عاد الترجي الرياضي التونسي من تحوله الى الجزائر بتعادل ضد مولودية المكان في اول تنقلات شيخ الاندية التونسية على درب الاميرة الافريقية وان كان الترجي قد نجح في العودة بتعادل يبدو في ظاهره ايجابيا بالنظر الى اسم وتاريخ المنافس فان جماهير الاحمر والاصفر لم تكن على نفس درجة الرضا بما ان فريقها لم يقدم ما كان منتظرا منه و لم ينجح زملاء الدراجي في بلوغ سقف طموحاتهم وهو العودة بالثلاث نقاط كاملة من ملعب 5 جويلية وتكرار سيناريو الموسم الفارط في ملعب النار والانتصار... الترجي واجه في مباراة السبت الفارط شبح المولودية بما أن بطل الجزائر لم يكن في افضل حالاته وهو الخارج من صراع القاع في الدوري الجزائري بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها و كان قاب قوسين او أدنى من مغادرة مصاف النخبة قبل ان تنقذه نقطة القبائل في الجولة الأخيرة وكانت جل التكهنات تصب في خانة الترجيين للفوز بمباراة حسمت نتيجتها في أذهان اللاعبين قبل ولوج أرضية الميدان غير ان أطوار المباراة جاءت على عكس ما انتظره بطل تونس الذي اكتفى بنقطة يتيمة سنكتشف لاحقا مدى تاثيرها في السباق وان كان المجال لا يزال يسنح بمراجعة بعض الحسابات فان المدرب نبيل معلول بطل تونس في هذا الموسم سيكون على صفيح ساخن في قادم الجولات لانه يدرك جيدا أنه لا مجال للمقارنة بين البطولة المحلية والأميرة الافريقية التي تبقى في كل موسم قبلة الترجيين... نبيل معلول قائد أوركسترا الترجي وضع نفسه دون سابق انذار على فوهة بركان ليس لانه عجز عن تجاوز فريق المولدية ولكن لانه كان سببا مباشرا في فسخ عقد المهاجم المالي درامان تراوري الذي يدرك الجميع سعة امكانياته ومخزونه الفني الرهيب...درامان لم يبلغ في ظهور الأول مع الترجي درجة الكمال لان مروره بمركب الحديقة "ب" لم يكد يمضي عليه الكثير لكنه رغم ذلك ساهم في تتويج فريقه ببطولته الثالثة على التوالي ونجح في هز شباك منافسيه في ست مناسبات كاملة وهو الرقم الذي عجزت عن تحقيقه كل الاقدام الاجنبية الوافدة علينا بعد الثورة... جماهير الترجي تفاجأت بقرار فك الارتباط وساءها كثيرا هذا الانفصال اولا لانها تدرك ان درامان "محرك مازوط" يحتاج الى قليل من الوقت لتفجير طاقاته مثلما كان عليه الامر في السابق مع النادي الافريقي وثانيا لانها بدأت تتلمس في ساحرها المالي مؤشرات توحي بانفجاره بين الفينة والاخرى لكن فلسفة معلول قطعت الطريق امام امنيات المكشخين لتزيغ ابصارهم عن المالي نحو الدبابة الكاميرونية "نجانغ" و الذي لا يعرف عنه شيء سوى انه دبابة بشرية في صفقة فيها الكثير من الحنين الى النيجيري اينيرامو... ما لا يعرفه الكثيرون عن علاقة حمدي المدب بمدرب الفريق نبيل معلول هو ان هذه العلاقة مشوبة بهدوء حذر لان حمدي المدب لم يكن راضيا على استقدام درامان وخالد المولهي والذي جيء بهما الى الترجي بدعوة من معلول الذي كانت بصماته وراء الصفقتين لذلك شكل هذا الثنائي مصدر ازعاج متواصل لمعلول الذي عجز عن ايجاد مخرج العادة وتصدير حجج مقنعة تبرر سعيه للظفر بخدمات هذا الثنائي لذلك سعى للتخلص منهما تدريجيا وبالتالي تحويل الضغط المسلط عليه من طرف المدب الى وجهة أخرى وزاوية جديدة...المولهي لن تطول اقامته اكثر بمركب الترجي ومغادرته باتت وشيكة جدا لان المدب لم يعد يرغب في تواجده بالفريق وهو الذي يستهلك مال الجمعية دون ان يضيف الى المجموعة شيئا... قد يكون درامان تراوري أثقل كاهل الترجيين بالنظر الى جرايته المنتفخة لذلك كان الطلاق شرا لا بد منه لكن لغة العقل عودتنا مرارا بانه لا يجب التفريط في جواد رابح مهما ثقلت موازينه وهو ما يدركه حمدي المدب جيدا وتراوري كان ورقة رابحة في تشكيل الترجي وخروجه قد يدفع ثمنه نبيل معلول وحده لانه أعطى الضوء الاخضر لذلك ولانه كان أيضا وراء قدوم الكاميروني "نجانغ" والذي تبقى مسألة نجاحه مع الفريق في علم الغيب لان الكرة في تونس علمتنا انه لا حقيقة ثابتة... قيمة درامان تراوري واضافته التي كانت ستتضح مع مرور الوقت في الوقت و خاصة مدى تأقلم الوافد الجديد "يانيك نجانغ" مع المجموعة الحالية و جمهور الترجي الذي يخالجه شعور داخلي بانه فقد احدى اهم أوراقه في دوري الابطال ونعني درامان تراوري قد لا يغفر لمعلول زلته هذه وتفريطه في قيمة كروية ثابتة لا يختلف حولها اثنان...