انهارت أمس الهدنة التي ترعاها القاهرة بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لحظات بعد انتهاء مدتها التي استمرت ثلاثة أيام،حيث استأنفت المقاومة إطلاق الصواريخ على عدد من المدن الإسرائيلية في حين ردّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدفعي وغارات جوية على مناطق متفرقة من القطاع، مما أدى إلى استشهاد 5 وإصابة العشرات في تصعيد يبدو «محسوبا» قد لا يخرج من اطار سياسة الضغط التي يمارسها كل طرف لتحقيق مطالبه. و بينما أكدت القاهرة مواصلة جهودها للتوصل الى وقف تام لإطلاق النار, انسحب الوفد الاسرائيلي من المفاوضات فيما أوعز بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني وموشي يعلون وزير حربه, للقوات الاسرائيلية التي أعادت انتشارها على تخوم قطاع غزة, بتوجيه ردّ قاس للقطاع, في حين أعلن مسؤول اسرائيلي أن تل أبيب لن تقبل بالتفاوض تحت النار. وقد أعلنت «سرايا القدس» - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي -، وألوية الناصر صلاح الدين - الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية - أنهما قصفا عسقلان وكيسوفيم، وذلك مع انتهاء الهدنة المؤقتة في قطاع غزة. وتوعدت فصائل المقاومة الكيان الصهيوني بالمزيد من الهجمات الصاروخية ما لم تقبل بكل الشروط التي نقلها الوفد الفلسطيني الى القاهرة. وفي بيان لها تبنت سرايا القدس إطلاق ثلاثة صواريخ وقالت: «في إطار عملية البنيان المرصوص قصفت سرايا القدس عسقلان بثلاثة صواريخ من نوع غراد». كما أعلنت قصف مجمع أشكول بخمسة صواريخ، وموقع ناحل عوز العسكري شرق مدينة غزة. كما قالت سرايا القدس إن إسرائيل أنهت الهدنة المؤقتة برفضها مطالب المقاومة وأنها تتحمل مسؤولية ذلك, بينما قالت ألوية الناصر صلاح الدين إنها أطلقت صاروخين من نوع «غراد» على عسقلان، واعتبرت في وقت سابق أن الساعات القادمة حاسمة، ولفتت إلى أن مقاتليها أعلنوا حالة الاستنفار. وكان مصدر ديبلوماسي مصري أعلن أول أمس أن اسرائيل قبلت «مبدئيا» بمعظم شروط الوفد الفلسطيني المفاوض بإستثناء 3 شروط منها اعادة فتح مطار غزة وبناء ميناء بحري واعادة فتح الطريق البري بين غزة والضفة الغربية والذي كان قائما في السابق. وفي تطور على صلة بإنهيار الهدنة, يعيش سكان القطاع حالة من الترقب والحذر والتأهب والاستعداد التام لأي تطورات يمكن أن تحدث خلال الساعات القليلة القادمة, وقد بدأ آلاف الفلسطينيين في مغادرة بيوتهم في المناطق الشرقية من مدينة غزة خوفا من تجدد الضربات الإسرائيلية.