يجب على المثقفين الأخذ بزمام الأمور لأنهم الأقدر على الإصلاح... الأمة تعيش حالة ارتباك والوضع السياسي فوضوي .... حكم على المثقف أن يكون تابعا للسياسة... استلم ثورة هذا الشعب أناس يريدون أن يسيّروا الوطن حسب هواهم... المنصف المزغني وأولاد أحمد يشكّلان الفسيفساء الثقافية في تونس... الصهاينة مجموعة من اللصوص ويجب عليهم أن يبحثوا عن جنسياتهم خارج أرض العرب... نريد أن نكون أمة في مكاننا اللائق بنا...». هذا بعض ما جاء على لسان الشاعر جمال الصليعي في حوار أجرته معه «التونسية». ولد جمال الصليعي بمدينة دوز في 25 نوفمبر 1955 حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي ليدخل بعدها الحياة المهنية في سن مبكرة. وفي السبعينات سافر الى ليبيا للعمل واغتنم فرصة وجوده هناك ليعمق تكوينه الأدبي بجهده الخاص. وبعد سنوات عاد الصليعي الى مسقط رأسه للعمل بوزارة الصحة كسائق لسيارة اسعاف وعرف بعدها في جل المنتديات الأدبية والشعرية منذ بداية الثمانينات حتى أن الكثير من المثقفين اعتبروه «متنبي تونس والوطن العربي» وعرف أيضا بشاعر الجامعة التونسية وكانت له العديد من المشاركات في دول عربية كاليمن والعراق ورغم إنتاجه الغزير لم يصدر سوى عملين اثنين هما «وادي النمل» و«من أنباء القرى» وعرف بمواقفه القومية وبتصريحاته التي تندد بالوضع السياسي الحالي. وفي ما يلي نصّ الحوار: كيف تقيّم الوضع الثقافي اليوم؟ المشهد الثقافي شبيه بالمشهد العام وهو طبعا يعيش حالة من الفوضى والارتباك وعدم الاستقرار وهنا أقول إنّه يجب ألاّ يكون المثقفون توابع لهذه السياسة التي تؤدي بالبلاد الى الهاوية ويجب على مثقفينا الأخذ بزمام الأمور لأنهم الأجدر والأقدر على الاصلاح والحالة التي تمر بها الأمة وتحديدا في هذه السنوات الثلاث الأخيرة هي حالة مربكة والأمة غادرت جبهة الصراع الحقيقي وبدأت في صراعات جانبية الى درجة أنها نسيت الاتجاهات الأهم في هذه الفترة الانتقالية. يرى البعض أن «المبدع ازداد تأزما بعد الثورة وأصبح يعيش موتا إكلينيكيا» هل تشاطرون هذا الرأي؟ هذا لا يختص بحال المثقف فقط فالأمة تعيش حالة ارتباك فمن فترة انتفاضة القدس الى الآن ازداد الوضع سوءا أكان ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا. كشاعر كيف ترى الوضع السياسي في تونس ؟ كما قلت لك فوضوي بامتياز ودون أن أدخل في التفاصيل أقول إنّ السياسيين مالوا الى أوطان أحزابهم وأصبح الكل يغني على حزبه ومع كامل الأسف استلم ثورة هذا الشعب أناس يريدون أن يسيّروا الوطن حسب أهوائهم إنّهم يريدون أن يرثوا الأرض وما عليها .والمثقفون دخلوا في هذه الانقسامات وكأنه حكم على المثقف أن يكون تابعا للساسة ولأهل المال. ثقافيا هل تستبشرون بمراد الصقلي وزيرا جديدا للثقافة؟ القضية ليست قضية أشخاص هؤلاء الذين يمسكون هذه المرحلة هم مؤقتون فعلا وقد لا يكون لهم جهد لتسيير الوطن ووضع خطط ثقافية قادمة وما يمكن أن تفعله الحكومة اليوم تهدئة الأوضاع فقط. لو طلب منك شخصيا الامساك بوزارة الثقافة هل تقبل؟ يبتسم طويلا ويقول لا «الشاعر لا يقدر لأنو ايدخلها بعضها». ولو طلب منك ادارة بيت الشعر هل تقبل ؟ على المستوى الشخصي والاجتماعي لا أقدر أما على المستوى النظري والتطبيقي ممكن لِمَ لا؟ بماذا تفسّر نشر عملين فقط لك بالرغم من رصيدك الهائل في الشعر؟ ميلي الى عدم النشر هو حبي للمشافهة وليس للطباعة والنشر والتوزيع. أكثر شاعر معجب به ؟ أنا معجب بكل من يكتب من شعرائنا واذا أردنا تضييق المسألة فأنا أعجبت في بداياتي بالشاعر زهير ابن أبي سلمى. وماذا عن منصف المزغني وأولاد احمد ؟ هما مِن شعراء هذا القطر وأنا أعتز بهما حتى وان كان هناك اختلاف بيننا فهما يشكلان الفسيفساء الثقافية في تونس . أفضل أغنية تستمع اليها باستمرار وأنت في السيارة ؟ يبتسم ويقول لا أملك سيارة. وفي البيت ماذا تسمع؟ طبعا أستمع الى عبد الوهاب بشكل كبير وسعدون جابر. جمال الصليعي في البيت؟ بصفتي شاعرا أقوم بتلطيف الموقف مع العائلة. ما رأيك في ثنائية الشعر والتحزب؟ لكل شخص حرية الاختيار فأنا شخصيا لست متحزبا ولكنني قومي وأنا لا أدخل الى الأحزاب . بحكمك قومي الهوى كيف ترى القضية الفلسطينية؟ القضية الفلسطينية هي نفسها الى أن يعود الحق الى أصحابه وهؤلاء الصهاينة هم «عصابة ومجموعة من اللصوص» ويجب أن تعود هذه الأرض الى أصحابها وأن يبحث الصهاينة عن جنسياتهم خارج أرض العرب.