تتهاطل منذ فجر اليوم الخميس و بلا انقطاع الامطار على جميع مناطق جهة القصرين بكل معتمدياتها ذلك تزامنا مع بداية " قرة الحسوم " في المصطلح الفلاحي التقليدي .. و من المعروف ان امطار مارس " ذهب خالص " لذلك فقد عم الاستبشار اوساط الفلاحين و مربي الماشية و كل المواطنين عموما خصوصا و ان الجهة عرفت فترة انحباس امتدت لعدة اسابيع كان خلالها الطقس شديد البرودة مما اثر على نمو الزراعات الكبرى و مختلف الاشجار المثمرة و اتلاف " الجليدة " و الثلوج مساحات هامة من الخضروات الشتوية .. هذا و حسب مصادر من المندوبية الجهوية للفلاحة فان امطار اليوم كلها خير و بركة و ستكون لها اثار طيبة للغاية على موسم الزراعات الكبرى و الاشجار المثمرة و غراسات " الهندي " و منابت الحلفاء و المراعي فضلا عن انها ستساهم في تغذية المائدة المائية و الرفع من منسوب مياه البحيرات الجبلية و السدود بالجهة مثل سد بوحية و سد السفيسيفة و سد وادي الدرب و السدود التلية الاخرى .. *- القصرين تغرق: اذا كانت الامطار غيثا نافعا للقطاع الفلاحي فانها تتحول كلما نزلت بكميات كبيرة الى معاناة لمتساكني المدن و القرى بما انها تغرقها بسيولها و تحول شوارعها الى برك و تجمعات للمياه بل و لاودية مثلما يحصل في احياء القصرينالمدينة و خاصة السلام و المنار و البساتين 2 و النور التي اقتحمت المياه العديد من المنازل فيها بل حتى بعض المؤسسات العمومية تضررت من امطار اليوم و تدخلت الحماية المدنية لضخ المياه منها مثل اقليم الامن الوطني .. و في فريانة تدخلت الحماية ايضا لضخ المياه من حي " العرق الشرقي " *- تعطل حركة المرور: ادت الامطار الغزيرة في القصرين و فريانة و ماجل بالعباس و بودرياس و غيرها من مناطق الجهة الى غلق بعض الطرقات من جراء الاوحال و تجمعات المياه و مخلفات السيول من حجارة و اتربة و تعذر على السيارات الخاصة المرور منها و اضطرارها الى تحويل وجهاتها الى شوارع اخرى اقل " غرقا " .. في حين عزلت الكثير من القرى و التجمعات السكنية الريفية عن محيطها بعد ان تحولت المسالك المؤدية اليها الى اودية من الاوحال *- توقف الدراسة: بسبب عدم قدرة تلاميذها و مدرسيها على الوصول اليها تعطلت الدراسة في العديد من المدارس الريفية بل و حتى في مدينة القصرين حيث علمنا ان بعض الاقسام من الاعدادية النموذجية ابن رشد اضطر اساتذتها الى تسريح التلاميذ لقلة عدد الحاضرين منهم و خوفا من تزايد نزول الامطار خصوصا و هي توجد في طرف المدينة الغربي بالقرب من سفح جبل الشعانبي و الطريق المؤدية اليها تصبح غير صالحة للمرور من كثرة الطين و الاوحال .. في حين بذل الاولياء مجهودات كبيرة لايصال فلذات اكبادهم و اعادتهم منها و فيهم من خير عدم ارسال ابنائه الى المدرسة .. *- معاناة: الغيث النافع الذي ينزل على القصرين منذ الساعات الاولى من اليوم الخميس فضح مرة اخرى تردي البنية الاساسية بكل مدن الولاية بما ان قنوات تصريف المياه عجزت عن استيعاب الكميات الكبيرة و بالوعات ديوان التطهير فاضت مخلفة الروائح الكريهة و المياه الملوثة فيما اضطر متساكنو حي البساتين الثاني القريبين من مسجد الرحموني الى عدم الخروج من منازلهم التي حاصرتها الاوحال في غياب اي تعبيد للطرقات المؤدية اليها .. و تحولت الشوارع في بقية المدينة الى برك للمياه و حتى قناة وادي الاطفال و قنوات تصريف مياه الامطار بكل من حي السلام و الفتح و اودية البعير و الدرب و اندلو التي تشق القصرين لم تخفف الا القليل من المشاكل لانها تفتقر الى الصيانة و التهيئة و فتح منافذ تمكن من توجه السيول اليها و تحول بعضها الى مصبات عشوائية للفضلات *- نداءات استغاثة: عديد العائلات توجهت بنداءات استغاثة الى الحماية المدنية سواء لتمكينها من خيام للاقامة فيها بعد تضرر منازلها ( في العيون ) او لضخ المياه المتسربة الى مساكنها مثلما حصل لعائلة من منطقة " العويجة " اقتحمت عليها السيول القادمة من جبل " السلوم " مقر اقامتها و اخرى من حي السلام الثاني بالقصرين " زارتها " مياه الامطار و اتلفت اثاثها *- متى تحمى القصرين من الفيضانات: منذ سنة 1995 بدا الحديث على مستوى بلدية القصرين عن ضرورة برمجة مشروع لحماية المدينة من الفيضانات و هي المهددة بهجوم مياه السيلان القادمة من سلاسل الجبال المحيطة بها على احيائها و خاصة الجنوبية الشرقية حيث مرتفعات جبل السلوم القريبة من احياء الكرمة و الزهور و النور و ميمون و التي تمر منها المياه الجارفة الى احياء السلام و المنار و القضاة و الفتح و البساتين الثلاثة و وسط المدينة فتهدد المساكن و المؤسسات الادارية ( الادارة الجهوية للصحة و قصر العدالة و محكمة الناحية و ادارة الفلاحة الموجودة بحي النور و مجمع الصحة الاساسية و المركب التجاري قرب السكك الحديدية .. ) .. لكن تمر السنوات و مواطنو القصرين يعانون الويلات كلما نزلت الامطار الى درجة انها تحولت عند البعض من " نعمة " الى نقمة دون ان تتمتع المدينة بمشروع لحمايتها من الفيضانات