أنّه يكره شعبه ، يكره نفسه ، يكره كلّ من ليس في صفّه ...لا يمكن لاحد ان يزايد على شخصي في معرفة هذا الرّئيس المؤقّت السابق محمّد منصف المرزوقي .. عندما عاد لأوّل مرّة الى تونس ، قبل حوالي ثلاثة عقود ، كان اوّل لقاء لي معه ، زارنا يوما في مقرّ " الرّاّي " طمعا في فضاء يحتضنه و يشاركه أفكاره ، لم يكن من صاحب " الرأي " وقتها و كعادته المرحوم حسيب بن عمار الاّ ان رحّب به ، احتضنه و مكّنه من نشر كلّ مقالاته و الدفاع عن أفكاره التي كانت ذات توجٌهات قوميّة .. بل مكّنه و رغم الظروف المادية الصعبة التي كانت تمرّ بها " الرأي " من نشر اوّل كتبه تحت عنوان : " لماذا ستطأ الأقدام العربية ، ارض المرّيخ ..!". كان المرزوقي يحضر بعض اجتماعات أسرة تحرير " الرأي " ، كان دائماً معتدّا برأيه و موقفه ، لا يقبل أيّ انتقاد . كان صداميا لا يرى الحقيقة الاّ في جانبه ، و هو ما اكتشفه الرّابطيّون انفسهم فيما بعد عند تولّيه المسؤولية الأولى لهذه الهيئة الحقوقية ... من كانوا ضمن أسرة " الرأي " عرفوا حقيقة هذا الرّجل ، كما عرفه من قاربوه في كلية الطبّ بسوسة او عاشروه و احتكّوا به ، على غرار المناضلين الكبيرين الطاهر هميلة و علي تنجال .. أخطاء المرزوقي في حقّ شعبه فاقت كلّ أخطاء السياسيين .. هدّد بالمشانق ، استقوى بالاجنبي ، تطاول على كلّ من خالفوه ، افترى على مسيرة مناضلين و شرفاء ، صفّى مع مخالفيه في كتاب اسود كسواد فكره ... لكن ان يبلغ الامر بهذا الرجل الى شتم شعبه ... فالمصيبة تعظم ... بما يتطلّب من كلّ القوى الوطنية موقفا واضحا لا لبس فيه ، يحسم مع " إسهال " هذا الرّئيس المؤقت السابق ..!