كالقضاء المبرم نزل خبر تأجيل مباراة القمة بين النادي الصفاقسي والترجي الرياضي بالملعب الاولمبي برادس صاعقا على قلوب ابناء النادي الصفاقسي بطل تونس وبطل كأس الاتحاد الافريقي 2013 ساعات قليلة فقط قبل انطلاق اللعب وبدا كأنه أمر دبّر بليل ولم يجد انصار الابيض والاسود عناء كبيرا في الربط بين قرار التأجيل وبين المستفيد من التأجيل وايا كانت التبريرات المقدمة للتاجيل وهي للأمانة تبريرات لا تقنعنا ويلفها الغموض والسواد الحالك وتعصف مجددا بسمعة كرتنا التي تدنت الى الحضيض واجتهد النادي الصفاقسي وشقي وتعب وضحّى بالغالي والنفيس من اجل حفظ ماء وجه كرتنا واعادة بعض الاعتبار لها من خلال تالقه في لوبومباشي بالذات وعودته من مقبرة النوادي التونسية والافريقية مظفرا وحاملا معه عروسه الافريقية. صراحة نعجز عن فهم ما جرى مثلما نعجز عن تصديق التبريرات المقدمة للتأجيل في وقت كانت فيه الخيارات الكثيرة متاحة لضبط الوضع عند كل اخلال من جانب هذا الجمهور او ذاك اذ يكفي في الحد الاقصى اجراء اللقاء من دون حضور الجمهور وهو خيار تم استعماله اكثر من مرة وفي ظروف اشد صعوبة امنيا من الآن كما كان يمكن التقليل من عدد الانصار والزامهم حدودهم وتحميلهم مسؤولية ما قد يحدث من تجاوزات كما كان يمكن اجراء اللقاء والتدخل الامني الحازم لردع اي مخالف او متجاوز للقانون او للآداب العامة كما كان بالمقدور تحميل هيئة الترجي ولجنة احبائها مسؤولية اي تعد على ميثاق الرياضي او كان يمكن ايضا ان يتم اجراء تفتيشات دقيقة والاستعانة بالكاميراوات الدقيقة المحمولة والمثبتة في ملعب رادس التي يعج بها من اجل الوصول الى كل من اراد او خطط لافساد العرس .... كل شيء كان ممكنا وبسهولة ايضا للسيطرة على اي وضع قد يتفجر لا سيما وقد اظهرت قواتنا الامنية انها قادرة على ضبط الاوضاع الامنية .... من هنا يعود السؤال الحائر لم تأجيل المباراة ولمصلحة من ومن الضامن ألاّ يحصل ما تمت الخشية منه اليوم حين اجراء المقابلة مجددا في وقت لاحق ؟ صراحة نجد انفسنا عاجزين عن تصديق الرواية التي جاء تبريرها وتعليلها جافا ومقتضبا بمسائل امنية وتنظيمية ... الله الله ... يريدون اقناعنا بان بعض المسائل التنظيمية الطارئة حالت دون اجراء المقابلة والكل يعلم ان التحضيرات الامنية والتنظيمية لمثل هذه المقابلات الكبيرة تنطلق قبل اسبوع على الاقل فهل انهم اساؤوا التقدير في البداية ولم يتفطنوا لذلك سوى مع نسمات فجر الاحد ام أن هناك مصالح تقاطعت وخيوط تم شدها باحكام من اجل تاجيل المباراة وتحقق بذلك ما كان يرغب فيه الترجي الرياضي من البداية وهو الذي تباكى وبالأساس صاحب مقولة حيطان رادس التي تتكلم حينما قامت الرابطة المحترفة بتاجيل المباراة بين قوافل قفصة والنادي الصفاقسي منتصف الاسبوع الماضي بناء على موافقة ورضاء الطرفين المتنافسين لينطبق على صاحب رائعة «حيطان رادس» مثل رضي الخصمان ولم يرض الحكم وحتى لا يتهمنا البعض باننا نتحامل او نرجم بالغيب فاننا نحيله الى موقف رئيس فرع كرة القدم في الترجي رياض بنور مباشرة بعد قرار التاجيل حيث لم يستنكر ولم يغضب بل قال ان هيئة الترجي لا تعارض قرار وزارة الداخلية وهي منضبطة للقرارات الصادرة عنها وهذا كلام ديبلوماسي يخفي السعادة بتحقق ما كان يبتغيه في حين ان ابناء النادي الصفاقسي اعتبروا التاجيل مفاجئا وهذا ما عبر عنه المدير الرياضي الناصر البدوي الذي صرح ان الفريق فوجئ بقرار تاجيل مباراته ضد الترجي الرياضي وتساءل البدوي عن سبب اتخاذ هذا القرار وعبر عن امله في ألا يكون التأجيل لاسباب اخرى باعتبار ان الترجي ليس في افضل حالاته ويشكو من غيابات في صفوفه وقال البدوي من ناحية اخرى ان النادي الصفاقسي يحترم القرارات الامنية ومن جانب انصار النادي الصفاقسي الذين يتمتعون بالذكاء والقدرة على فهم ما خفي وما وراء السطور فانهم اجمعوا على ان ما حدث مؤامرة متجددة على النادي الصفاقسي والمباراة كان يمكن ان تلعب حتى دون حضور الجمهور ولكل هذا كان الغضب كبيرا من هذا التأجيل وقام عدد من الانصار بتنظيم وقفة احتجاجية امام مقر اذاعة صفاقس اعتبروا فيها ان ما يجري هو العيب والفضيحة الكبرى للكرة التونسية التي تنخرها ممارسات لم ترحل برحيل راس نظام الاستبداد واعتبر الانصار ان ما جرى ليس له تبرير ولا تفسير سوى الاستجابة لضغوط ومشيئة الترجي الرياضي الذي ما انفك يبحث ويكيد للنادي الصفاقسي المتالق وطنيا وقاريا والدليل مغازلة باب سويقة لبعض لاعبيه وايضا قيام مسؤولين من المكشخة بالجلوس الى رود كرول وهو على ذمة النادي الصفاقسي ومرتبط معه وشوش عليه تفكيره ودفعه الى طلب فسخ العقد من جانب واحد سويعات قليلة فقط بعد العودة من لوبومباشي بالكأس القارية. انصار النادي الصفاقسي الذين التقينا بهم قالوا ان البعض يريد ان تبقى البطولة وسخة بالممارسات المشبوهة ولذلك فانهم مستعدون في سبيل ارضاء من يبحثون عن الالقاب في التراكن والدهاليز المظلمة ان ينسحبوا من البطولة الوطنية ولا يشاركون فيها ما دامت المقاييس ليست مرتبطة بالعطاء والبذل فوق ارضية الميدان ويكفي النادي الصفاقسي ان يشارك فقط في البطولات القارية حيث تعود على تشريف الكرة التونسية بالانجازات فوق الميدان وبالألقاب المستحقة وليس بالمشاكل والفضائح وملاعب افريقية كثيرة شاهدة على ذلك. ان كان الكتاب الاسود الذي صدر في بداية الاسبوع هو سبب هذا التاجيل ! لماذا في يوم المباراة يتم التاجيل !! وان كان السبب كما قيل دواع امنية الا يجب ابلاغ هيئة النادي الصفاقسي قبل تحولها للعاصمة ؟ الا يمكن لعب المباراة دون حضور جمهور !!!! وبالتالي فان تاجيل المباراة يطرح اكثر من سؤال خصوصا ان الهيئة المديرة للترجي احتجت على تاجيل مباراة السي اس اس والقوافل الرياضية بقفصة بالاضافة الى ان صفحات «أولتراس» الترجي اكدت ان الدخلة لن تكون بطابع سياسي بل فقط تستعرض تاريخ الترجي ! يحدث في بطولة «محترفة» : النادي الصفاقسي يعلم بقرار التاجيل قبل 3 ساعات من موعد المباراة. اذا كان رئيس الجمهورية ومؤسسات الدولة يخافون غضب جماهير الترجي وينحنون لارادة مسؤوليه ... فماذا ننتظر من حكام مباريات البطولة ومن مسؤولي الرابطة والجامعة ؟ .. سرطان ينخر جسم الكرة التونسية .. والبطولة حددت وجهتها اليوم.