المعروف أنّ بعض الشعراء يتهكّمون بعضهم على البعض وهو نوع من الشعر الظريف الذي يتداوله الشعراء فيما بينهم وأذكر في هذا المقال ما رواه المجاهد الأكبر "الحبيب بورقيبة" في قصيدة نسيت من ألفها لكن أذكر أنّ بورقيبة هو الذي قالها في خطاب أراد التقليص من دور المناضل المرحوم "المنجي سليم": سقطت في الجبّ سلمى ...وهي تصطاد النجوم فإذا بفتاها وهو للعوم يروم فإذا سلمى قتيل وإذا المنجي سليم وكذلك ما بعث به الشاعر "مزهود" الى "جعفر ماجد" وقد أصبح أستاذا بالجامعة: سمعت بأنّك في الجامعة ..وأنّك أيضا في الشعبة وما كان ذلك عن مبدإ.. ولكن هروبا الى الزنقة أو غيرها: فقد قال شاعر في أستاذ زيتونيّ سعى أكثر من مرّة للارتقاء الى رتبة جامعيّة أعلى. وكلّ مرّة لا يسعفه الحظّ. وفي المرة الأخيرة اتفق زملاؤه أن يتركوه يترشح بمفرده. فترشح فيها أخيرا بمفرده ففاز في آخر المطاف: لذّة الفوز كمقروض العسل والذي فاز على أقرانه فهو في الناس بطل وكلام "ابن الوردي" ميتلوحشي حيث قال: كلّ من سار على الدرب وصل. وقال شاعر آخر لبائع الدلاّع وقد وجد الدلاعة التي اقتناها منه بيضاء فاسدة: قلتَ لي تطلع حمرة ...طلعت كالدباشير فأنا لا أرتضيها... لو تُجنّح أو تطير فإذا كنت "ديقردي" ... هاك دلاعتك ورجعلي فلوسي والله يسمعنا على بعضنا علم الخير. والملاحظ أنّ في هذا النوع من الشعر يكون البيت الاخير طويلا ولا يخضع للعروض.