تعيش الشوارع التونسية هذه الأيام حركة نشيطة بمناسبة اقتراب العودة المدرسية و الجامعية . و تشهد المكتبات إقبالا كبيرا لاقتناء الأدوات المدرسية كما تعرف السوق الموازية أيضا نفس الإقبال أو أكثر . "التونسية" خرجت للشارع و رصدت أراء المواطنين حول الوجهة المثلى لاقتناء الأدوات المدرسية فكان هذا التحقيق: السيدة "أمال" موظفة استعدت أحسن استعداد لعودة ابنيها إلى الدراسة قالت : "أخيرا تمكنت من توفير كل ما يلزم لدراسة ابني رغم أنني لم أكن أتصور أنني سأتوصل إلى القيام بذلك فالأسعار من نار و يلزمني راتبا جديدا فوق راتبي و لكن ما وفرته لي و لغيري بعض "النصبات" ساهم في نجاح مهمتنا" و أكد السيد "علي" عامل يومي أن ما توفره الأسواق من أدوات ساعد المواطن كثيرا على توفير ما تطلبه هذه العودة من مصاريف طائلة تفوق طاقة التونسي . "الظروف الاقتصادية بالبلاد تشهد مشاكل و هذا ما ينعكس على ميزانية المواطن و لذلك تراه يلتجأ إلى السوق الموازية لتوفير ما يحتاجه أطفاله من هذه الأدوات " السيد "عبد القادر" عامل ببلدية تحدث من جهته بكل حماس عن هذا الموضوع فقال : "هل تعتقدين أنني سأتمكن من توفير الأدوات اللازمة لأطفالي الأربعة من المكتبات ؟ هذا مستحيل !!! لذلك التجأ إلى السوق الموازية .فمصاريف طفل واحد مكنني من اقتناء أدوات أبنائي .أما الكتب فإنني اشتريت بعضها من المكتبات و الباقي كتب قديمة." من جهة أخرى يرى السيد "فريد" موظف بالقطاع الخاص انه لا يمكن أن يتوجه إلى السوق لاقتناء الأدوات المدرسية لأطفاله و أفادنا :" انأ لا اعرف مصدرها و أخاف من تأثيراتها السلبية و ما يمكن أن تفرزه من أمراض.لذلك عمدت إلى اقتناء هذه الأدوات منذ نهاية السنة الدراسية الأخيرة حتى لا تكون المصاريف دفعة واحدة" نفس الشيء ذهبت إليه السيدة "سيرين" موظفة حيث قالت : " رغم أن السوق توفر الأدوات المدرسية بأسعار رخيصة إلا أنها تعتبر خطيرة فهي أولا مجهولة المصدر و يمكن أن تفرز بعض الأمراض عند استعمالها.كما أن هذه الأدوات يمكن أن تكون غير صالحة للاستعمال و بذلك سيضطر الولي إلى إعادة شراء هذه الأدوات من مصدرها الحقيقي و بذلك يتضاعف "المصروف"" السيد "محمد الهادي" يرفض أيضا فكرة اقتناء الأدوات من السوق الموازية حيث أفادنا : " اضطر سنويا إلى طلب تسبقة مع راتبي لأوفر ما يحتاجه أبنائي في العودة المدرسية حتى لا التجئ أبدا إلى السوق الموازية خوفا من الأمراض من جهة و عدم صلاحيتها من جهة أخرى . و عند حصول فلا ينفع الندم فأما المرض يهدد ابني أو أعيد ترتيب ميزانيتي لإعادة اقتناء هذه الأدوات و في كلتا الحالتين تتضاعف المصاريف و الخسارة ".