت تونس لأن لها فيلما في البرنامج الرسمي (لا خوف بعد اليوم). وللتذكير فإن المشاركة التونسية انطلقت سنة 2006 عندما دعيت تونس ضيف شرف في تظاهرة Tous les cinemas du monde ثم حافظت على الحضور بانتظام كواجهة للترويج للسينما التونسية ولاقناع المنتجين العالميين بالتصوير في تونس. عند التقييم الموضوعي لهذه المشاركة فإن النتائج لاتذكر بالمقارنة مع حجم الاستثمار ذلك أن تصوير الأفلام الأجنبية في تونس تفرضه الأحداث التي يسردها الفيلم وما تحتاجه من ديكورات طبيعية أو معمارية فمخرج الذهب الأسود الذي صور منذ أشهر في تونس جاء لبلادنا لأن وراءه منتجا ذائع الصيت أولا ولأنه يحتاج كثبانا وصحراء ممتدة ووجوها لوحتها الشمس وقد وجد ضالته في الجنوب التونسي. كما أن ألكسندر أركادي صور في تونس في أوج الانفلات الأمني وفي الأشهر الأولى التي تلت الثورة لأنه وجد الديكورات الطبيعية والهندسة المعمارية التي تضاهي المواقع التي تدور فيها أحداث فيلم «ما يدين به النهار لليل» ce que le jour doit a la nuit المأخوذ من رواية الكاتب الجزائري يا سمينة خضرة التي تدور أحداثها في الجزائر قبل الاستقلال. والأفلام الأجنبية بدأت تصور في تونس حتى قبل بعث الغرفة النقابية لمنتجي الأفلام فغرانكو زيفرلي وروبرتو روسيليني وجورج لوكاش انما جاؤوا للتصوير في تونس لأن الأحداث المعالجة في أفلامهم تجري في ديكورات يندر وجودها في بلد غير بلادنا. ليس شرطا أن يكون لتونس جناح حتى يتمكن السينمائيون التونسيون من الحضور وستدعم الوزارة حضور كل سينمائي وجهت له دعوة لعرض فيلمه في ركن الأفلام القصيرة أو في منتدى تمويل الأفلام كما ستوفد الوزارة مدير الدورة القادمة لأ يام قرطاج السينمائية لمعاينة الأفلام والالتقاء بالسينمائيين العرب والأفارقة للترويج للمهرجان. إن القرية الدولية للأفلام ليست المكان الأفضل للترويج للأفلام ووزارة الثقافة على استعداد لدعم مبادرة المهنيين في التواجد في سوق الفيلم متى بعثوا هيكلا للترويج للفيلم التونسي في الخارج على غرار ما هو معمول به في كثير من الدول. إن إقامة جناح لتونس في القرية الدولية يكلف خزينة الدولية مبالغ هامة بالعملة الصعبة وترى الوزارة أن انفاق المال العام لابد من ترشيده ومع ذلك فانها على استعداد لدراسة أي مقترح جدي يرمي لحضور المهنيين في سوق الفيلم، المكان المناسب للترويج للأفلام.وبالمناسبة فإن وزارة الثقافة تدعو المهنيين المتحمسين للحضور في القرية الدولية للسينما لأن يكونوا متحمسين بنفس القدر للارتقاء بمستوى أفلامهم حتى تدرج في البرنامج الرسمي أو حتى الموازي للمهرجان بحيث يوفرون الأسباب الموضوعية للمشاركة كما تدعوهم ليكونوا على نفس الدرجة من الحماس في الايفاء بالتزاماتهم مع الوزارة في انهاء الأفلام في الآجال التي التزموا بها كما تقترح عليهم الترويج لأفلامهم في تونس وتوفيرها للجمهور التونسي صاحب الأولوية في مشاهدتها لأنه ساهم في تمويلها. وانطلاقا من مبدإ حياد الادارة فان وزارة الثقافة ترى أن تكليف المكتب الحالي للغرفة النقابية لمنتجي الأفلام باقامة جناح في «كان» قد يكون فيه انحياز لفريق بعينه في أوج الحملة الانتخابية الدائرة هذه الأيام قبيل انتخاب تجديد مكتب الغرفة يوم 04 ماي 2012. ولا يخفى على أحد أن الحملة التي تتزعمها بعض الوجوه في المكتب المنتهية ولايته جزء من حملة انتخابية لا يمكن للوزارة أن تكون طرفا فيها.