كثر الحديث في الآونة الأخيرة وخاصة عبر بعض المواقع الاجتماعية وتحديدا على شبكة «الفايسبوك» عن وجود «مؤامرة» ومخطط كبيرلإسقاط الحكومة الحالية وقد تحدث البعض عن «سيناريو» قاده الاتحاد التونسي للشغل وانطلق بتصعيد وتيرة الإضرابات وهدفه حسب هذه المواقع ليّ ذراع «النهضة» والتمهيد لشن عصيان مدني ومما قد يسهل انقضاض بعض الأطراف على السلطة وقد رأى هؤلاء في زيارة الباجي قائد السبسي وعديد الشخصيات الوطنية ورموز الأحزاب من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية للاتحاد العام التونسي للشغل مؤشرا على وجود شيء ما يحاك ضد السلطة فيما لم يتردد البعض في القول إن بعض الوجوه السياسية تعوّل على اتحاد الشغل لربح معركة المواجهة مع «النهضة» بينما قالت مصادر أخرى ل «التونسية» إن العكس هو الصحيح مشيرة إلى أن الشخصيات السياسية التي زارت اتحاد الشغل ربما ذهبت لتهدئة الوضع. وقال السيد الطيب البكوش الوزير السابق والأمين العام الأسبق لاتحاد الشغل أن زيارته للاتحاد وخلافا لما يروج له كانت بالأساس تضامنية وتمت خلالها الدعوة للحوار وأضاف: «بوصفي الأمين العام السابق وخوفا من تكرار ما حدث في 1977 و1978 وخشية حدوث نفس السيناريو تحدثت مع حسين العباسي الأمين العام للاتحاد وعقدنا جلسة لمناقشة الوضع الحالي وقلت له إن حل هذه «المشاكل» لن يكون إلا بالحوار وبالتالي كانت الزيارة «للنصح» وهي زيارة تضامنية. وحول ما يروج على «الفايسبوك» أوضح البكوش: «لا أتابع ولا أهتم بما يروج على «الفايسبوك» والحديث عن مؤامرة كلام لا معنى له وأغلب الذين شاركوا في المسيرة هم من شتى الأحزاب ومكونات المجتمع المدني والنقابيين". واعتبرالبكوش أنه لا يمكن الحديث عن «مؤامرة» طالما أن الرغبة تتجه نحو مساعدة الحكومة الحالية وانقاذ البلاد من خلال الدعوة للحوار وتقديم "النصح". أما عن فحوى اللقاء الذي جمع السيد الباجي قائد السبسي بحسين العباسي الأمين العام للاتحاد والذي فتح الباب أمام عدّة تأويلات فقد كشفت مصادرنا الخاصة أن السبسي هو قبل كل شيء مواطن تونسي ورجل دولة وقد استاء من التهجم على الاتحاد وخاصة محاولة الاعتداء التي طالت قبر الزعيم حشاد وهو ما جعله يؤدي زيارة خاصة للضريح يومها. وقالت مصادرنا: «استمعنا للحوار الذي دار بين السبسي وحسين العباسي وكان الرجل رصينا كعادته ومواقفه كانت بعيدة عن محاولة التصعيد بل كان يحث على التعقل لكي تتجنب البلاد الدخول في أزمة". ومن جانبه قال محسن مرزوق السياسي والحقوقي وأحد الذين زاروا الاتحاد يومها : «من الغريب أن تتم مهاجمة الناس الذين يسعون للمصالحة بين الاتحاد و«النهضة» من خلال الدعوة للحوار والتعقل". وقال : «نحن نعرف أن هؤلاء الذين يبثون هذه المزاعم هم من أنصار «النهضة» وسيتسببون في خسارة المعركة الأخلاقية لأن ما يروجون له لا يمت للدين بصلة وللأسف من يفتعلون هذه المشاكل سبق وأن هاجموا رئيس الدولة و«حزب التكتل» وحتى الإعلاميين ثم جاء الدور على اتحاد الشغل وعلى «النهضة» التي تضم قيادات عاقلة وفاعلة أن تعمل على لجم هذه الأفواه لأنها محسوبة عليها". واعتبر محسن مرزوق أن زيارته لاتحاد الشغل ووجود مختلف الأحزاب من «التكتل» و«المؤتمر» واليساريين يدل على أنه لا وجود لطيف سياسي واحد في المسيرة وقال: «لا أظن أن يكون كل هؤلاء الحاضرين يتآمرون على «النهضة» فإن كانت زيارة منظمة عريقة كاتحاد الشغل يعتبر «مؤامرة» فماذا سنقول عن زيارة «جون ماكين» واستقباله بالأحضان !؟