زلزال حقيقي عاش على وقعه النجم الساحلي عشية اليوم وهو يستقبل استقالة المدير الرياضي زبير بية من مهامه بعد أن أضحت القناعة راسخة لديه بأن الرياح صارت تسير عكس ما تشتهيه سفينته أو على وجه الدقة بعدما تأكد من من أن الداعم الأول له والمتمثل في رئيس النادي حافظ حميد صار اخر المدافعين عنه والمنسقين معه في اتخاذ القرارات التي ترسم مسيرة فريق الأكابر . النقطة التي أفاضت الكأس تمثلت في انتداب المهاجم الغيني عصمان باري الملقب ب"باتو" فقد كان الاتفاق بين بية والمسؤولين يقضي بتأجيل انتداب هذا اللاعب الى فترة الميركاتو الشتوي سعيا الى مزيد اختباره والتثبت في قدرته على الاضافة لكن المسؤولين سارعوا الى انتدابه والتعاقد معه لمدة 4 سنوات دون استشارة المدير الرياضي والمقصود طبعا زبير باعتباره المعني مباشرة بملف الانتدابات . ما وراء سطور هذا الاتفاق أو العملية التعاقدية المستعجلة قرأ زبير بية الكثير من المؤشرات أهمها أنه لم يعد الرجل القوي في الفريق ولم يعد من صلاحياته الحسم في مسائل كهذه كما فهم أيضا أن مركز القرار تحول فعليا الى رئيس النادي ونائبه شكري العميري وبالتالي أصبح هو مجرد مسؤول لا يختلف عن بقية المسؤولين بما أن الجانب الفني أسند الى منذر كبير والجانب الاداري أصبح من صلاحيات شخصين أخرين . أطراف مقربة جدا من زبير بية أوضحت أيضا أن هذا الأخير أصبح على قناعة راسخة بأن أطرافا مؤثرة جدا حول النادي تدخلت لتعيد شكري العميري من الباب الكبير مع تحجيم صلاحيات المدير الرياضي في خطوة الهدف منها معاقبته (أي زبير بية) على بعض القرارات التي اتخذها ومنها تعيين فريد شوشان في خطة المساعد لخالد بن ساسي. خلفيات الاستقالة لا تتوقف في الواقع على ما ذكرناه فالوضعية المالية ألقت بظلالها أيضا على الاجواء داخل الفريق ناهيك وأن ادارة الجمعية أضحت تصارع لخلاص أجور اللاعبين واضطرت مؤخرا الى استعمال مداخيل مباراة حمام سوسة في هذا الجانب تحديدا وهو ما لا يشجع قطعا على العمل في ظروف مريحة والالتزام بالوعود التي قطعتها الهيئة على نفسها أمام الأحباء ومنها انتداب لاعبين من الطراز الرفيع في غضون شهر ديسمبر المقبل. بية الغير محبوب بعيدا عن الجوانب التي ذكرناها لا بد من الاشارة الى وجود جبهة قوية صلب الفريق ترفض طريقة العمل التي انتهجها زبير بية ولئن تحاشت هذه الجبهة التعبير عن موقفها علانية فان الحقيقة التي لا مناص من الاصداع بها هي أن حافظ حميد وصل الى قناعة راسخة مفادها ضرورة التضحية بزبير بية حرصا على أكبر قدر من التماسك وقد عبر عن ذلك في بعض الأحاديث التي جمعته بعدد من المقربين لكن فاته أن شيئا مما قيل وصل بالفعل الى زبير بية الذي حزم أمره منذ فترة واختار التوقيت الذي اعتبره مناسبا لتسليم وثيقة استقالته من مهامه . كان زبير بية اذن في وضع الشخص غير المحبوب أو غير المرغوب فيه ولم يتوقف الأمر على المسؤولين فعدد من نجوم الفريق وكما أشرنا سابقا لم يكن مرتاحا للحزم المبالغ فيه الذي اعتمده في علاقة ببعض الملفات كتجديد عقد رضوان الفالحي والاخلال بعنصر الانضباط من قبل محمد علي نفخة وعادل الشاذلي اضافة الى التعزيزات التي جاءت قبل غلق باب الميركاتو الصيفي والتي كرست امتيازات كبيرة لحمزة يونس وهيثم مرابط على حساب أبناء النادي . هكذا يعود زبير بية اذن الى المربع الأول أي مربع التعليق الرياضي بعد أن رمى المنديل ولم يتواصل صموده طويلا ...ذلك الصمود الذي جاء تحت ضغط أقرب المقربين من الأصدقاء والثقاة.