ذكرت مصادر طبية من المستشفى الجهوي بالكاف أن امرأة حبلى أصيلة الجهة كان قد تم قبولها بقسم التوليد توفيت مساء السبت الفارط في مستشفى وسيلة بورقيبة بالعاصمة بعد تعقيدات صحية مستمرة ناتجة عن وفاة جنين في بطنها. وقال الدكتور كريم النايلي بمستشفى الكاف ل «التونسية» إن الإطارات الطبية في الكاف قدمت كل الإسعافات اللازمة لهذه المرأة رغم استمرار الوضع الكارثي في المستشفى والمتمثل في النقص الفادح على كل المستويات، سواء كان في الإطارات أو المعدات، حيث يوجد طبيب توليد وحيد لأكثر من 300 ألف ساكن، يساعده طبيبان متربصان مقيمان. وأضاف زميله دكتور الإنعاش خالد الجزيري أن المرأة البالغة من العمر 32 عاما جاءت إلى مستشفى الكاف رفقة زوجها، وأنّ الفريق الطبي اكتشف أن الجنين قد توفي منذ أيام في بطنها، وأنه قد بدأ يتحول إلى مشكل خطير على صحتها، ويسبب لها مضاعفات تهدد حياتها، وإزاء ذلك الوضع، تولى الأطباء توجيهها على عجل إلى مستشفى وسيلة بورقيبة، حيث تم فحصها ثانية، وبذل الأطباء جهودا كبيرة لإنقاذها لكن دون جدوى. وقال الدكتور كريم النايلي إن زوج المرأة المتوفية رافق زوجته والإطارات الطبية في مختلف مراحل هذه الحادثة الأليمة، وأنه عبر عن امتنانه لهم خصوصا حين تم نقلها إلى مستشفى وسيلة بورقيبة، وقد أقر الطبيبان النايلي والجزيري بالنقص الفادح في الإطارات والمعدات مؤكدين انه لا علاقة لوفاة هذه المرأة بهذا النقص. وذكر بعض أهالي هذه المرأة الشابة أن وفاتها كانت نتيجة النقص الفادح في الأطباء والتجهيزات بمستشفى الكاف، بعد استقالة البعض وإيقاف البعض الآخر تحفظيا في قضية تأمين حوادث المرور التي أدت إلى إيقاف عشرات الأشخاص في ولاية الكاف. وسريعا ما سرى الخبر في الجهة، خصوصا أن مستشفى الكاف قد شهد في السابق حالة مماثلة تمثلت في وفاة امرأة حبلى بسبب غياب طبيب توليد، وقد تلت ذلك عدة تحركات احتجاجية على ما آل إليه وضع الصحة في الولاية وخصوصا نقص عدد الإطارات الطبية المتخصصة، كما أن الانتدابات التي أجرتها وزارة الصحة في المدة الأخيرة لم تمنح ولاية الكاف أي طبيب. وكانت «التونسية» قد نشرت مقالا مطولا عن تكوين لجنة من أطباء ممثلين عن نقابات الأطباء في الكاف والكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف ونائبه وعدد من مكونات المجتمع المدني وذلك للتفاوض مع وزير الصحة حول تطوير الخدمات الصحية في الولاية بدءا بانتداب الأطباء وصولا إلى إنجاز المركب الصحي وكلية الطبية التي وعدت بها الحكومة في السابق. غير أن هذه اللجنة التي التقت وزير الصحة عادت بخفي حنين.