تونس فوق الأحزاب والأشخاص الشعب أعطانا الأولوية وليس الأغلبية
اعرب الباجي قائد السبسي رئيس حركة "نداء تونس" عن اعتزازه بالثقة التي وضعها الشعب التونسي في حركته خلال الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الاحد 26 اكتوبر الماضي، داعيا في ذات السياق جميع الاطراف الى الافتخار بالشعب التونسي والاستفادة من الدروس التي قدما للعالم باسره. وبين الباجي قائد السبسي ان تاريخ 26 اكتوبر ينبئ بمستقل طيب. وشدد السبسي في حوار خص به قناة "نسمة" ليلة امس، على ان تونس اظهرت للعالم ان التونسي و"العربي" قادر على الاحتكام للصندوق بكل ديمقراطية، متوجها الى الاطراف التي لم تسعفها الانتخابات للفوز بالمرتبة الاولى بدعوة الى عدم الخجل بل الى الافتخار بما حققته تونس. وقلل الباجي قائد السبسي من المخاوف التي اطلقت في الاونة الاخيرة من تغول حركة "نداء تونس" على السلطة قائلا :"مسألة التغول اطلقت لغاية في نفس يعقوب..الشعب اعطانا الاولوية وليس الاغلبية ونحن فهمنا الدرس الذي قدمه شعبنا الحكيم..وهناك من يلينا في المركز الثاني بنسبة لا باس بها..ويلزم ان تكون لنا نظرة تواضع ". اما عن علاقته ب"النهضة" وبرئيسها راشد الغنوشي فقد قال الباجي قائد السبسي ان "النهضة" منافس وليست خصما أو عدوا مشيدا بشكل غير مباشر بالتهاني التي تقدم بها له راشد الغنوشي عقب انتصار "نداء تونس" وتابع قائلا:"هذا مشهد حضاري ..النهضة ليست عدو..وعلاقتي بالغنوشي تقوم على الاحترام ولن نتجاهل النهضة وهذه هي تونس..". وابرز زعيم حزب حركة "النداء" انه لن يكون رئيسا للحكومة القادمة بما انه مترشح للانتخابات الرئاسية، ودعا الحكومة الى التشاور مع جميع الاطراف وعدم احتقار اي طرف سياسي حتى وان لم يكن في الحكومة. وفي رده على امكانية استمرار الحوار الوطني والرباعي الراعي له ، اجاب السبسي :"لدي مآخذ على الرباعي الراعي للحوار ولن انكر الدور الريادي والتاريخ الذي قام به ..وتونس لديها عدة مشاكل تستوجب الحوار..والحكومة القادمة لن تكون لها عصا سحرية .." وعلق السبسي على المبادرة التي اطلقها مصطفى بن جعفر المترشح لرئاسة الجمهورية والرامية الى التوافق حول مترشح واحد للرئاسية، وسهام النقد التي وجهها بن جعفر له قائلا:"اعرف الدكتور بن جعفر جيدا والكلام الذي قاله ليس كلامه وانا اسامحه على كل ما قاله ضدّي واتفهم الظرف الذي قال فيه ذلك الكلام ..اود ان اقول ان المستقبل في حاجة للجميع بن جعفر والمرزوقي والحامدي وغيرهم وانا شخصيا لن اتخلى عن اي طرف ..والرئيس سيختاره الشعب و"إلي يحسب وحدو يفضلو" ...". وعقب مذكرا بان تونس فوق الاحزاب والاشخاص وان حكاية الرئيس التوافقي ليست سليمة قانونيا وفيها نوع من المناشدة على حد تعبيره. وعن علاقة رئيس الدولة برئيس الحكومة مستقبلا وضرورة ان يكون اقتصاديا، اوضح رئيس حركة "نداء تونس" ان العلاقة بين الرئيسين يجب ان تكون علاقة توافق وتشاور وانسجام مضيفا ان رئيس الدولة لا يجب ان يكون بالضرورة اقتصاديا مستدركا :" رئيس الدولة ليس من مشمولاته الملف الاقتصادي انما هو مطالب باعادة هيبة الدولة وتمثيل الدولة وتجميع كل التونسيين واعادة ضبط سياستها الخارجية من انفتاح على اوروبا والغرب والمغرب والعالم العربي قائلا :"هذا منغير ما نكيلو بالوافي والدخول كطرف بين دول متنازعة او متصارعة..وهنا لابد من الاشارة الى تونس تمتلك خبرات ديبلوماسية عالية". وثمن الباجي قائد السبسي عمل حكومة مهدي جمعة وحكومة علي العريض على تعاونهما مع الجزائر للتصدي للارهاب وضبط الحدود داعيا الشعب والخارج الى دعم جهود مواجهة الارهاب قائلا :"لدينا مشكلة حقيقة هي الارهاب فتونس ليست لديها تقاليد ارهاب ..تونس كانت داهش وحان الوقت للاستفاقة من الدهشة ..". وعن رمزية اطلاق حملته الانتخابية من المنستير بجوار ضريح الزعيم الحبيب بورقيبة، قال السبسي ان في ذلك رد اعتبار وعرفان بالجميل للزعيم بورقيبة الذي قال عنه انه تتلمذ على يديه وخير رد على من حاول طمس تاريخ بورقيبة وما حققه لتونس. وختم السبسي مجددا تاكديه على عدم نية حزبه التغول على داعيا الجميع الى العمل من اجل اعلاء مصلحة تونس واعادة الاشعاع لها.