كان الاحتفال ليلة أمس الأحد 10 جوان 2018 بيوم القدسببنزرت و لعامه الثامن على التوالي - الذي نظمته الرابطة التونسية للتسامح فرع بنزرت الذي يرأسه الناشط خالد بوجمعة – تظاهرة غير عادية بل كانت في مستوى هذا الحدث في حياة الأمة العربية و الاسلامية و كيف لا و هو يحتفل بالقدس عروس العروبة و عروس المسلمين. ضربة البداية كانت بمسيرة انطلقت من أمام الميناء العتيق ببنزرت، و الجموع يحملون مجسما كبيرا للقدس و يرفعون شعارات نذكر منها " أمريكا هي هي أمريكا راس الحيّة" و " من ورق من ورق صهيونية تحترق" و "يا عروبة عار عليكم صهيوني يدنس أراضيكم" و "يا عرب يا عرب الشوارع و الغضب" " الشهيد خلّى وصية لا تنازل على القضية" ، لتصل إلى محطتها النهائية فضاء حديقة الحبيبة بوقطفة ببنزرت أين سيتم الاحتفال باليوم العالمي للقدس و التّي غصّت بحضور كبير، لم يعرف له مثيل في مثل هذه التظاهرات، ومن مختلف الشرائح العمرية و كان انطلاق الاحتفال بمراوحة موسيقية لفرقة عشاق الوطن التّي تغنّت و عزفت كما لم تعزف أبدا فكانت أغاني الشيخ الإمام و مرسال خليفة و غيرها من الأغاني الملتزمة تخترق صمت الليل لتشيع فيه الأنس و الحماسة و تشعر الجميع و أنّ مازال للعروبة قلب نابض بأمهات قضاياهم و على رأسها القضية الفلسطينية و القدس كعاصمة أبدية لفلسطين. أيضا الشعر كان حاضرا حتّى لا نقول مدويا من خلال قصائد المقاومة و فضخ العمالة المنبطحة و التّي تلهث وراء التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب و التّي قدّمها كل من الشاعر الكبير البحري العرفاوي و الأمين الشابي حيث لا صوت يلعو على القصائد الثورية و لا صوت يعلو على صوت الشعر المقاوم حيث صدح صوت البحري العرفاوي في أحد قصائده بالقول" أ كفر أنتم أم مسلمون // ما ربكم // ما دينكم // و أي ابليس ترجمون " ليأتيه الرّد من قصيدة للأمين الشابي تقول بعض كلماتها " في هذا الزمن اللآّ زمن الذي نعيش // استوى صالح و طالح و بائع الحشيش // حقدا قد يدسّون السّم في أكلنا // و يدعون اللّه جهرا و بهتانا كي نعيش " و للمداخلات أيضا نصيب و كانت تباعا للمناضل الجمعياتي الكبير الطاهر العبيدي و الاستاذ محمد الصالح النهدي بصفته مناضلا في منظمة الدفاع عن حقوق الانسان و أيضا الكلمة التّي كان لها وقعا مدويا على الحضور لرئيس الرابطة التونسية للتسامح الأستاذ صلاح المصري و التّي جاء فيها " و أن قضية القدس أصبح لها بعدا عالميا و هي سفينة النجاة وعلينا ركوبها لا ركوب قوارب الموت و الشهيد الزواري ركب هذه السفينة بعلمه و مساهمته في النّضال و ذهب إلى حيث النضال الحقيقي و إنّ من يترك سفينة النجاة سيغرق في أوحالها و بالتالي لا للعمالة و لا للتطبيع و بدون تحرير القدس لا استقرار لبقية الأقطار العربية و نقول لأمريكا و الكيان الصهيوني لا و لن تقدروا أن تمحوا الحقيقة من عقولنا" الأطفال أيضا كان لهم كلمتهم في هذه المناسبة حيث أتوا بأعداد كبيرة يحملون الأعلام التونسية و الفلسطينية و يرقصون على وقع الدبكة الفلسطينية و كانوا فعلا فوانيسا يضيئون السهرة غناء و رقصا و براءة و جريا و لهوا بل و تمّ تقديم مسرحية حول القدس من قبل أبناء مدينة العالية تروي تاريخ هذه المدينة المقدسة و تحث على الدفاع عنها حتّى لا يغتصبها الصهاينة و من لفّ لفهم لتختتم هذه التظاهرة - والتّي نرفع بالمناسبة كلمة شكر و تقدير لكل من أشرف على تنظيمها و ساهم في إعدادها لما لمسناه فيها من دسامة المادّة و حسن التنظيم - لتختتم بتوزيع الجوائز على المتفوقين في مسابقة الرسم حول فلسطين و القدس.