موجة حرارة غير مسبوقة تشهدها منذ أيام أغلب مناطق البلاد، مما سبب معاناة يومية للعديد من المواطنين، لا سيما الفئات الاجتماعية المتوسطة والضعيفة التي قد تفتقر إلى الامكانيات المادية المطلوبة للتوقي من ارتفاع درجات الحرارة عبر المكيفات وغيرها من وسائل الترفيه والراحة. ويبقى السؤال المطروح في هذا الإطار هو الآتي: متى تنتهي موجة الحرارة المزعجة صحيا والمكلفة ماديا؟ وهل ستحافظ معدلات الحرارة على منحى ارتفاعها الاستثنائي خلال الأيام المقبلة؟ مهندس الأرصاد بالمعهد الوطني للرصد الجوي، عبد الرزاق الرحال، قال ل«التونسية» إن موجة الحرارة التي اجتاحت تونس مؤخرا ستتواصل إلى غاية يوم السبت المقبل مبينا أنه بداية من مساء هذا اليوم وإلى غاية الأحد، سيتم تسجيل انخفاض نسبي في درجات الحرارة، التي يرجح أن تعود بداية الأسبوع القادم إلى معدلاتها الطبيعية أي ما بين 30 و34 درجة بالمناطق الساحلية وما بين 36 و42 درجة بالمناطق الداخلية. وأوضح ذات المصدر أن معدلات الحرارة بين الأمس واليوم بلغت 47 درجة بالمناطق الداخلية في حين بلغت في تونس الكبرى 42 درجة مؤكدا أنه تمّ تسجيل موجة حرارة مماثلة سنوات 1998 و2003 و2005. ولاحظ محدثنا أنه من المستحسن تعديل المكيفات على 26 درجة مأوية وعدم استعمال آلات الغسيل والمكواة ومجففات الشعر في الفترة الزمنية بين الساعة العاشرة صباحا والثالثة بعد الزوال وذلك لترشيد استهلاك الطاقة. من جهتها طالبت وزارة الصحة، في بلاغ لها أمس، المواطنين وبصفة خاصة المسنين والأطفال بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للتوقي من انعكاسات الارتفاع المُسجل في درجات الحرارة ببلادنا خلال هذه الأيام. وأوصت الوزارة الشرائح المذكورة بملازمة المنزل والبقاء داخل الغرفة الأكثر برودة مع الحرص على فتح النوافذ خلال الليل وإغلاق الستائر خلال النهار لتفادي أشعة الشمس وكذلك تفادي الخروج إلى الشارع في الأوقات التي تشتد فيها درجات الحرارة أي من الساعة الحادية عشرة صباحا إلى الثالثة بعد الظهر. كما نصحت بالاستحمام بماء فاتر أو وضع منديل مبلّل فوق الرأس أو رش الوجه والرقبة والأطراف بالماء المبرد والحرص على شرب الماء بكمية لا تقل عن اللتر والنصف يوميا حتّى في غياب الشعور بالعطش مع تفادي المشروبات التي تحتوى على السكريات والمنبهات على غرار القهوة والشاي، إضافة إلى الحرص على تناول الوجبات التّي تحافظ على الأملاح المعدنيّة وتجنب المجهود البدني المفرط وتمكين الجسم من الراحة بأخذ نصيب من النوم في القيلولة في مكان بارد ومظلم به تهوئة كافية.