عرفت أغانيه نجاحا كبيرا وخاصّة أغنية « حوماني» التي صنعت الحدث في السّاحة الفنيّة وردّدها الصّغير قبل الكبير والغنيّ قبل الفقير..هو يعتبر أنّ الموهبة أساس النجاح وأنّ هذا النوع من الموسيقى الذي يقدّمه لن يختفي ما دام هناك مبدعون يسعون دائما إلى تقديم الأفضل..تعرّض في الفترة الأخيرة للسجن وكانت تجربة قاسية بالنسبة إليه تعلّم من خلالها معنى الصّبر..إنّه أحمد العبيدي الملقّب ب «كافون» الذي التقته «التونسية» فتحدث عن تجربة السّجن ونجاح «حوماني» وعن جديده في الحوار التالي: لو تحدّثنا عن تجربة السّجن التي عشتها في الفترة الأخيرة ؟ كانت تجربة قاسية حيث أضعت 9 أشهر من عمري داخل أسوار السّجن وعندما خرجت لاحظت أنّ الأوضاع العامّة في البلاد قد تغيّرت ممّا شوّش أفكاري، أمّا في ما يتعلّق بالمعاملة داخل السّجن فأريد أن أؤكّد أنّ السجين الذي يحترم نفسه يحترمه الاعوان حتما ويحسنون معاملته..و أهمّ شيء تعلّمته من خلال هذه التجربة هو الصّبر. حسب رأيك لماذا نجحت أغنية « حوماني»؟ فرحت كثيرا بنجاح أغنية « حوماني»، وكنت وقتها في السّجن لكن عددا كبيرا من الجمهور لا يعرف ذلك، في الحقيقة شعرت بإحساس جميل لا يوصف وتذوّقت طعم النجاح وهذا ما دفعني إلى كتابة أغان أخرى..أعتقد أنّ المستمعين ملّوا من قلّة الإنتاجات الموسيقيّة في تونس واللّجوء إلى إعادة توزيع الأغاني القديمة وهذا سبب من أسباب نجاح « حوماني»، زد على ذلك فإنّ الأغنية مستمدّة من واقع المجتمع وتعبّر عنه. هل أخافك نجاح «حوماني»؟ نعم أخافني و قيّدني حيث أصبحت شخصا معروفا والشهرة التي اكتسبتها حرمتني من التحرّك بحريّة كما في السّابق، فلم يعد بإمكاني الذّهاب إلى «الفريب» على سبيل المثال أو إلى بعض الأماكن العموميّة الأخرى. يرى البعض أنّ موسيقى الرّاب هي مجرّد ظاهرة برزت بعد الثورة وأنّها ستأخذ وقتها ثمّ ستختفي، فما هو تعليقك؟ هذا النوع من الموسيقى موجود من قبل ولا يمكن أن يختفي ما دام هناك مبدعون يجتهدون و يعملون دائما على تقديم إنتاجات جديدة. يعتبر البعض أنّ هذا النوع من الأغاني الذي تقدّمه يعبّر عن الواقع لكن لا يغيّره، فهل هذا صحيح؟ نحن نعبّر عن الواقع ونكشفه أفضل من أن نسكت عليه ونخفيه، وسيأتي يوم ما وتساهم هذه الأغاني في تغييره. اليوم هل هناك صراع بين موسيقى الرّاب والموسيقى الوتريّة ؟ ولم الصّراع ؟..هناك اليوم اختراعات جديدة تسمّى المواقع الاجتماعيّة ويمكن لأيّ فنّان أو مغنّ أن يدرج فيها أغانيه وسيكتشف مدى نجاحها من خلال عدد المشاهدات أو التعاليق التي يضعها الزائرون. حسب رأيك، أيّهما الأهمّ الموهبة أم الدّراسة الأكاديميّة ؟ ليس كلّ من يصنع الموسيقى هو أكاديمي بالأساس، فهي موهبة من اللّه حيث تشعر بأحاسيس فتفرغها في شكل كلمات أو ألحان لذلك فأنا أعتبر وانطلاقا من تجربتي الشخصيّة أنّ الموهبة أهمّ من الدّراسة الأكاديميّة إذ بإمكاني تلحين وكتابة العديد من الأغاني والمسلسلات دون أن أتلقّى دروسا في هذا المجال. لمن يستمع كافون ؟ أحبّ «الرّاي» كثيرا وأستمع للشّاب حسني والشاب خالد، كما تعجبني أغاني جورج وسوف وكاظم السّاهر وفيروز، أمّا من تونس فأنا مستمع وفيّ لزياد غرسة ولطفي بوشناق والشاذلي الحاجي وصابر الرباعي. هل لديك جديد؟ سأطلق الأسبوع القادم أغنية جديدة تحمل عنوان «40 – 70» وهي أغنية كتبتها عندما كنت في السّجن وتتحدّث عن هذه التجربة التي عشتها وهي موجّهة إلى كلّ شخص تعرّض للإيقاف أو الحبس ، كما سأبدأ في شهر جوان القادم في التحضير لألبوم جديد سيكون حاضرا خلال شهر سبتمبر القادم. كلمة الختام؟ أقول لكلّ الفاشلين موسيقيّا أتركونا نعمل ونبدع وكفاكم « تنبيرا».