تلاميذ "يحبسون" داخل مؤسساتهم نزلت على جهة القصرين ككل وخاصة فريانة وتلابت والقصرينالمدينة صباح امس الخميس امطار غزيرة على دفعتين امتدت الاولى من ساعات الفجر الى الثامنة صباحا ثم عادت للنزول باكثر غزارة حوالي الساعة العاشرة والنصف لتتواصل لمدة تقارب ساعتين متتاليتين وأدت الى تحويل شوارع وانهج القصرين الى اودية تعطلت فيها حركة السير بصفة كلية وعجزت قنوات تصريف المياه عن استيعاب السيول الجارفة القادمة من المرتفعات المحيطة بالمدينة نحو مختلف الاحياء ففاضت بمياهها الملوثة وانقطعت حركة المرور في اغلب الشوارع والمفترقات من جراء تجمعات المياه التي هجمت عليها وخاصة في احياء النور والمنار والسلام والقضاة والبساتين واقتحمت العديد من المنازل في حي النور وحي البساتين خاصة واتلفت اثاث اصحابها.. وقد تزامن نزول الغيث النافع مع خروج تلاميذ المدارس والمعاهد من حصتهم الصباحية فلم يستطيعوا مغادرة مؤسساتهم التي حاصرتها المياه.. وقد عاينا ذلك بانفسنا في كل من اعدادية الفتح ومعهد حي المنار والمدرسة الابتدائية المنار( كلها متجاورة) وحتى الاولياء الذين جاؤوا بسياراتهم لاخذ ابنائهم لم تسمح لهم السيول الجارفة وارتفاع منسوب المياه في الشوارع بالمغادرة خوفا من تسرب الماء الى محركات السيارات.. فيما سجلنا فيضان كل الاودية التي تشق المدينة من غربها حيث وادي "البراطلية" الى شرقها اين يمر وادي الحطب بمحاذاة الطريق الحزامية مرورا باودية " الدرب" قرب المنطقة الاثرية ومركز الولاية والمركب الثقافي و"اندلوا" بين الثكنة العسكرية ومصنع الحلفاء و"الاطفال" الذي يشق قلب المدينة و"البعير" عند القوس الموجود في المدخل الشرقي للمنطقة البلدية.. وما حصل امس في مدينة القصرين على امتداد عدة ساعات من تعطيل لحركة المرور وفزع الاهالي من اقتحام المياه للبيوت اصبح امرا يتكرر عند نزول كل امطار نتيجة غياب برنامج لحمايتها من الفيضانات والحال انها المدينة الوحيدة ربما في تونس التي تحيط بها السلاسل الجبلية من جميع جوانبها (الشعانبي غربا والسلوم جنوبا وسمامة شمالا وشرقا) وكل الامطار التي تنزل في مرتفعاتها تزحف في اتجاه المدينة فتغرقها بسيولها وبما تجرفه معها من اتربة وحجارة والمطلوب من السلط المسؤولة وخاصة وزارة التجهيز التفكير جديا في احياء مشروع حماية القصرين من الفيضانات الذي كان مبرمجا منذ سنة 1995 ولم ير النور بعد.