لولا العثرات المتتالية التي مر بها في الأمتار الأخيرة من مرحلة الذهاب بعد الإستفاقة التي حققها في الجولتين الماضيتين لكان موقع فريق بوقرنين أفضل مما هو عليه الان. استفاقة الهمهاما لم تكن متوقعة خاصة بعد انسحاب المدرب جرار بوشار مباشرة بعد المهازل التي حفت بمباراة النجم التي تم تأجيلها تحت غطاء دواعي أمنية لكن القانون و الحقيقة يؤكدان عكس ذلك.رحيل الفرنسي جرار بوشار لم يؤثر على مسيرة الفريق بل بالعكس فبعد أن تم منح المسؤولية لابن الدار معين الشعباني لتولي مهمة الإشراف على الدواليب الفنية للهمهاما تحسنت النتائج وحقق خلالها الفريق انتصارين متتاليين خارج القواعد على حساب فريقين صعبا المراس على ميدانهما وأمام جماهيرهما .فالإنجاز الأول لزملاء وليد المسعودي كان بفوز مستحق ضد جمعية جربة الذي زادت هذه الهزيمة في تعميق جراحه و آلامه و نقولها صراحة أمام مسيرته المتواضعة هذا الموسم بات واضحا أن فريق جمعية جربة قد فقد نسبة كبيرة من أمل البقاء في «الناسيونال». أما الإنجاز الثاني للهمهاما هو عودتها بثلاث نقاط ثمينة على حساب فريق الستيدة بعد أداء و مردود جيد لابناء المدرب معين الشعباني و ذلك باعتراف حتى من مسؤولي «القوابسية» أنفسهم الذين أكدوا أن الهمهاما لم تسرق انتصارها بل كان عن جدارة واستحقاق وما دمنا نتحدث عن الملعب القابسي لا يجب أن نمر دون أن نذكر ما قام به اهالي مطماطة مع الفريق حيث ألح علينا رئيس فرع كرة القدم طلال بن مصطفى تبليغ كل تشكراته خاصة لنزل ديار بربر وذلك على حفاوة الإستقبال التي لقيها الفريق من قبل كل العاملين في هذا النزل . وفي ظل هذا النسق المتبوع بإيقاعات النتائج الإيجابية التي سجلها نادي حمام الأنف يمكن القول أنها جاءت في وقتها لتعيد الثقة للاعبين و المسؤولين أيضا، ما ينبئ بمسيرة واعدة للهمهاما في الجولات السبع المتبقية رغم أنها تحمل في طياتها رهانات صعبة المنال خاصة أن الجولة القادمة ستستقبل فيها الهمهاما فريق باب الجديد الذي استرجع الزعامة في الترتيب وأيضا في الجولة الموالية ستتحول إلى قفصة لملاقاة فريق قوافل المكان الذي من المؤكد نظرا لوضعيته الصعبة في الترتيب سيضع كل ثقله في مباراته ضد الهمهاما خاصة وأن مدار هذه المواجهة ستكون على أرضه و أمام جماهيره...و بالنظر للعمل الكبير الذي يقوم الإطار الفني و المسؤولين في الفريق فإن كل المؤشرات توحي بأن نادي الضاحية الجنوبية قادر على الخروج من هذه الرهانات بأخف الأضرار وإن تجاوز زملاء العربي الماجري هذين المواجهتين بسلام يجوز لنا القول بأن موسم 2014 - 2015 بالنسبة للهمهاما يبقى مغايرا تماما مقارنة بالمواسم الماضية التي عرفت فيها صراعها المتواصل لاخر جولة من أجل البقاء. تقصير على إثر وفاة اللاعب السابق و ابن نادي حمام الأنف بشير رزق الله في سن الستين والذي لقي حتفه إثر سكتة قلبية سقط خلالها أرضا في أحد الشوارع وسط مدينة حمام الأنف، ولئن شهد موكب جنازة الفقيد حضور عدد من مسؤولي نادي حمام الأنف فإنه باستثناء حضور اللاعب العربي الماجري في الجنازة لم نسجل تواجد أي لاعب اخر وهو ما اثار استياء العديد من المقربين من المرحوم بشير رزق الله المعروف ب«ديوة» نظرا للزاد الكروي الكبير الذي كان يملكه عندما كان لاعبا في مواسم السبعينات وكان يتميز بتسديداته القوية فضلا عن كونه كان لاعبا يضرب به المثل من حيث الإنضباط و احترامه للطرف الآخر.هذا وقد كانت «التونسية» قبل وفاته قد نشرت أخبارا عن حالته الصحية ابان خروجه من المصحة .رحم الله الفقيد وتقبله برحمته الواسعة وأسكنه فراديس جنانه «إنّا لله و إنّا إليه راجعون»