في اطار سعيها الى الارتقاء بخدماتها الصحية المسداة لمنظوريها وبهدف ارساء منظومة صحية أكثر نجاعة في مجال طب الشغل نظمت أمس اتصالات تونس اليوم الوطني الاوّل لطب الشغل بأحد نزل جوهرة الساحل وذلك بمشاركة كافة اطاراتها وأعوانها بمختلف جهات الجمهورية. وأشرف على هذا الملتقى السيد لسعد سعيّد المدير التنفيذي للتصرّف في الشؤون الاجتماعية وتضمن اللقاء ثلاث مداخلات حول طب الشغل : الآفاق والتحديات» وقال لسعد سعيّد لدى افتتاحه الملتقى إن الهدف من هذا اللقاء التكويني هو طرح مواضيع مختلفة كانت تطرح في الكواليس اضافة الى تقريب وجهات النظر بين أبناء المؤسسة الواحدة كما شدد على ضرورة السعي الى ترسيخ مثل هذه العادات والتقاليد في الثقافة الصّحية وجعلها مناسبة دورية في مجال طب الشغل المهني باتصالات تونس خصوصا في الحالات التي تتسبب فيها المهنة في متاعب صحية للعون ..و بيّن أن اتصالات تونس تسعى الى دعم منظومة طب الشغل في فضائها المهني الواسع .. تاريخ طبّ الشغل بإتصالات تونس وآفاقه المستقبلية تحدث الدكتور المولدي عمامو الطبيب المنسق لاتصالات تونس في مداخلته عن حاضر ومستقبل طب الشغل ب «التيليكوم» من خلال الاهمية التي يحظى بها قطاع طب الشغل وسلامة محيط العمل فى تونس حيث يعتبر العمل فى محيط ملائم وسليم من مقومات حقوق الانسان وذكّر بالجهود المبذولة للنهوض بمنظومة طب الشغل من خلال اصدار التشريعات الهادفة إلى مزيد تطوير القطاع وتعميم مجامع طب الشغل وتشجيع المؤسسات الاقتصادية على إيلاء هذا الجانب ما يستحق من اهتمام واقرار حوافز مالية وجبائية لتعزيز جوانب الوقاية والسلامة المهنية وهو ما ساهم فى تحسين محيط العمل بالوسط المهني ومن ثماره تطور نسبة تغطية العمال بخدمات طب الشغل. وأوضح الدكتور المولدي عمامو في هذا الاطار أن طب الشغل يعتبر طبا وقائيا لتفادي الاصابة بالأمراض المختلفة قبل وقوعها وبين أنه من أخطار العمل في اتصالات تونس التأثيرات الجانبية للذبذبات الهاتفية في مراكز النداء والمجمعات الهاتفية بالنسبة للعاملين في المصلحة الفنية وكذلك الساهرين على العمل الاداري والعمل المضني على المكاتب والاستعمال الدائم للحواسيب معددا في هذا الشأن الاخطار الممكنة في مختلف الاختصاصات الموجودة باتصالات تونس . و في سياق متصل تعرض الطبيب المنسق ل «التيليكوم» لكثرة الغيابات المسجلة بخصوص الفحص الطبي حيث يتم زيارة طبيب الشغل بنسبة 65 بالمائة فقط على الرغم من ضرورة متابعة الحالة الصحية لمنظوري المؤسسة ودعا الى وجوبية الحضور في الفحص الطبي الدوري كل ستة أشهر أو كل سنة .. كما أبرز الطريقة المغلوطة والمعتمدة من قبل الادارات في التعاطي مع مسألة المراقبة الطبية والتي من شأنها أن تكون سببا في مضيعة الوقت وأكد أن طب الشغل عنصر حيوي وهو من صلب المنظومة المهنية . الالتزامات القانونية للمؤسسات في المداخلة الثانية تحدّث الاستاذ في كلية الطب بالمنستير توفيق خلف الله عن سعي اتصالات تونس الدائم الى تقديم أفضل الخدمات الصحية لمنظوريها مبينا الجانب التشريعي ومدى تنامي الإهتمام بمسألة فواجع الشغل منذ التسعينات كنتيجة حتمية لإعادة التركيز من جديد على الأخلاقيات الشمولية لحقوق الانسان وذلك بفضل مجهودات المنظمات الدولية عموما التي وجدت أمام تحدي إعادة الإعتبار للكرامة الإنسانية التي أصبحت تحجب شيئا فشيئا لحساب التطورات على جميع الأصعدة ، خاصة تلك التي وقعت في مجال الشغل والتي جعلت من هذا القطاع رهين دافع رئيسي هو تحقيق الربح والجدوى الاقتصادية بقطع النظر عن رفاهية العامل ممّا جعل رجال الاقتصاد يعتبرون الفترة الممتدة من بداية الستينات الى أواخر الثمانينات العهد الذهبي لبناء الاقتصاديات الوطنية والحرة على الرغم من بعض الهزات الاستثنائية والتي كانت بمثابة الإنذار المسبق بضرورة مراجعة مناهج العمل وإعادة الإعتبار الى العنصر البشري خاصة على مستوى الوقاية والتدخل اللاحق في مجال حوادث الشغل. وقد سبق هذه الفترة وجود تشريعات نظمت هذا المجال ولكن ليس بالقدر الكافي ومن أبرزها التشريع الفرنسي المؤرخ في 9 أفريل 1898 المحدث لتنظيم جبر الأضرار الناجمة عن حوادث الشغل والذي كان مصدر إلهام للمشرع التونسي في اصدار الأمر المؤرخ في 15 مارس 1921. وأشار توفيق خلف الله الى مضامين قانون الشغل بتونس في القطاعين العام والخاص ودور الصناديق الاجتماعية «CNRPS» و «CNSS» في هذه المنظومة . أهمية برامج التلاقيح لدى المؤسسات كما تطرقت الدكتورة ايمان مقرون في مداخلتها حول التلاقيح لدى المؤسسات الى الدور الهام والوقائي الذي يضطلع به طبيب الشغل في حوادث الشغل وتوفير اليات وقائية في الحوادث الشغلية وخصوصا تلك التي تعنى بالأمراض المعدية والطيرة كما تعرضت في حديثها الى أهمية العلاقة بين طبيب الشغل وادارة الموارد البشرية بالمؤسسة وأكد السيد لسعد سعيد في مداخلته الختامية حول أسباب حوادث الشغل باتصالات تونس وتداعيات الغيابات الناجمة عن الظروف الصحية والحوادث الشغلية أن الجميع حريص على تطوير منظومة طب الشغل في «التيليكوم» وسيقع تقييم هذه التجربة الاولى من خلال تصورات عملية لإنجاحها.