تأكيدا لما تطرقنا اليه منذ تسلم السويسري «دي كاستال» المقاليد الفنية لشيخ الأندية التونسية حول العلاقة التي ستجمعه باللاعب «خالد القربي» والغموض الذي يكتنفها في ظل تصريح السويسري عقب نهاية مباراة ذهاب نهائي أمجد الكؤوس الافريقية رابطة الأبطال حين استنكر هذا المدرب زمن اشرافه على حظوظ الوداد المغربي «وجود لاعب معروف باستفزازاته ولعبه الخشوني في فريق كبير في حجم الترجي الرياضي التونسي»، فإن متوسط ميدان الأحمر والأصفر مازال رهين الحكم المسبق الذي اتخذه «دي كاستال» الى حد هذه اللحظة. آخر التطورات في هذه المسألة تتعلق بتصريح مدرب الترجي أمس الأول لاذاعة «اكسبرس.ف.أم» أكد فيه أن القربي لا يتماشى وخططه التكتيكية وأنه مازال بعيدا كل البعد عن النضج حتى يكون ضمن اختياراته الفنية. الى هذا الحد فإن هذه الكلمات تبقى عادية لاعتبار أن السويسري كلما سئل عن حقيقة علاقته ب «خالد القربي» إلا وتحدث بنفس اللهجة، لكن ماجادت به قريحة «دي كاستال» تدعو الى التوقف لبرهة حين صنف القربي ضمن «الكلاب المسعورة» التي تلهث دون فائدة.. تصريح خطير وتشبيه أخطر أقام الدنيا ولم يقعدها الى حد كتابة هذه الأسطر وبان بالكاشف أن السويسري لا يتنازل عن مبادئه وأحكامه المسبقة بسهولة متخذا من انتهاك حرمة القربي وتشويه صورته ملاذا لتبرير عدم التعويل عليه في المباريات التي يخوضها الترجي وحتى وإن «حنّ» السويسري على لاعبه فلا يتجاوز ذلك بعض الدقائق لارضاء جماهير الترجي التي سئمت تجاهل مدرّب فريقها له. جماهير الترجي التي تناهى الى مسامعها ما أذاعته «اكسبرس.أف.أم» لم تجد بدا من التوجه الى مواقع التواصل الاجتماعي كالفايس بوك على الصفحات المخصصة لفريقها لتعبر عن استنكارها ورفضها التام لما أتاه «ميشال دي كاستال» في حق لاعب فريقها وسط وابل من الشتائم والسخط معتبرة أن مثل هذه النعوت من شأنها أن تذكي وتشعل نار الفتنة بين الطرفين دون مراعاة لمصلحة الأحمر والأصفر الذي يستعد للشروع في حملة الدفاع عن ألقابه محليا وقاريا، شق آخر من المتيمين بحب الدم والذهب ذهب الى أكثر من ذلك وهددوا باللجوء الى اعتصام أمام الحديقة «ب» ورفع شعار «ديقاج» في وجه مدرب فريقها الذي لم يحترم حرمة النادي ولاعبيها على حد تعبيرها هذه البوادر تنبئ بتسارع الأحداث داخل القلعة الحمراء والصفراء، وقد تشهد الساعات القليلة القادمة تطورات جديدة إذا ما اعتبرنا أن «خالد القربي» كثيرا ما يرد الفعل ويسقط في فخ الاستفزازات على أرضية الميدان فما بالك بتشبيهه ب «الكلاب المسعورة» القربي الذي حاولنا الاتصال به عديد المرات إلا أنه لازم الصمت وعدم الاجابة على المكالمات الهاتفية التي ترد على هاتفه النقال قد يكون له ما يبرره لكن مهما كانت تصرفاته داخل الملعب فإن الجميع أكد أنه مثال للعب الرجولي والمحارب في سبيل فريقه وأن تصرفاته خارج المستطيل الأخضر تقف شاهدة على رفعة ودماثة أخلاقه.. حالة من التشنج والغليان إثر تصريح مدربه انتابت «القربي» الذي أسرّ لبعض المقربين منه أنه مازال لم يهضم بعد لم كل هذا التحامل والتجني الذي يجده من قبل مدربه، القربي وعدم الانسجام مع المدربين ليس وليد فترة دي كاستال وإنما سبقه في ذلك نبيل معلول حين أجبره على الجلوس في بنك البدلاء وكثر الحديث وقتها عن مشاكل بينهما وعدم اقتناعه بقدراته، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هل أن المدربين على صواب في عدم الزج بالقربي في التشكيلة الأساسية أم أن نيران معلول وجحيم دي كاستال لا تعدو أن تكون سوى تصفية حسابات قديمة؟؟ أسئلة كثيرة قد تتبادر للأذهان حول قيمة اللاعب وأحقيته باللعب كأساسي في ترجي دي كاستال لكن مهما كانت المبررات فإنه لا سبب يبرر «الموضة» التي أصبحت تصبغ علاقة المدربين باللاعبين فأصبحنا نسمع تعابير ونعوتا تقشعر لها الأبدان فبعد خيانة الدراجي والذوادي «الصعلوك» هاهي نيران دي كاستال تصيب القربي في الصميم وتصفه ب «الكلب المسعور» ولا ندري قد يطل علينا القربي وفي جعبته رده على دي كاستال لكن بأي طريقة؟