قال مصطفى بن جعفر، رئيس المجلس الوطني التأسيسي في حوار له في صحيفة «الشرق الاوسط» أن البدء في اعداد الدستور لا ينبغي ان يحسب من يوم اجراء الانتخابات (23 اكتوبر 2011) مشيرا الى أن التجاذبات السياسية ساهمت في تعطيل أعمال المجلس خاصة وأن إعداد الموازنة التكميلية والنظام الداخلي المنظم للسلطات استغرق عدة أشهر. واعتبر بن جعفر نسق إعداد الدستور عاديا، إن لم يكن سريعا، بالرغم من التجاذبات الموجودة داخل المجلس التاسيسي مشيرا الى انه يمكن تسريعه محملا في ذلك المسؤولية لبعض النواب في المجلس الذين يطرحون اشكاليات لا محل لها من الاعراب على حد تعبيره. وقال بن جعفر «ليس هناك قاعدة دستورية أو منطقية تبرر تجاوز صلاحيات المجلس الوطني التأسيسي، أو تحله أو تغير طريقة عمله، فهناك كتل نيابية، ونظام داخلي، وشرعية مستمرة إلى حين الانتهاء من الدستور، وتنظيم انتخابات جديدة، وفي إطارها فليتنافس المتنافسون، ومن خلالها نعرف مجددا حجم كل طرف». وعن حركة النهضة قال مصطفى بن جعفر :«النهضة لديها علاقاتها، وهي توظفها في خدمة تونس، وقدمت تنازلات كبيرة من أجل التوافق في تونس». وأضاف «أن الذين يخافون النهضة لا يثقون في أنفسهم، فحزب حركة النهضة حزب نجح في الانتخابات، وقد يحقق النجاح نفسه في الانتخابات المقبلة أو أفضل، أو أقل. وقال إن النهضة حزب سياسي له انتشار شعبي لا ينكره أحد، ولا بد من التعامل معه من هذه الزاوية….وحركة النهضة حزب أغلبية وأثبتت أنها قادرة على تقديم التنازلات سواء فيما يتعلق بصياغة الدستور، أو تشكيلة الحكومة الجديدة، حيث تنازلت عن وزارات السيادة، وتركيزها على مدنية الدولة، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حركة النهضة قادرة على تفهم الأوضاع والأخذ بعين الاعتبار مستلزمات المرحلة». وأكد بن جعفر أنه يحبذ حل الخلافات سواء كانت حزبية أو في إطار الساحة السياسية،في اطار التشاور والحوار الداخلي وليس بالظهور الاعلامي ولتمثيل أمام الكاميرات، مشيرا الى ان هذه الطريقة اثبتت نتائجها السلبية جدا، ولم تنجح في حل مشكلات الشعب التونسي كالأمن والاستقرار والفقر والبطالة والتهميش. واعتبر أن ذلك مسؤولية كل الأطراف السياسية،خاصة أن البعض يزعمون بأن البلاد ستصطدم بجدار،وهو ما أساء لتونس وجعل السياح والمستثمرين ينفرون منها. وجدد تشكيكه في الأسس التي قام عليها حزب «نداء تونس» برئاسة الباجي قائد السبسي قائلا: «هناك مخاوف حقيقية من أن يكون بوابة لعودة التجمعيين، المتورطين في الفساد، والعدالة الانتقالية هي التي ستفرزهم، ونحن أول من نبه إلى الثورة المضادة». واستبعد بن جعفر أن يكون حزب نداء تونس بديلا لحركة النهضة. وقال إن «نداء تونس» ليس لديه برنامج، بل ان برنامجه مبني على أنه ضد النهضة. والشعب يعرف تاريخ كل طرف سياسي، وماذا كان يفعل قبل الثورة، والقوى التي لا تعادي أحدا هي المرشحة لقيادة تونس لأنها ستمنع التصادم بين التونسيين».