القبض على نساء فلبينيات حوامل في كمبوديا للاشتباه بتأجير أرحامهن    أخبار النادي الإفريقي .. .حسن يستعيد مكانه وعناية بكينزومبي وشوكان    180 مؤسسة و 25 ألف موطن شغل...الخشب والأثاث .. قطاع واعد رغم ارتفاع الكلفة    في مجلس وزاري .. متابعة تنفيذ مشروع جواز السفر البيومتري    القيروان...«يورا» الكورية توفر 6000 موطن شغل سنة 2026    ردا على بيان جامعة كرة القدم.. الحكام يصدرون بلاغًا جديدًا    الأسبوع القادم: تونس قد تشهد فيضانات    في المنطقه الحدودية العازلة ...إحباط عملية تهريب بضاعة بقيمة تفوق 1.2 مليون دينار    إن هو أبصرا    وزارة الصحة تُطمئن التونسيين: تلقيح النزلة الموسمية آمن وفعّال    حملة مراقبة اقتصادية للتصدي للممارسات الاحتكارية ومقاومة المسالك الموازية    انقطاع جزئي للكهرباء بالقلعة الكبرى    أهمية تلقيح النزلة الموسمية    بئر الحفي.. انطلاق فعاليات الدورة الرابعة لملتقى عبد القادر بالحاج نصر للابداع الادبي والفكري    وزيرا السياحة والشؤون الدينية يؤكدان على ضرورة توفير أفضل الخدمات للمعتمرين التونسيين.    حزب الله" يستهدف قوة صهيونية حاولت التسلل إلى جنوب لبنان بصاروخ موجّه    اتحاد الفلاحة يعلن عن تولي معز بن زغدان رئاسة الاتحاد بعد استقالة نور الدين بن عياد    سيدي بوزيد: عيادات مجانية وأنشطة تحسيسية وتكوينية في إطار قافلة صحية لتقصي أمراض التهاب المفاصل    إعصار ميلتون يتسبّب في ظاهرة غريبة    بطولة افريقيا للأندية البطلة لكرة اليد سيدات: الفوز الثاني على التوالي للجمعية النسائية بالساحل    التجديف الشاطئي: 10 جمعيات تخوض نهائيات بطولة تونس لسنة 2024    تراجع انتاج تونس للنفط والغاز التجاري والكهرباء مع موفى اوت    جيش الإحتلال يهدد باستهداف سيارات الإسعاف في جنوب لبنان    طبيب كامالا هاريس يكشف عن حالتها الصحية    مسرحية "رقصة سماء" تمثّل تونس في المهرجان الدولي للمسرح بمدينة بجاية الجزائر    الأستاذة الجامعية آمال القرامي: "هل بإمكان الأكاديمي المُثقف الناشط المُتكلم أن يُسمع اليوم؟    منتجو الحليب بهذه الولاية ينتظرون مراجعة السعر المرجعي    يزور سماء الأرض مرة كل 80 ألف عام : مذنب يظهر في العالم العربي    وزير السياحة يعطي اشارة انطلاق « رالي التحدي تونس 2024′′    عاجل/ غارة اسرائيلية تستهدف مبنى يؤوي نازحين في لبنان    حوالي 300 شبهة جريمة انتخابية    يوميا : العالم العربي يستهلك 1،4 مليار رغيف خبز    الترجي الرياضي يصدر بلاغا حول اصابة هذا اللاعب    نابل : الاطار التربوي بالمدرسة الابتدائية سيدي بوضاوي بقليبية يحتجون    وزير التربية: فتح 37 مؤسسة تربوية جديدة و8000 مشروع بصدد الإنجاز    عاجل : اصطدام شاحنة بحافلة تقل 50 تلميذا في الكاف    القيروان: رشق حافلة نقل مدرسي بالحجارة وهذه حصيلة الخسائر    اصابة تلميذة بجروح جراء سقوطها من حافلة مدرسية    مدينة العلوم بتونس تنظم تظاهرة للاحتفال بيوم الأغذية العالمي    النسخة الأولى لكاس العالم للاندية للرماية على الأهداف تحت الماء بتونس من 16 الى 19 اكتوبر    حجز 2 طن من البطاطا تم بيعها خارج المسالك القانونية بهذه الولاية    إليسا خلال حفل في دبي: "قرّرت العودة إلى عملي ولبنان سيعود أحلى مما كان"    العدوان على غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء الى 42 الفا و175 شهيدا    بسبب تحويلات مالية... محاكمة موظف بالوكالة الوطنية للتصرف في النفايات ورجل أعمال    عاجل/ رصد بؤرتين لمرض الجلد العقدي لدى الأبقار في هاتين الولايتين    طقس السبت: الحرارة في ارتفاع طفيف    رئيس الدولة يلتقي وزير الدفاع الوطني    قيس سعيّد يشدد على سرعة إعادة بناء الصحة العمومية وتبسيط الإجراءات لتجاوز العقبات    الملك محمد السادس: ملف الصحراء يمر من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير    لعلهم يتفكرون...متى تنتهى صلاحية الرجل عند المرأة؟    كتاب الأسبوع..ملخص كتاب «محاط بالحمقى»!    فوائد لغوية...من طرائف اللغة العربية    كيف سيكون طقس السبت 12 أكتوبر 2024؟    سوسة : تظاهرة أكتوبر الموسيقي خلال الفترة من 18 إلى 26 أكتوبر 2024    الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ تحصد'' نوبل الآداب ''    يسيء إلى سمعة المجتمع...حكم التسول في الإسلام !    مذنّب يقترب من الأرض السبت المقبل    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تنجح السندات والصكوك المالية في إنقاذ الاقتصاد؟
نشر في التونسية يوم 12 - 02 - 2014

أثار تصريح الشاذلي العياري محافظ البنك المركزي التونسي بأن تونس تعتزم لأول مرة اصدار سندات أجنبية بنحو 1.8 مليار دولار بضمان امريكي وياباني وصكوك اسلامية بقيمة 435 مليون دولار في النصف الأول من 2014 بضمان البنك الإسلامي للتنمية، العديد من ردود الفعل. وتساءل اغلب المحللين حول مدى نجاح هذه الصكوك الإسلامية والسندات الأجنبية في انعاش الاقتصاد وكيفية استثمارها وحجم مخاطرها.
وكان المجلس التأسيسي قد صادق منتصف العام الماضي على مشاريع قوانين تسمح بالعمل بالصكوك الاسلامية والسندات المالية على اثر طلب تقدم به البنك المركزي التونسي ووزارة المالية. وتعرف السندات على أنها أداة ديْن تلجأ إليها الحكومات والشركات بهدف تمويل مشاريعها حيث أنها توفر عائدات جيدة للمستثمرين وذلك بمخاطرة مقبولة نسبيا وهي بمثابة أوراق مالية ذات قيمة معينة تعلن أن مالك السند دائن إلى الجهة المصدرة للسند. فهل تنجح هذه السندات والصكوك المالية في إنقاذ الاقتصاد التونسي؟
قال الخبير الاقتصادي محمد الجراية ان السندات والصكوك الاسلامية قادرة على مساعدة الاقتصاد التونسي لكن بشرط توفر شرطين أساسيين هما تحديد الاطار القانوني بدقة ووضوح شروط الاكتتاب والربح ثم البيع (التفريط). أما الشرط الثاني فهو أن تضمن الدولة بصفة كلية هذه الصكوك لأنّ المخاطر التي يتعرض لها المكتتب تتمثل في أنه في حالة غياب هذا الضمان، قد يجد نفسه صاحب سندات دون أية قيمة مالية وبدون أرباح ولا حتى إمكانية إعادة بيعها.
واضاف الجراية ان هناك ضبابية حول هذه السندات من الناحية الاقتصادية حيث يصعب التفريق فيها بين الرقاع المالية والصكوك كما يثير الاتفاق على الارباح وتقديرها مسبقا نقاط استفهام كبيرة متسائلا في نفس الصدد عن مدى تحمّل الاقتصاد التونسي لمنوال جديد يبعده عن المنوال العام الذي يتبعه منذ سنوات.
قادرة على النجاح
من جهته يرى مراد الحطاب الخبير في المخاطر المالية أن إصدار سندات وصكوك قد يساعد على التذليل من الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تمر بها تونس وخلق مصدر تمويل جديد قادر على دعم السيولة وتمويل الاستثمارات ودفع النموّ الاقتصادي. وأضاف الحطاب ان الحكومة الجديدة، بفضل فريقها الكفء وذي الإشعاع العالمي، كسب ثقة الحلفاء الاستراتيجيين ودعمهم الكامل واللامشروط مؤكدا أن الحكومة قادرة على النجاح واستثمار هذه الصكوك والسندات افضل استثمار للتقليص من نسب التضخم وتحسين السيولة في البلاد وتمكين المناخ التجاري من حوكمة رشيدة على عكس الحكومة السابقة التي أغرقت البلاد في الديون على حدّ تعبيره.
ورفض الحطاب التعليق على حجم السندات والصكوك التي اعلن عنها محافظ البنك المركزي مشيرا الى أنه يتحفظ على تصريحاته وتداعياتها مؤكدا على ثقته في عودة الاستثمار وخروج تونس من دوامة التداين الذي وصل الى حدود 23 مليار دولار.
ورغم اعتبار بعض الخبراء أن عملية اصدار الصكوك الاسلامية لن تؤثر على السيادة الوطنية، فإن الحطاب يعتقد عكس ذلك باعتبار ان هذه الصكوك تحمل من المخاطر الكثير خاصة مخاطر المشاركة مشيرا الى أنها تمس من السيادة الوطنية معتبرا ان هذه التجربة فشلت في العديد من البلدان ولا يمكن أن تنجح في تونس نظرا لارتفاع نسبة التداين معتبرا اياها شكلا من أشكال تفاقم التداين وأنه لا فرق بينها وبين رقاع الخزينة العادية اذ لا تتميز بخاصيات تختلف بها عن بقية القروض لأن نسب الربح فيها تعادل العادية كما انها لا تختلف عن بقية القروض من حيث جدول التسديد ومن حيث الشروط.
الصكوك ليست الحل الوحيد
أما معز الجودي الخبير الاقتصادي فقد اعتبر أن السندات والصكوك هي محاولة لإيجاد موارد بديلة لتغطية عجز الميزانية الذي بلغ حوالي 8 % نهاية العام الماضي مشيرا الى ان الصكوك الإسلامية هي آلية من آليات تمويل الميزانية التي عانت خلال الثلاث سنوات الماضية من نقص في الموارد وزيادة مهولة في النفقات.
وقال الجودي إن عجز الميزانية، الذي لا يجب ان يتجاوز 3 بالمئة، دفع بالبلاد الى التداين من صندوق النقد الدولي معتبرا أن هذه الصكوك ليست هي الحل الوحيد وان هناك آليات أخرى كالإصلاحات الجبائية وسندات الخزينة والضغط على النفقات بإمكانها انعاش الاقتصاد.
واكد الجودي ان الإصلاحات الجبائية ، مثلا، قادرة على توفير ما يقارب 4 مليارات دينار أي اكثر من القرض الذي منحه صندوق النقد الدولي لتونس في المدة الأخيرة معبرا في نفس السياق عن تفاؤله بالخطوات العملية التي تتخذها حكومة مهدي جمعة لترشيد النفقات العمومية من خلال التقليص من عدد المستشارين والوزراء مشيرا الى ان الحكومة تتكبد سنويا 11 مليار دينار لخلاص رواتب 700 ألف موظف فيما المعدل الطبيعي 350 ألف موظف.
واعتبر الجودي انه لا خوف من الصكوك باعتبارها احد مصادر التمويل واذا تم توجيهها نحو التنمية والاستثمار العمومي وان الإشكال يكمن في غياب اطار تشريعي وقانوني واضح وعدم توفير التكوين اللازم لإطارات الدولة وتمكينهم من كيفية التعامل مع الصكوك الإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.