وبعد أن كنا تعرّضنا في أحد أعدادنا السابقة من «الصريح» الى المشاكل والصعوبات التي واجهتها وتواجهها شركة «السنيت» بعد الثورة، على خلفية عملية التحوّز على قرابة 800 من مساكنها، الى جانب مجموعة من العقارات، نتناول في عدد اليوم الحديث عن جملة المشاكل التي تلاقيها شركة «السبرولس» والتي تفاقمت وتزايدت حدّتها بعد الثورة، ومدى تأثيراتها على سير المشاريع السكنية للشركة، فكان اللقاء بالرئيس المدير العام ل «سبرولس» السيد رمزي جلال... في دوّار هيشر والمنستير استيلاءات على مساكن «السبرولس»؟ خلال توضيحاته بخصوص مشكل المساكن التابعة «للسبرولس» المستولى عليها من قبل المواطنين بعد الثورة، أفادنا ر م ع الشركة أن مجموع المساكن التي تمّ التحوز عليها هو 137 مسكنا، 88 منها ضمن مشروع من مشاريع «السبرولس» بمنطقة دوّار هيشر، وهي مساكن كانت ستسلم الى أصحابها لولا التعطيلات بسبب العملية المشار اليها، أما بقيّة المساكن التي شغلها مواطنون على وجه غير قانوني، وعددها 49 مسكنا، فهي مساكن للتفويت بالبيع بمنطقة الفرينة في المنستير. وتبلغ كلفة هذه المشاريع السكنية موضوع الإشكال المذكور عشرة مليون دينار، ويضيف محدّثنا أنه في اطار السعي الى تسوية وضعية المساكن المتحوّز عليها، بالطرق القانونية، لجأت الشركة الى القضاء من خلال رفع قضية مدنية، بعد محاولات توفير التسهيلات لشاغلي المساكن بدوار هيشر و«الفرينة» بالمنستير، عبر ادراج هذه الفئة صلب نظام «الفوبرولوس» للمساكن الاجتماعية. أما ظهور هذا المشكل الى جانب تراكمات المشاكل الأخرى، فقد زاد الطين بلّة، لاسيما على مستوى السيولة التي تقلّصت بشكل كبير... بعض المساكن الاجتماعية لم تسلم من طمع الطرابلسية؟ في ما يتعلق بالمشاكل والتعقيدات الأخرى التي واجهتها شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية بعد الثورة، كشف ر م ع «السبرولس» أنّ الظاهرة الثانية الى جانب ظاهرة افتكاك المساكن التابعة للشركة، تتمثل في العزوف عن خلاص معينات الكراء من قبل الحرفاء وعن تسديد أقساط الشراء بالنسبة لمن اقتنوا العقارات قبل الثورة، مع مطالبة سكان أحياء المنار والمرسى والمنزه الثامن والرمانة، عبر الاعتصامات والاحتجاجات، والشاغلين على وجه الكراء لحوالي 827 مسكنا، بحقهم في امتلاك المساكن عبر عملية الشراء بأسعار في إطار شروط ميّسرة، أي في نطاق التسهيلات التي شملت 850 مسكنا من جملة المساكن (10 آلاف مسكنا) الراجعة ل «السبرولس». ونفى محدّثنا أن يكون الطرابلسية قد استحوذوا على عدد هام من المساكن الاجتماعية مايعني بلغة أخرى أن تسلّطهم لم يمس سوى البعض من المشاريع فقط، مؤكدا على هشاشة الوضع المالي لشركة «السبرولس» بسبب تراكم المشاكل ومحدودية السيولة والديون البالغة حدود 18 مليون دينار، مع الإشارة أن المشاريع الجارية بعنوان سنة 2011، تتطلب لاستكمالها في الآجال المحددة،16 مليون دينار. ومن ثمّة، فإن هذه المعطيات المتعلقة بحقيقة الوضع المالي للشركة، تضع ديمومتها في الميزان، كما تضع أمامها العديد من التحدّيات من أجل الخروج من عنق الزجاجة. الصناديق الاجتماعية على الخط في مشاريع «السبرولس»؟ لا تملك «السبرولس» امتيازا على شركة «السنيت» أو على الباعثين الخواص، ولمزيد من التوضيحات عن طبيعة أنشطة شركة النهوض بالمساكن الاجتماعية، بيّن رمزي جلال ان 10 آلاف مسكن في رصيد الشركة منذ احداثها، وفي اطار البعث العقاري، تنجز المشاريع المعدّة للبيع. وضمن عقود كراء شراء يبرز النشاط الثاني للشركة في إطار التعاملات مع الصناديق الاجتماعية التي تفوّض مهمّة التصرّف ل «السبرولس» مقابل اسناد عمولة. وفي خصوص المشاريع السكنية للشركة، أشار مستجوبنا الى استكمال مشاريع المساكن الاجتماعية (فوبرولوس3) بمنزل بورقيبة وكذلك انهاء المشاريع بسوسة، اضافة الى المشاريع السكنية الجارية بالعقبة والسيجومي وجندوبة والكاف. وبالسؤال عن البرامج المستقبلية والتصورات المطروحة للنهوض بوضعية الشركة، وبرامجها، أكد رمزي جلال أنه في غياب الامتيازات والآليات الكفيلة لتوفير الأراضي والعقارات والضغط على الكلفة، لا يوجد موجب لالتقاء «السبرولس» و«السنيت» حول نفس الأنشطة في مجال السكن. فلابد من تكوين رصيد عقاري ومن امتيازات من خلال اقتناء الأراضي بأسعار معقولة ومدروسة، حتى يتسنى ل «السبرولس» دفع السكن الاجتماعي وتوفير المساكن لفائدة العائلات محدودة الدخل بالجهات الداخلية وفي هذا السياق، يقول محدّثنا أنه قد بادر بمراسلة بعض الولاة من أجل النظر في موضوع اقتناء الأراضي والعقارات حسب المواصفات التي توفر الامتيازات ما من شأنه الضغط على الكلفة والتوجه بسياسة السكن، نحو عقلنة الأسعار والشروط الميسرة.