انتظمت صباح اليوم بمقر السفارة الأمريكيةبتونس مائدة مستديرة أشرف عليها سعادة سفير أمريكا بتونس السيد غوردن غراي وسعادة السفير السيد ويليام ب . تايلور المنسق الخاص بالتحولات في الشرق الأوسط الذي يحل بتونس كمحطة أولى ضمن زيارته الى البلدان العربية التي تشهد ربيع نسائم الحرية والانعتاق من الاستبدادية الى الديمقراطية ...وقد خصصت المائدة لتقديم المهمة المكلف بها السيد ويليام ب. تايلور الى جانب تسليط الضوء على بعض النقاط وتوضيحها ... السيد ويليام ب. تايلور افتتح مداخلته بالتأكيد على عظيم سعادته بزيارته الى تونس كمسؤول عن المكتب الخاص بالتحولات في الشرق الاوسط وبدرجة الوعي الذي بلغه الشعب التونسي والنضج السياسي وخاصة بعد ما لمسه خلال زيارته امس الى مدينة القيروان اين تحادث مع بعض المواطنين الذين اعربوا له عن انتظاراتهم وتطلعاتهم المستقبلية وخاصة طموحهم الى انجاح انتخابات المجلس التأسيسي التي اعتبرها السيد تايلور الأولى في العالم العربي شفافية ومصداقية ...مبرزا ان تغيير الدكتاتور وحكوماته المستبدة اعطى نفسا جديدا لتونس وشعبها الذي منح حرية التعبير وهو امر ناله الشعب التونسي عن استحقاق وجدارة...مبينا في ذات الصدد أن جميع الدول الصديقة والشقيقة لتونس وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية سيراقب باهتمام كبير وبكل اعجاب هذه الانتخابات التي سيقرر فيها الشعب التونسي مصيره دون تدخل أي طرف ودون تلاعب بالنتائج مثلما كان يحصل سابقا مشيرا إلى ان الولاياتالمتحدة تبدي استعدادها اللامشروط لدعم الشعب التونسي وهي تتابع الانتقال الذي تمر به تونس بانبهار شديد و تستقي منه الدروس ولعل ابرزها ان لكل شعب الحق في تقرير مصيره وحده دون ايّ تدخل اجنبي واشار في حديثه الى ان الولايات ارتكبت سابقا اخطاء في العراق وافغانستان وتعلمت منها...مشددا على ان امريكا تساند الشعب التونسي الذي حاك اولى نسائم الربيع العربي وكلها ثقة في الشعب التونسي بمواصلة مشواره على درب الديمقراطية وستحترم اختياراته خلال انتخابات المجلس التأسيسي الذي سيصوغ دستور يؤسس لحياة سياسية واجتماعية واقتصادية ديمقراطية موضحا ان هذا الدعم يأتي في اطار مساندة تونس في اول مرحلة من الانتقال الديمقراطي... هذا وابدى سعادة السفير ويليام ب. تايلور انبهاره الشديد بالتنظيم المحكم للانتخابات وخاصة استقدامه العديد المراقبين الاجانب وهو دليل لاثبات مدى نزاهة الاقتراع للجميع داخل تونس وخارجها اضافة الى التغطية الاعلامية التي ستحظى بها هذه المرحلة وقد تمت الاشارة الى ان فريق المراقبين سيضم عضوين من الكونغرس ... وفي حديثه عن الدعم الاقتصادي أشار الى ان هناك مشاريع جاهزة في الوقت الراهن ويمكن البدء بتنفيذها مباشرة في حين هناك مشروعان هما قيد النظر من قبل الكونغرس ومن المنتظر ان يتحصلا على الموافقة خلال الاسابيع القليلة القادمة ...حيث افاد بأن فيلق السلام سيعود مكتبه الى تونس واختيار مؤسسة الالفية تونس كعضو سيعزز علاقات التعاون بين البلدين وفي إجابته عن أسئلة الإعلاميين التي تمحورت أساسا حول موقف امريكا في حالة فوز الإسلاميين وطريقة التعامل مع الحكومة المقبلة أكد ان ما ستفرزه نتائج الاقتراع هو تعبير عن إرادة الشعب التونسي الذي تتوفر له حظوظ كبيرة لإنجاح انتقاله الديمقراطي وستلتزم الولاياتالمتحدةالامريكية باختيارات الشعب التونسي وستتعامل مع المجلس والحكومة القادمين بكل ديمقراطية وشفافية...وبشأن زيارة الوزير الاول الباجي قائد السبسي والمغزى منها في هذا الوقت أجاب بأن "الشعب التونسي بأسره مرحب به في واشنطن متى شاء ذلك" واضاف ان الزيارة ليست لها اية خلفيات بل كانت مفيدة حيث تباحث السيد الباجي قائد السبسي مع الرئيس باراك اوباما في عدة مسائل مهمة من شأنها ان تساهم في النهوض بالتشغيل والتنمية الجهوية كما انه يعتبر اعتراف بالجميل من امريكا لتونس وبخصوص تحركات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب والتهديدات التي يشكلها أوضح ان القاعدة لا ترغب في انتقال الدول العربية الى الديمقراطية البناءة اذ هي تعتمد على الارهاب والقتل والترويع وهي ليست طرفا في أي مسار ديمقراطي سلمي وحول زيارته الى دول اخرى فقد أكد ان محطته القادمة هي مصر في حين ستتأجل زيارته الى ليبيا الى وقت اخر الى حين تركيز سفارة الولاياتالمتحدةالامريكية بهذا البلد ... وقد ختم السيد غوردن غراي سفير الولاياتالمتحدةالامريكيةبتونس المائدة المستديرة بتأكيده على ان الولاياتالمتحدة ستقف الى جنب تونس لانجاح مسيرتها نحو الحرية والديمقراطية