هو اسم كبير في دنيا كرة القدم العالمية ومن النجوم الحقيقيين الذين عملوا في بلادنا على عكس الأسماء النكرة التي اكتسحت بطولتنا وأنديتنا... يعد بدون شك أحد اللاعبين الذين أحدثوا ثورة في كرة القدم العصرية في السبعينات من خلال تطوير وتغيير كامل في خطة وآداء المدافعين المحوريين مدخلا عنصري الأناقة والفنيات على مردود الليبيرو، وما اختياره مؤخرا من طرف « الفيفا» كأحد عمالقة اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم عبر تاريخه وتخصيص الصفحة الأولى لموقعها الرسمي لإجراء حديث مطول معه إلا دليلا قاطعا على طينة الرجل وقيمته وكفاءته والخدمات التي قدمها في عالم الجلد المدوّر. كمدرب في بلادنا هو صاحب البطولة الوطنية في الموسم الفارط مع النادي الصفاقسي وهو اليوم صاحب الطليعة مع الترجي الرياضي وقريب جدا من لقب جديد بل يمكننا القول بأنه صاحب بطولة هذا الموسم بالنظر إلى الفارق الشاسع في النقاط الذي يفصل الترجي الرياضي عن اول ملاحقيه في الترتيب العام وهذا ما يؤكد كفاءته وقيمته كمدرب متخصص في التتويج بالألقاب. بالنسبة للترجي الرياضي ومنذ زمن طوني بتشنزاك هو بدون منازع أفضل مدرب أجنبي حل بحديقة الرياضة «ب» حيث حقق مع الأحمر والأصفر إلى حد الآن مسيرة إيجابية موفقة وناجحة إلى أبعد الحدود على أكثر من صعيد يمكن اعتبارها مثالية سنأتي على مراحلها بكل الجزئيات ، وهذا المشوار الرائع لهذا الفني الكفء نفهم به أسباب الغضب الشديد وردة الفعل القوية التي انتاب الصفاقسية بعد تحوّله من عاصمة الجنوب إلى العاصمة. هذه هي باقتضاب شديد المقدمة التي تفرض نفسها للحديث على فترة وحقبة الهولندي رود كرول مع فريق باب سويقة والإضافة الكبيرة والواضحة التي قدمها للترجي الرياضي على مستويات مختلفة سواء الفنية أو المتعلقة بالنتائج أو كذلك الخاصة بالإنضباط بوصفه شرطا أساسيا من شروط تألق أي فريق في أي رياضة كانت. نجاح كامل على مختلف الواجهات الترجي الرياضي يلعب ككل سنة على ثلاث واجهات وهو مطالب بالنجاح فيها جميعا مما يفسر حجم الضغوطات التي تعيشها أطرافه في كل أسبوع وبمناسبة كل لقاء بدون استثناء وعلى رأسها الإطار الفني المطالب في كل مرة بالفوز والإقناع في نفس الوقت. فريق باب سويقة مع رود كرول يمكن اعتباره من الآن صاحب بطولة هذا الموسم وهو لقب « هرب» عن حديقة الرياضة «ب» في الموسم الفارط على يد هذا المدرب الذي يملك قسطا كبيرا ومساهمة فعالة في تتويج « السي آس آس»« بالنسر... الأحمر والأصفر اجتاز الدورين الأول والثاني لكأس رابطة الأبطال الإفريقية بثبات بل بامتياز وذلك بانتصارات عريضة وساحقة على أرضه ونتائج إيجابية خارج تونس وهي أدوار لم تكن كالسنوات الفارطة سهلة على الفرق الكبرى التي تعودت اللعب من أجل اللقب بدليل « سقوط» صاحب اللقب فريق الأهلي وغياب بعض الأسماء الأخرى عن دور المجموعات الذي يسجل حضورا مفاجئا لبعض الأندية مما يفسر من جهة تطور وتحسن العديد من الفرق ومن جهة أخرى تقارب المستوى... في سباق الكأس اجتاز الترجي الرياضي عقبة الأولمبي الباجي بنجاح وبسهولة كبيرة مؤكدا نيته كذلك على لعب الأدوار الأولى في هذه المسابقة. وفي كلمة نجح كرول إلى حد اليوم في تحقيق كل الأهداف التي سطرتها العائلة الترجية في هذا الموسم. الرجل لم يعرف طعم الهزيمة مع الأحمر والأصفر الأجمل من تحقيق الأهداف هي الطريقة التي يتم بها الإنجاز ويجتاز بها كل فريق العقبات التي تعترضه، وفي هذا الصدد لم يذق الهولندي مع الأحمر والأصفر طعم الهزيمة جانيا النتيجة الإيجابية تلو الأخرى في كل المقابلات تقريبا ما عدا بعض العثرات المقبولة والمبررة التي يمكن أن تعرفها كل النوادي في العالم... هو الآن في صدارة ترتيب البطولة الوطنية وقاب قوسين أو أدنى من التتويج بعد سلسلة طويلة من النتائج الإيجابية أهمها تلك التي تحققت خلال المواجهات المباشرة مع الأندية التي تتنافس مع الترجي الرياضي على اللقب بداية بالتحوّل إلى سوسة والخروج بتعادل مرضي كثيرا أمام فريق عائد إلى الإنتصارات وهي نتيجة أبقى بها الأحمر والأصفر على حظوظه كاملة ثم جاء دربي العاصمة ضد الإفريقي الذي كان يشكل المنعرج الأول للبطولة واجتازه الهولندي بامتياز منتصرا عن جدارة واستحقاق وذلك قبل موعد الحسم في صفاقس الذي رشحه كل الفنيين والملاحظين بنهائي البطولة والذي نجح فيه كرول كأفضل ما يكون حاسما مصير اللقب حينها بفوز ثمين في غاية من الأهمية لا للترجي الرياضي فحسب وإنما خاصة على الصعيد الفردي للهولندي الذي لم ينجو من الإنتقادات والتقزيم بما في ذلك التكهن بالخروج من حديقة الرياضة «ب» بسرعة وفي أقرب الأوقات وهي اتهامات أجاب عليها رود كرول على الميدان مبرزا حرفيته الكاملة وكفاءته الكبيرة . الترجي الرياضي مع كرول لم يذق طعم الهزيمة قاريا على الرغم من التحولين المحفوفين بالمخاطر في كينيا ومالي منتصرا في الأول ومتعادلا في الثاني ليعلن الأحمر والأصفر عن محافظته على نفس مكانته في هذه المسابقة وقدرته على التنافس مجددا على اللقب بعد خروج البطل منذ الأدوار الأولى. أما في سباق الكأس وعلى الرغم من أن عملية القرعة وضعته خلافا لبقية الأندية « الكبرى» مع فريق من الرابطة المحترفة الأولى تمكن « ترجي كرول» من تحقيق فوز عريض ومستحق بقي بفضله في السباق منجزا المهم في كل الإلتزامات التي اعترضته إلى حد اليوم دون تكبد ولو هزيمة واحدة رغم التحولات العديدة والصعبة التي قام بها. تعديل رفقة لومار كفة المدرب الأجنبي رود كرول يعد مع روجي لومار أكبر الأسماء الأجنبية العاملة في تونس كمدربين على رأس أنديتنا، فهذان الرجلان لهما تاريخهما الكبير في عالم كرة القدم في العالم ويعد وجودهما في بلادنا مكسبا هاما لكرتنا التي كانت ولا تزال مع الأسف الشديد مرتعا لكل من هب ودب من الخارج بدون تجربة ولا خبرة ولا كفاءة تفيد الفرق والكرة التونسية ... لقد تهمش المدرب التونسي « المسكين» بسبب اكتساح « النكرات» الأجانب في عالم التدريب لبلادنا وأنديتنا في مختلف المجالات والأصناف إذ يكفي « لبو برطلة» أن يكون بحوزته « ديبلوم» ما لتفتح له نوادينا بما فيها « الكبرى» أبوابها وتمنح له المسؤوليات و« الكارط بلونش» ليرتع مثلما يشاء « بالبعلي والرعواني» وهذا هو الداء الذي تعاني منه كرتنا منذ أعوام وهو يستفحل أكثر فأكثر الآن وهو السبب الحقيقي لعجز لعبتنا الشعبية الأولى على التخلص من الرداءة والإرتقاء إلى أعلى المستويات... نحن نعلم كيف تمنح الشهائد في التدريب في العالم ولذلك فإن هذه « الديبلومات» لا تمثل مقياسا لكفاءة الفنيين الأجانب الذين نزحوا إلى بطولتنا دون أدنى معرفة وتجربة لينطبق عليهم المثل الشعبي المعروف « يتعلموا في الحجامة في رؤوس اليتامى»... هذه الرداءة قابلها ومن حسن الحظ مدربون معروفون وأكفاء مثل روجي لوما ورود كرول ليعدلوا الكفة ولو قليلا بفضل تاريخهم وقيمتهم ولو أن تقنين هذا المجال بنصوص صريحة يعد الحل المناسب لتخليص كرتنا من الفاشلين ( صفر تجربة وصفر كفاءة ) والذين لا نريد تسميتهم اليوم احتراما للعقود التي أمضوها مع جل فرقنا في مختلف الأصناف.