لئن أصبحت تونس في نظر البعض رائدة في المجال السياسي بعد تكريسها لمبدأ المناصفة بجميع القائمات المرشحة لانتخابات المجلس التأسيسي، و لئن نوّهت بعض مكونات المجتمع الدولي بهذا الاختيار فإنّ البعض الآخر يرى أنّ وجود المرأة في القائمات الانتخابية لا يعدو أن يكون سوى امتثالا للقانون و استقطابا للآخر حتى أن البعض شبّههنّ بقطع الديكور ! وقد ارتأت "التونسيّة" أن تتطرّق الى الموضوع و ترصد آراء بعض النساء المترشحات بالقائمات الانتخابية بمختلف الدوائر لإبراز مدى وعيهنّ بالمهمّة التي وضعت على عاتقهنّ. الأستاذة "فادرة نجّار" ممثلة عن حزب المؤتمر من اجل الجمهورية و المترشحة الثانية في قائمة تونس 2 أكّدت أنها على دراية تامّة ببرنامج حزبها و انّها بصفتها محامية وعضوا في الاتحاد الدولي للمحامين تدرك قيمة المسؤولية التي وضعت على عاتقها كما افادت أنها شاركت ككل المترشحات من خلال مناقشة النقاط المتعلقة ببرنامج الحزب لتؤكّد أنّ حظوظ المرأة وافرة و لا بدّ لها أن تبرز كفاءتها مؤكّدة أنّ "المجلس التأسيسي فرصة للمرأة لا بدّ ان تبرز من خلالها كفاءتها و قدرتها و جدّيتها". و أضافت أنّ لها مشاركات سابقة في بعض الجمعيات و مكونات المجتمع المدني لكن بسؤالها عن مدى ارتباط العمل الجمعياتي بالعمل السياسي أكّدت انّ الأمر يختلف من حيث الممارسة لتضيف أنّها لم تشارك بصفة فعلية في الحياة السياسية من قبل . و حول تشبيه المترشحات بقطع الديكور أفادت أن الأحزاب الحديثة التي لا تتمتع بشعبية كافية تلتجئ الى مثل هذه الأساليب قصد استقطاب الناخبين و الامتثال لمبدأ المناصفة دون أن تكون لهؤلاء المترشحات دراية كافية بالعملية الانتخابية وبقيمة الدور المنوط بعهدتهنّ. . من جهتها أفادت "رجاء الدالي" المترشّحة بالقائمة المستقلة دستورنا في دائرة بنزرت أنّها ضد فرض مبدأ التناصف وأنّ مشاركة المرأة مرتهنة بالكفاءة و أضافت أنّ وجود بعضهنّ دون إدراك المعنى الحقيقي للحياة السياسية بمثابة المهزلة لتؤكّد أنّها من المدافعات عن حقوق المرأة لكن لا لتهميش المشهد السياسي مضيفة "لست رجعية و لا "نهضوية" فأنا أدافع عن حق المرأة لكن لا لتهميشها و لا لتزيين القائمات بحضورها السلبي". و عن أنشطتها في المجال السياسي أكّدت أنها محامية ومن المعارضات السابقات للنظام البورقيبي . كما أضافت أنّها رجعت من فرنسا سنة 1982 لتنخرط في الأعمال النقابية و الحقوقية كالعمل بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و كانت لها مشاركات مع بعض التيارات التقدمية و الشخصيات المعارضة مثل السيد احمد نجيب الشابي و السيدة سهام بن سيدرين. كما كانت ناشطة بلجنة مساندة العراق و شاركت في مؤتمر القوى الشعبية بالعراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين وهي الآن نائبة المنسق بلجنة حماية الثورة ببنزرت. وأكّدت أن مشاركتها في صياغة البرنامج المتعلق بقائمة دستورنا هي مشاركة فعلية و ليست صورية و أنّه وقعت استشارتها في عديد المسائل. و أشارت السيدة "سلوى والي" المرشحة الثانية في دائرة بن عروس عن حزب الإصلاح و التنمية أنّ انخراطها في الحزب تمّ عن اقتناع و رغبة منها في دخول معترك الحياة السياسية و أنّ وجودها في القائمة كان عن طريق قرعة اعتمدها الحزب في توزيع المترشّحات بالقائمات و أنّه تقع مشاورتها في بعض النقاط المتعلّقة ببرنامج الحزب. هذا و قد نفت بعض المترشّحات أن تكون قد وقعت استشارتهنّ في بعض الأمور فإسلام مترشحة عن قائمة مستقلة بدائرة سليمان صرّحت أنّه لم تقع استشارتها في صياغة برنامج القائمة و انّها لا تناقش أبدا في المواضيع الهامّة لأنّها موجودة بصورة شكلية لا غير ! أمّا نورة المترشحة في قائمة مستقلة بدائرة أريانة فقد أفادت أنّها عندما التحقت بالفريق كان عملها في إطار الإعلام لكنّها فوجئت بوجود اسمها في القائمة دون أن تقع استشارتها كما أضافت انّها لا تفقه الحياة السياسية و لا تعي كيفية خوضها لكنّها أجبرت على التواجد فيها !