كشف صلاح ميجييف مفتي جمهورية الشيشان، عن سر العداء الشديد بين المؤسسات الإسلامية في بلاده مع الوهابية مؤكدا أنها أصل الإرهاب، وأنها كبدت بلاده حربين حصدت أرواح ما يزيد عن نصف مليون مواطن، واصفا إياهم بالسلفية المزيفة. وأكد ميجييف خلال حديثه مع "مصر العربية"، أن الشيشان هى الدولة الوحيدة التى قررت أن تقف أمام الوهابية ولدول الداعمة لها، مضيفا: "ولا أعتقد أن هناك دولة عربية تستطيع أن تفعل هذا إما خوفا من انقطاع الدعم والمال أو توتر علاقات"، لافتا فى الوقت ذاته إلى أنه عندما طال العرب بعض أفعال الوهابية الوحشية ممثلة فى تنظيم داعش الإرهابي استغاثوا بالدول العظمى لتخليصهم. وتطرق الحديث إلى جوانب أخرى منها علاقة المؤسسات الدينية الشيشانية بالأزهر الشريف بمصر، وعن مؤتمر أهل السنة والجماعة الذى أثار ضجة كبيرة عام 2016. نص الحوار في البداية أخبرنا .. وأين وكيف تعلمت اللغة العربية؟ تعلمتها فى الشيشان إبان عهد الاتحاد السوفيتي، وأنا لم اتخرج في أي جامعة، وإنما تعلمت العلوم الدينية على أيدي العلماء أكابر السن هناك، وأجيد بجانب العربية اللغتين الروسية والشيشانية. اختلفت العديد من الدولة فى وضع تعريف محدد للإرهاب.. فما هو الإرهاب من وجهة نظركم ؟ الإرهاب هو الأفكار التكفيرية، لآن الإنسان صاحب الفكر المتطرف يكفر الغير أولا ثم بعد ذلك يقتله، والشيشان دمرت تدميرا كاملا في فترة التسعينيات بسبب هؤلاء. هل لديكم جماعات متطرفة تعانون منها؟ الآن لا يوجد أي فكر متطرف في الشيشان، ولكن في الماضي كان هناك تنظيم المجاهدون العرب، واللواء الإسلامي الدولي نحن حاربناهم وقاتلناهم وأخرجناهم من بلادنا. بما تفسر إعلان روسيا انضمام أكثر من 400 شيشاني لداعش منذ بداية الحرب فى سوريا ؟ نحن على المنهج الصحيح، لا يوجد فى الشيشان أى مسجد أو مدرسة بها أفكار تكفيرية، والذين ضلوا سواء السبيل ضلوا عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهنا أود أن أشير إلى أن أبواب التوبة والحوار والرجوع عن الخطأ مفتوحة لم تغلق، والتائبون عن التحاقهم ب"داعش" في سوريا ستتاح لهم فرصة العفو عنهم والحياة الطبيعية. في رأيك من الذي يصنع الإرهاب؟ صانع الإرهاب هو الغرب وأمريكا لأنهم الذين يدعمونهم بالسلاح والأموال. كيف نقضى على هذه الظاهرة؟ لن يتحقق ذلك إلا بنشر الأفكار الصحيحة والعلم الصحيح عن طريق برامج التوعية للشباب فى المدارس والجامعات والمعاهد، الإرهاب والتطرف أعداء الإنسانية ويجب ألا نترك المجال لهذه الظاهرة فى الانتشار وألا نترك أولادنا فريسة. حدثنا عن زيارتكم الأخيرة إلى سوريا؟ زرت الجمهورية السورية وحلب واتفقنا مع وزير الاوقاف أن يرمم الرئيس السوري بشار الأسد المسجد الأموي فى حلب، وزرنا بعض الأماكن كجامعة دمشق، والمسجد الأموي وصلينا فيه الجمعة، كما زرنا أيضًا مقر الشرطة العسكرية الشيشانية بحلب. ما سبب إرسال قوات شيشانية لسوريا؟ سبب إرسال الشرطة العسكرية الشيشانية إلى حلب هو الحفاظ على السكان سواء كانوا من أهل السنة أو النصارى ونحن كشعب شيشانى نحب أهل الشام، وسكان هذه المدينة يشكرون الشرطة الشيشانية، لأنهم دائما يساعدوهم، وأكرر أننا فى الشيشان عانينا كثيرا من التطرف والإرهاب، ورأينا كثيرا من الفتن، وقد دمرت بلادنا كاملة فى حربين وتعجب العالم من أنها أعيدت مرة أخرى فى 10 سنوات فقط، وبالنسبة لمسألة إعادة إعمار سوريا فالرئيس الشيشاني رمضان قديروف جاهز لتقديم أي مساعدات. في أوت 2016 أقامت الشيشان مؤتمرا عالميا حمل عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟" أثار ضجة كبيرة.. فما الغرض الذى أقيم من أجل هذا المؤتمر ؟ الغرض كان علميا صرفا وهو بيان مفهوم من المفاهيم العلمية وهو مفهوم أهل السنة والجماعة اعتقادًا وفقهًا وسلوكًا، وأثر الانحراف عنه على الواقع، ولم يكن لأمور سياسية كما ادعى البعض. ونحن منذ دخول الإسلام إلى روسيا كنُّا أشاعرة وماتريدية، ولذلك أوضحنا في مؤتمر الشيشان أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، ومنهم أهل الحديث المفوضة في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى، ووقع على ذلك أكثر مفتي روسيا الاتحادية.