أعلن أمس حزب «الاتحاد الوطني الحر» في ندوة صحفية عن تبنيه رسميا لملف الشبان التونسيين المفقودين في إيطاليا عقب رحلة الهجرة السرية التي أدت إلى فقدان ووفاة العديد منهم في ظروف شبة غامضة في شتاء 2012. الحزب الذي استقبل أمس عددا من عائلات الشبان المفقودين وبعض منظمات المجتمع قدم نتائج العمل الذي توصلت إليه رابطة جمعيات التونسيين في إيطاليا وتحديدا «جمعية وعد» التي تترأسها السيدة زينة كشط. وأكدت رئيسة الجمعية أنها تمكنت من خلال مجهودها الخاص وعبر الاتصال بالهياكل الرسمية في الدولتين إلى تحديد قائمة تضم 78 مفقودا وانها كونت ملفات تحتوي على بصماتهم وهوياتهم ثم تقديمها إلى السلطات التونسية وكذلك إلى السلطات الإيطالية مع تدعيم الملف بشريط مصور يوثق وصول المفقودين إلى الشواطئ الإيطالية. زينة كشط التي عبرت عن تمسك جمعيتها بالتعاون مع «الاتحاد الوطني الحر» ومنظمات المجتمع المدني بكشف الحقيقة وإماطة اللثام عن هذا الملف اللغز قالت إنها طلبت من السلطات التونسية وتحديدا كتابة الدولة للهجرة وديوان التونسيين بالخارج والقنصليات التونسية مساعدتها على الحصول على تراخيص لزيارة السجون الإيطالية للبحث عن المفقودين وان مجهوداتها باءت بالفشل بسبب عدم جدية هذه الأطراف في التعامل مع هذا الملف الإجتماعي الشائك والمبهم على حدّ تعبيرها. كما عبرت كشط عن تفهمها لوضعية أفراد عائلات المفقودين الذين فقدوا الصبر داعية كل المنظمات إلى مساعدتها على تحديد مصير هؤلاء المفقودين خاصة أن المسؤولين في الحكومة الحالية أبدوا تحمسا للتعامل بجدية مع هذا الموضوع. مؤامرة وليس تقصيرا من جانبهم أكد أهالي المفقودين أن غياب أي دليل عن وفاة أبنائهم أو تواجدهم في السجون الإيطالية يدلّ على وجود مؤامرة تحاك ضد هذا الملف معبرين عن استغرابهم من عجز دولتين عن إيجاد أي أثر يدل على مصير أبنائهم. كما عبرت عائلات المفقودين عن امتعاضها من طريقة معاملتها من قبل وزارة الشؤون الخارجية ورفض المسؤولين استقبالها والحديث معها بل مماطلتها دون مراعاة لحالاتها النفسية. وفي السياق ذاته أكد أفراد بعض العائلات أنهم تلقوا اتصالات هاتفية من أبنائهم أعلموهم أنهم موجودون في السجون الإيطالية قبل أن تنقطع أخبارهم نهائيا وتتلاشى أحلامهم بإيجاد خيط يوصلهم إلى الحقيقة. وقد هددت بعض أمهات المفقودين بحرق أنفسهن إحتجاجا على ما اعتبرنه حيفا من الحكومة ومماطلة من السلطات الرسمية في التحرك لانصاف عائلات المفقودين معتبرات أن السلطة أولت عناية للمفقودين في سوريا أكثر من المفقودين في إيطاليا رغم أن أبناءهم سافروا بعد أن ضاقت بهم السبل ودمرتهم البطالة في حين أن المفقودين في سوريا سافروا في إطار مخطط سياسي... واقترحت بعض عائلات المفقودين في إطار البحث عن الحلول للضغط على الحكومة للتحرك اللجوء الى القضاءين المحلي والدولي ورفع الملف للمنظمات الحقوقية العالمية.