انهزم ترجي جرجيس من المباراة التي كان من المفروض ان لا يتعثر فيها وكان مطالبا بجني نقاطها الثلاث حتى يستعيد حظوظه كاملة من تشديد الملاحقة على منافسيه وكانت الخسارة مضاعفة بعد ارتفاع فارق النقاط بينه وبين الجليزة وجمعية جربة وعدم استغلال تعثر اتحاد بنقردان امام الملعب الصفاقسي الذي اصبح يشارك ترجي جرجيس المرتبة الاخيرة. حراس «نص لباس» نقطة الضعف الكبيرة والواضحة للعيان في الفريق هي حراسة المرمى بما ان هذه البطولة تتطلب وجود حارس كبير قادر على توجيه الدفاع وحماية اخشاب الفريق واكبر خطأ ارتبكته الهيئة الجديدة هو التفريط في الحارس بعبورة صاحب الخبرة الكبيرة مقابل الزج بحراس شبان تنقصهم «الصنعة» بمثل هذه «المعامع»كما سبق للحارس محرز حسني ان عرض خدماته على الفريق ولكن وقع قطع الطريق امامه والجميع يعرف قيمة هذا الحارس الذي صنع نجاح «الجمعية». غرور كبير بعد مرور الفريق للبلاي اوف اكّد المدرب والمحيطون به داخل دائرة القرار بترجي جرجيس ان الفريق مكانه الطبيعي الدرجة الاولى وكان سقف الطموحات عاليا جدا حيث بحث الفريق على اللعب في ملعب سوسة لانه حسب اطاره الفني يملك لاعبين ماهرين لكنه فشل في الاطاحة بجمعية جربة (المتعودة على اللعب على العشب الاصطناعي) في معشب مقرين في حين اكتفى المدرب مشارك قبل مباراة بنقردان بمعاينة ملعب غمراسن عكس الاتحاد الذي اجرى حصة تدريبية هناك للتعود على الارضية وهناك حادثة اخرى حصلت قبل تلك المباراة تؤكد الغرور الكبير الذي تعاملت به مختلف الاطراف المسؤولة عن الفريق حيث تم معاقبة اربعة لاعبين بابعادهم بتعلة فرض الانضباط وكأن ترجي جرجيس يملك فريقين وكان بالامكان لملمة هذه المسألة بحكمة واتخاذ عقوبة ذكية والغريب انه تم العفو على اللاعبين بسرعة قبل مباراة جربة بضغط من الجمهور (مجموعة نافذة جدا) والغريب ان المدرب مشارك كان قد رفض امتطاء الحافلة قبل التحوّل لجربة بعد تعرضه لهجوم حاد من طرف تلك المجموعة. وخاض اللاعبون العائدون من العقوبة المباراة بنفسية سيئة جدا تبعا الى الحادثة التي اثرت على اجواء الفريق. غياب الروح ظهر الفريق بوجه هزيل وشاحب جدا غاب عنه الاندفاع و «القليب» وحمّل الاحباء القسط الكبير من المسؤولية للاعبين في ما يحدث للفريق الذي لم يتعوّد جمهوره الكبير عن رؤيته بهذا الاداء المخجل ويرى بعض اللاعبين القدامى ان النسخة الحالية من الترجي الجرجيسي تفتقد للاعبين قياديين لهم شخصية على بقية زملائهم وكان بامكان ادارة الفريق الاستعانة بخدمات ايمن منافق ونذير معتوق وشرف الدين بلحاج والاحتفاظ بسلامة وبحر وبعبورة ورغم وجود صادق الوريمي ومحمود الدريدي فان ذلك لا يكفي ومن الصعب تعويض عدة ركائز في ظرف وجيز والغريب ان لاعبو الترجي الجرجيسي عجزوا على رد الفعل بعد تأخرهم في النتيجة امام جمعية جربة والجليزة ولم يحافظوا على تفوقهم مع بنقردان رغم الترسانة الهجومية التي يملكها الفريق (الدريدي البرقوقي بيسان الكبو).