ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في منتصف شهر مارس في قضية تدليس تورطت فيها فتاة عمدت الى تدوين اسمها على صك وجدته ملقى على الارض وسحبت بمقتضاه مبلغا ماليا من احد الفروع البنكية وقد ادينت من اجل ذلك ابتدائيا بخمس سنوات سجنا فاستأنفت الحكم الصادر ضدها وستنظر هيئة محكمة الاستئناف في القضية في منتصف شهر مارس. وحسب ما ورد بملف القضية الذي يعود الى شهر فيفري 2013 فإنّ المتضررة توجهت لقضاء بعض الحاجيات واثناء مرورها أمام احد البنوك وجدت شيكا ملقى على الأرض ممضى على بياض فدونت به اسمها ومبلغ الف دينار وتوجهت إلى احد الفروع البنكية وصرفت المبلغ وغادرت المكان وهي سعيدة واقتنت بعض الحاجيات لوالديها وبعض الادوية التي يتناولانها باستمرار ثم احتفظت بالمبلغ المتبقي لخاصة نفسها. لكن بعد فترة تفطن صاحب الشيك إلى ضياعه فسارع مباشرة بإعلام البنك وتم اتخاذ الاجراءات القانونية ووجدت نفسها بين عشية وضحاها محل مساءلة قانونية وذلك بعد أن تم التعرف على هويتها. وبإلقاء القبض على المظنون فيها أنكرت ما نسب إليها ونفت أن تكون على علم بكون ما اقدمت عليه سيورطها في جريمة وأكدت أنها قامت باستخلاص قيمته عن حسن نية وأن فقرها هو الذي دفعها إلى الاستيلاء على الشيك عندما وجدته ملقى على الأرض وأنها أرادت بذلك التصرف إدخال الفرحة على والديها المعوزين وأعربت عن استعدادها إرجاع المبلغ المتبقي بحوزتها مع التزامها بتسديد بقية المبلغ على دفوعات تعبيرا منها عن حسن نيتها وجهلها لخطورة الامر وطلبت من الشاكي إسقاط التتبع في حقها لأنها نقية السوابق العدلية ووالداها في كفالتها وليس لهما أحد سواها. بعد ختم الأبحاث أحيلت المتهمة على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لمقاضاتها من أجل ما نسب إليها. وبالتحرير عليها من طرف القاضي اعادت اقوالها السابقة وطلبت من هيئة المحكمة التخفيف عنها ومراعاة حسن نيتها. أما دفاع المتهمة فقد التمس من هيئة المحكمة بدوره التخفيف عن منوبته قدر الامكان لأنها وحيدة والديها ولأنها الراعية لهما وانها مهددة بفقدان عملها ان تم الزج بها بالسجن. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجنها مدة خمس سنوات فتم استئناف الحكم من طرف المحكوم عليها.