(وات) - حث رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، خلال لقاءاته امس الاربعاء ببرلين، بمسؤولين ورجال أعمال ألمان على "تعزيز الاستثمارات الألمانية في تونس دعما للمسار التنموي بها" مؤكدا على "رغبة تونس في الاستفادة من التجربة الالمانية خاصة في مجالات التكوين والتأهيل والتنمية الجهوية والعدالة الاجتماعية". وقد أدى الجبالي امس الأربعاء، زيارة رسمية إلى برلين تندرج وفق بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة، في اطار "استكشاف مجالات جديدة لتعزيز التعاون التونسي الألماني"، وكانت له خلالها بالخصوص محادثات مع كل من المستشارة انجيلا ميركل ورئيس البرلمان الفيدرالي إلى جانب لقاءات مع رجال أعمال ألمان. وقد عبرت انجيلا ميركل في محادثاتها مع الجبالي عن "استعداد حكومة ألمانيا الفيدرالية لدعم المسار الديمقراطي التونسي خاصة من خلال توفير خطوط التمويل الخاصة بمشاريع تنموية وتشجيع المستثمرين الالمان للتوجه الى تونس" مؤكدة على "أهمية ان تعمل الشركات الالمانية المنتصبة بتونس في ظروف اجتماعية ملائمة". وأبدت ميركل حسب البلاغ الإعلامي لرئاسة الحكومة "اهتماما كبيرا بالتعددية في المشهد السياسي بتونس وبتجربة الائتلاف المدني الحاكم الذي يضم بالاضافة الى حركة النهضة حزبين يساريين". وتطرقت المحادثة كذلك الى مسائل متعلقة بقضايا اجتماعية عامة بتونس. كما تم خلالها التأكيد على اهمية "احترام مبادئ الديمقراطية والحريات العامة بما في ذلك حرية المرأة". وعلى المستوى الأوروبي اعربت انجيلا ميركل عن استعداد المانيا لدعم تونس في علاقاتها مع شركائها الاوروبيين مشيرة من جهة اخرى الى ضرورة تمتين "علاقات الجوار الاورومتوسطية" خدمة للامن والاستقرار في المنطقة والى اهمية تعزيز العلاقات مع بلدان الحوض الجنوبي في اطار "الاتحاد من اجل المتوسط". من ناحيته أفاد بلاغ رئاسة الحكومة أن حمادي الجبالي أكد خلال لقاءاته مع المسؤولين ورجال الأعمال الألمان وفي مقدمتهم المستشارة ميركل حرص الحكومة في تونس على توخي "منهج الحوار" في معالجة القضايا المطروحة على الساحة الوطنية "تكريسا لمبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة". كما أكد على "أهمية التجربة الديمقراطية التونسية" التي قال إنها "تعتبر نموذجية". وأبرز رئيس الحكومة "الارتباط الوثيق بين المسار السياسي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي" مؤكدا "اهتمام تونس الكبير بدعم التعاون مع الجانب الالماني لا سيما من خلال المشاريع الاستثمارية في قطاعي الطاقة والبنية التحتية". كما حث حمادي الجبالي المستشارة الألمانية على "دعم المسار السياسي والاقتصادي التونسي داخل الفضاء الاوروبي باعتبار اوروبا الشريك الاقتصادي الاول لتونس." من جهة أخرى كان لرئيس الحكومة خلال زيارته إلى برلين لقاء برئيس البرلمان الفيدرالي (بوندستاغ) "نوربرت لامرت" كان فرصة لاطلاع المسؤول الالماني على اخر تطورات مداولات المجلس الوطني التأسيسي في ما يتعلق بصياغة الدستور وتأكيد الحرص على الانفتاح في إعداد الدستور على تجارب دول اخرى من بينها المانيا. وفي اطار هذه الزيارة القى حمادي الجبالي بمقر "المؤسسة الالمانية للسياسة الخارجية" محاضرة بعنوان "تونس بلد الياسمين: بعد مرور سنة من الثورة" قدم فيها أمام نخبة من ناشطي منظمات المجتمع المدني الالمانية، بسطة حول ملامح المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن في تونس. وقد عقب هذه المحاضرة حوار ثري تناول محاور من أبرزها المسار الديمقراطي وحرية المرأة وتاثير التيارات الفكرية والاجتماعية المختلفة على المسار الانتقالي بتونس.