كان لعشاق الطرب الأصيل بمدينتي مونريال والعاصمة الفيدرالية الكندية أوتاوا موعدا مع المطرب التونسي المتميز حسن الدهماني الذي قدم من تونس خصيصا لإحياء حفلين ساهرين وذلك بدعوة من المتعهد ومنظم الحفلات محمد فتح الله. اللقاء الاول لحسن الدهماني مع عشاق الطرب كان بأحد المطاعم اللبنانية الفاخرة بالعاصمة أوتاوا حيث استمتع الحاضرون بباقة من الاغاني الطربية التونسية والمصرية وكانت للحضور اللبناني مفاجأة كبيرة باكتشاف حسن الدهماني واتقانه الموروث الغنائي اللبناني وخاصة الجبلي منه ممثلا في الفنان الراحل وديع الصافي المعروف بصوت جبل لبنان. وقد ابهر حسن الدهماني الحضور بقوة صوته وادائه الجميل مما دفع بالحاضرين الى اعتباره خليفة لوديع الصافي. اما اللقاء الثاني لحسن الدهماني فقد تم تخصيصه للجالية التونسية المقيمة بمدينة مونريال حيث احتضن احد مسارح المدينة الحفل الثاني الذي قدّم خلاله وعلى امتداد اكثر من ثلاث ساعات حسن الدهماني اغاني طربية عربية وأمتع الحضور التونسي بباقة من اجمل الاغاني التونسية العتيقة التي تفاعل معها الجمهور الحاضر أيما تفاعل. وغنى حسن الدهماني للمرحوم محمد الجموسي رائعة «ريحة البلاد» التي تفاعل معها الحضور غناء وتصفيقا. وان لم يقدّم حسن الدهماني أية أغنية من اغانيه فإنه امتع الحاضرين عزفا على العود واداء قويا دفع بهم في الكثير من الاحيان الى الوقوف تحية له. قلة حياء وقد كان ل «التونسية» صباح الاحد الماضي لقاء مع الفنان حسن الدهماني اعرب فيه عن سعادته بالغناء لأوّل مرة في مسيرته الفنية التي فاقت 15 سنة في القارة الامريكية والالتقاء بجمهور تونسي خارج ديار الوطن. وقال حسن ان هذا اللقاء الاول سيكون نقطة عبور لحفلات اخرى اكبر ولعمل آخر له معربا عن سعادته الكبرى بالغناء للجالية العربية عموما والتونسية خصوصا في ربوع القارة الامريكية. و ردا عن سؤال تعلق بأسباب تغييبه رغم النجاحات الكبرى التي حققها قال الدهماني ان الامر وصل الى درجة كبرى من «قلة الحياء» على حدّ تعبيره مشيرا الى ان هناك مافيات تعمد الى تغييب أصوات حقيقية من أجل أصوات أخرى وذلك لتأبيد المشهد الفني التونسي. وقال الدهماني ان هناك تواطؤا اعلاميا مع هذه اللوبيات والمافيات المهيمنة على المشهد الفني في تونس وعملية تقزيم ممنهجة لعدد هام من الفنانين الناجحين معتبرا انه من العيب الاّ يحظى حسن الدهماني بتغطية اعلامية على غرار فنانين تونسيين آخرين او مشارقة وأضاف انه تحصل على كل الجوائز الممكنة من جائزة الاغنية التونسية الى جائزة الاغنية العربية وأنه رغم هذه المسيرة الطويلة والحافلة بالحفلات في أرقى المسارح والمهرجانات فإن هناك من لا يريد لحسن الدهماني النجاح على حدّ تعبيره. و اتهم حسن الدهماني من سمّاهم ب «سماسرة الفن» في تونس بالسعي الى السيطرة على المشهد والعمل على تسويق أعمال مطربين تونسيين وعرب بعينهم. ودعا المشرفين على قطاع الفن في تونس الى ضرورة الضرب على أيادي الساعين الى الهيمنة على القطاع الفني داعيا الى قرار سياسي لتثبيت الهوية الفنية التونسية ومنع الحط من قيمة الفنان التونسى. موضحا ان الفنانين التونسيين استبشروا بالثورة معلقين عليها آمالا في الخروج بالفنان التونسي الى وضعية افضل الا ان الوضع ازداد تدهورا و«اصبحنا نعيش على وقع سماع اخبار فنانين لا يجدون ما يسدون به الرمق ومنهم من مات فقيرا معدما». نقابة ميتة وردا على سؤال تعلق بالدور الموكول لنقابة المهن الموسيقية قال حسن الدهماني انه كان من مؤسسي النقابة رفقة الفنان لطفي بوشناق موضحا ان النقابة «حادت عن الدور الموكول لها وأدخلت الفنانين في مسائل لا تعنيهم بالمرة واصبح حضور النقابة للضمار والتسلية مما جعلها اقرب منها الى الجثة المتحللة التي تبرز في بعض الاحيان على هيئة شبح» حسب قوله. وقال الدهماني ان على النقابة وسلطات الاشراف العمل على بناء هوية حقيقية للفنان التونسي ووضعية مهنية ومعنوية تقيه من الحاجة والضيق موضحا ان الفن ليس مهنة وان هدفه الرقي بالذوق العام داعيا وسائل الاعلام الى دعم الفنانين التونسيين بنشر المخزون الفني التونسي والتقليل من حضور الفنانين المشارقة في البرامج والمنوعات الفنية مؤكدا انه قضى قرابة ثلاثة اشهر في العاصمة اللبنانيةبيروت لم يسمع خلالها الا الاغاني اللبنانية داعيا السلطات التونسية الى دعوة وسائل الاعلام التونسية المرئية او المسموعة الى الاكثار من الاغاني التونسية وذلك للحد من سطوة الفنانين المشارقة على الاذن التونسية . والى اتخاذ اجراءات من شأنها اعلاء قيمة الفنان التونسي داخليا وخارجيا.