(أحمد فضلي) يبارح يوم الجمعة محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية مطار تونسقرطاج، ضمن وفد يضم عددا مهما من رجال الاعمال وممثلين عن هيئات وقطاعات مهنية وبنكية للقيام بجولة افريقية تقوده الى كل من مالي والتشاد والنيجر والغابون.و ستركز زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له على عدة نقاط جوهرية تتعلق اساسا بالملف السياسي والامني وخاصة الملف الاقتصادي الذي سيحظى بنصيب الاسد، خصوصا وأن الديبلوماسية التونسية في شقها الاقتصادي باتت تبحث منذ ثورة 14 جانفي 2011 عن اسواق جديدة وقطاعات محدثة. وستستهل الجولة الافريقية بزيارة مالي اين سيلتقى رئيس الجمهورية ابراهيم بوبكر كايتا رئيس الجمهورية المالية قبل ان يتحول الوفد الى النيجير ثم الى التشاد واثر ذلك الى الغابون على ان يتحول في ما بعد الى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة الافريقية. وفي تصريح خصّ به «التونسية» حول الجولة الافريقية والاهداف المرجوة منها اكد انيس الجزيري المستشار الاقتصادي لدى رئيس الجمهورية، ان هذه الزيارة تتنزل في اطار الاولوية التي منحها رئيس الجمهورية للبعد الافريقي في السياسة الخارجية وعميق الاهتمام بالحضور الديبلوماسي في القارة السمراء بدرجة اولى وبدرجة ثانية تنويع الشراكات والبحث عن أسواق جديدة الى جانب تدعيم العلاقات مع الشركاء التقليديين المتمثلين بالاساس في الاتحاد الاوروبي بنسبة 72 %. وتابع المستشار الاقتصادي برئاسة الجمهورية: «اليوم افريقيا محل اهتمام عديد الدول على غرار تركيا والصين والمغرب، نتيجة ما حققته من نسب نمو متقدمة حيث بلغت 5% سنة 2013 وتؤكد التوقعات بلوغها نسبة 6% مع سنة 2015 كما ان من بين كل 10 بلدان في العالم تحقق نسبة نمو مماثلة هناك 6 او 7 دول من القارة الافريقية على غرار ساحل العاجوالغابون..وزيارة الدولة الى البلدان الافريقية تحمل عدة رسائل اولها البعد السياسي لنظهر للعالم ان تونس مهتمة ببعدها الافريقي بقيادتها لوفد رفيع المستوى مؤلف من رجال اعمال ومؤسسات وطنية وبنكية ومؤسسات تعليمية وصحية، الرسالة الثانية هي رسالة امنية بما أن الدول التي سنزورها هي دول تتقاسم الحدود مع المغرب العربي وبالتالي فأمننا مشترك..والرسالة الثالثة والمهمة هي الملف الاقتصادي الذي سيحظى بجانب كبير من المحادثات في ظل حضور رجال الاعمال في شتى المجالات وممثلين عن مؤسسات وطنية وحكومية واخرى خاصة وبنكية وصحية وتعليمية..نحن في رئاسة الجمهورية نسعى الى فتح ابواب الاستثمار في الدول الافريقية والرفع من نسب التصدير ...اليوم توجد 612 مؤسسة تونسية تستثمر في افريقيا بمبلغ 640 مليون دينار من الصادرات..وهناك اقتناع تام بأن السوق الافريقية سوق واعدة ونحن قادرون على مضاعفة ذلك عشرات المرات» وفي رده على سؤال «التونسية» تعلق بفتح خطوط جوية جديدة نحو الدول الافريقية وتشجيع المستثمرين والتقليص من مخاوفهم ازاءها والترفيع من عدد الطلبة الافارقة بتونس والعكس، قال المستشار الاقتصادي : «سيرافقنا ممثلون عن الخطوط التونسية ونحن نبحث عن تدعيم وفتح خطوط جوية مباشرة مع الدول الافريقية الصديقة والشقيقة.. بالنسبة للمخاطرة فما علينا الا القيام بها وهي مخاطرة محسوبة وان شاء الله سنتابع مستثمرين وندعمهم..اما عن التعليم العالي فنحن نسعى إلى دراسة الموضوع وسنقدم تسهيلات للطلبة الافارقة حتى يدرسوا في تونس ويكونوا خير سفراء لها عند عودتهم الى مواطنهم الأصلية...» وسيسجل الوفد المرافق مشاركة اتحاد الاعراف واتحاد الفلاحة والصيد البحري وكنفيدرالية المؤسسات والمواطنة وغرفة الصناعة والتجارة وعدد من المؤسسات البنكية على غرار «بنك تونس العربي الدولي» وبنك «الزيتونة» و «أمان بنك» و «بنك الاسكان» وتأمينات ستار ومجمع الوكيل ومجمع بوزغندة والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع الماء والشركة التونسية للكهرباء والغاز وغير ذلك من المجمعات والمؤسسات المختصة في البنى التحتية والتجهيز والتأثيث والمصحات الخاصة..