التونسية ما تزال الطريقة التي تدخّل بها رضا شرف الدين رئيس النجم الساحلي في برنامج الأحد الرياضي وتصرّفه مع الطاقم الصحفي للقناة الوطنية الأولى يثيران الكثير من الجدل خاصة بعد خلافه المعلن مع الرئيس المدير العام للتلفزة الوطنية المستقيل السيدة إيمان بحرون...جوهر الخلاف يعلمه القاصي والداني والسبب كما يدركه الجميع هو القبضة البشعة التي أتاها مهاجم النجم الساحلي بغداد بونجاح والتي تعرّض لها مقدم الأحد الرياضي بصورة عفوية من منطلق موقعه كمنشط للأحد الرياضي غير أن رئيس النجم لم يهضم الأمر واعتبر أن في الواقعة نية مبيتة من جماعة الوطنية لتأليب الرابطة وتحريضها على معاقبة مهاجمه الجزائري... المهم وهذا ما يشغلنا هو أن الخلاف اخذ أبعادا إضافية انتهى بتجميد مؤقت لمقدم الأحد الرياضي أنيس الماجري ووصل فيما بعد إلى حدّ «تجمير البايت» وقبول استقالة إيمان بحرون التي مضى عليها أكثر من ثلاثة أشهر لتكون استقالة في شكل إقالة درءا للفتن وكسبا لودّ جمهور النجم الذي أعلن العصيان علنا على الوطنية وعلى كلّ من والاها... قد يكون الخلاف بين رئيس النجم ومدير التلفزة الوطنية حاد عن مساره الطبيعي وتحوّل من اختلاف حرفي في وجهات النظر إلى تحديّات شخصية بين الاسمين ساهمت في تغذيته عقوبة الرابطة من جهة وبلاتوه معز بن غربية في التاسعة سبور من جهة ثانية لكن على حدّ علمنا وحسب ما سمعناه على لسان مقدّم الأحد الرياضي وكذلك ايمان بحرون فانّ كلامهما لم يخرج عن الإطار ولم يتعرّض سلبا لا لاسم ولعراقة النجم ولجماهيره القاطبة وكلّ ما في الأمر أنّ النجم من خلال رئيسه ومديره التنفيذي بحث عن لعب دور الضحية ربّما لإلهاء الشارع الرياضي في سوسة عن مكامن الخلل التي تصيب الفريق فاتخذ الجدل مسارا موازيا بدل الحديث عن الرياضة إلى الدفاع عن راية الساحل والضرب على وتر الجهويات وهذا مربط الفرس... على كلّ ما حصل بعد ذلك لا يليق سواء من طرف رضا شرف الدين أو انيس الماجري الذي فقد بدوره ديبلوماسيته المعهودة واختار التصعيد ظنّا منه أن «كتافه سخان» وأنّه على حقّ والحال أن مثل هذه الملفات تحسم بالجهات والجهويات وبنبض الشارع وموازين القوى وليس بلغة المنطق والمخطئ والمصيب... ما حصل أكّد فعلا أن الكلمة الحرّة مازالت حبيسة بعض المفاهيم البالية وأنّ علوية مؤسسات الدولة وحرمتها تتهاوى فجأة دون سابق إنذار كلما تعاظم حجم الخصم والطرف المقابل على خطّ النزاع بدليل ما حصل سابقا مع رئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي الذي تلاعب بفصول المرسوم الوزاري واستقوى على الجميع...سيناريوهات البلطجة العلنية على شاشة الوطنية مازالت متواصلة وآخرها صدر من رئيس فرع كرة القدم بالترجي رياض بالنور العائد إلى الواجهة حديثا والذي أخذ مشعل التباكي عن حسين جنيح وتكفّل بمهمة إحراج مقدمّة حصّة الشوط الإضافي عائدة عرب التي خلفت مؤقتا حصّة الأربعاء الرياضي لدواع لوجيستية وتنظيمية وكذلك حسابات داخلية أقدمت عليها مؤسسة «الوطنية»... بالنور لم يستسغ ما جاء في الحصة المذكورة وتظلم بدوره من التطاول على الترجي وهذا من حقّه خاصة أنّ تقرير الصحفي الذي تعرض للترجي كان مهزلة بكل ما تعنيه الكلمة لكن ما تجاهله بالنور هو أنّ الصحفي ليس ماكينة إعلامية يوجهها مثلما يشتهي ويريد وإذا رضخنا لقانون اللعبة فان النقد يسري على الجميع سواسية دون استثناء وما نال من الترجي قد لحق أذاه بقيّة الأندية بالأمس القريب لذلك الكلّ مدعو لتقبل النقد وكما كان الترجي مستفيدا من ضرب البندير في الكثير والكثير من المناسبات بموجب أو دونه لا حرج في أن يستعيد المصدح رشده وأن يوجه شرارته إلى الجميع ويوم ليك ويوم عليك... كلّ ما نخشاه هو أن يأتي الدور خلال الجولات القادمة على جماعة «السي آس آس» وكذلك النادي البنزرتي وبقيّة الركب لانتهاج نفس التكتيك حين يصبح البكاء حقّا مكتسبا فتتسارع الخطى نحو التعبئة الجماهيرية لعكس الهجوم على القناة الوطنية التي تلقت صفعة قوية على خدّها الحيادي تماما كخطّها التحريري في صورة تعكس منطق «العزري أقوى من سيدو» فما حصل للوطنية هو ضرب للمهنية وللحرفية وتعدّ صارخ على الكلمة الحرّة وعلى سلطة من المفترض أنّها تستمد وجودها من روح الدولة ومن علوية صوتها المقموع... إذا تواصل النزيف في بلاتوهات الوطنية ستعود النسمات البنفسجية لتهب من جديد فوق هضبة الشيراتون وحينها لن يكون شرف الدين وحده حامي الحمى والدين بل سيولد بين الحين والحين أبطال يتاجرون بالعرق واللقب بعد الدين...وتكون البطولة لطويل اللسان قبل حقيقة الميدان لذلك ندعو جماعة الوطنية بكلّ طواقمها إلى الاعتصام ب«حبل الحياد» وممارسة حقّهم في التعبير والتعليق بكلّ الأشكال التي تليق حتى لا تنفذ من بين جنباتهم وساوس المنافقين وحتى لا يصحّ القول أخيرا بأن حليمة عادت الى عادتها القديمة وأنّ العار يدنّس عباءتكم وتكونوا بالفعل إعلام العار...