أكتب هذه اليوميات من قاعة الانتظار بالمطار .. وانا استعدّ لرحلتي الأسبوعية الى عاصمة الأنوار باريس .. لم تسكنني رغبة الاستقرار هناك ، في نفس الوقت لم يفارقني ذلك الإحساس بأنّ راحة البال و النفس لا تكون الاّ بين الأهل والأحبّاء و على ارض الوطن .. لهذا وجدت نفسي مجبرا على ان أكون في ميدان العمل ، خلال الأيام الأولى للأسبوع وان تكون نهايته في البيت بين افراد العائلة .. السّفر متعة فعلا ، وهو مغامرة كذلك بما تحمله كلّ رحلة من مفاجآت .. لا يتناطح عنزان ، كون باريس عاصمة العالم ... ترى و تلتقي فيها بما قد لا تتصوّر أحيانا بقادة دول وأثرياء العالم ونجوم الفن والسينما والمسرح .. قبل فترة قصيرة كان لي لقاء مع الرئيس السينغالي الأسبق عبد الله واد و كانت محادثة مطوّلة معه .. ذكّرني كلامه عن حال بعض البلاد العربية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تحوّلات كبيرة في أوضاعها ، ما سبق ان صرّح به رئيس دولة جيبوتي عندما سئل من قبل قناة " سي . ان . ان " عن موقفه من " الربيع العربي "، أجاب ، انّه لا يعلم بوجود عند العرب فصل اسمه ربيع ، فالسنة لديهم مقسّمة الى فصلين فقط ، هما " الشتاء والصيف " كما جاء في القرآن ، و بالتالي فلا مكان لفصل او حتى مناخ ربيعي عندهم ..! مادمنا نتحدّث عن الرؤساء ، أذكر ما شاهدته قبل ايام من مأدبة عشاء جمعت رئيس الكوت دي فوار الحسن واتارا الذي تشهد بلاده تمرّدا للجيش بالسيد بشير بن يحمد صاحب مؤسسة " جون أفريك ".. الذي اكنّ له الكثير من التقدير ، الأمر الذي دفعني الى التوجّه إليهما قصد التحية و دردشة على السريع ..كما يقال . بالمناسبة ، مصادر صديقة افادتني انّ السيد بن يحمد أصبح يفكّر جدّيا في بيع مؤسسته الصحفية العريقة " جون أفريك " بعد مسيرة طويلة تواصلت لأكثر من نصف قرن .. انها معاناة الصحافة المكتوبة زمن الثورة الاتصالية ، تحديدا " السّوشيل ميديا ".. ما أخشاه ان تفوز بصفقة بيع هذه المجلّة التونسية / الافريقية احدى دول " البترو - دولار " لتدعّم ترسانة الأبواق التي بين أيديها خدمة لأجندة التدمير .!!..